رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طفولة قاسية.. حياة الفنانة هند رستم قبل النجومية وعلاقتها بالحيوانات

هند رستم
هند رستم

قبل وفاتها، كتبت الفنانة هند رستم وصيتها، وأوصت ابنتها "بسنت" أن تهتم بكلابها، ولا تفرط فيها مهما كانت الأسباب.

كانت علاقة الفنانة الراحلة قوية ونادرة للغاية بالكلاب، إذ فكرّت في إحدى المرات أن تنتج فيلمًا سينمائيًا يشاركها فيها كلابها.

وكانت الفنانة هند رستم ترى أن الكلاب من أوفى الحيوانات، بجانب إخلاصهم لصاحبهم، إذ يقدمون على الموت بدلًا من صاحبهم، لذا لم تفرط أبدًا في رعايتها والاهتمام بها.

وحدث أن عاشت الفنانة هند رستم في حالة حزن شديدة، بسبب وفاة أحد كلابها الذي تربيه. وتخطت هذه التجربة بتناول المهدئات والمسكنات بعد ستين يومًا.

يذكر أن الفنانة الراحلة هند رستم رفضت استلام جائزة الدولة بعدما مُنحت لها بمناسبة عيد الفن، حسبما نشرت مجلة «الشبكة» اللبنانية في عددها الصادر في 13 يوليو 1981.

وكان رفض الفنانة هند رستم للجائزة راجع إلى أنها أكبر من كل هذه الجوائز والأوسمة التي تُمنح في المناسبات الفنية وتوزع على الفنانين والفنانات، حتى إنها قالت وقتها إنه لو أُتي بهذه الجائزة إليها في منزلها لرفضتها أيضًا.

وفي مجلة "نصف الدنيا" عام 2005، تحدثت الفنانة الراحلة هند رستم عن التكريمات وجوائز الفنانين، وأشارت إلى أنها رفضت في عام 2004 جائزة الدولة التقديرية؛ لأنها جاءت في محل لم يعجبها ويقدرها "أنا لست فنانة على الرف".

ولفتت إلى تكريم "فنانات أقل منها عطًاء وموهبة" قبل أن تُمنح الجائزة، وقالت أيضًا إنَّه كان يجب أن تُمنح الفنانة شادية جائزة وتكريمًا قبلها، لأنها الأحق بذلك التكريم والاحتفاء.

طفولتها 

البهجة التي صنعتها الفنانة الراحلة هند رستم للجمهور كان ورائها قصة مؤلمة عاشتها في طفولتها بمدينة الإسكندرية وتحديدا في حي محرم بك الذي ولدت فيه عام 1931.

سر المأساة التي عاشتها هند رستم يكمن في ذلك البيت الصغير الذي ولدت فيه والذي شهد تفاقم المشاكل بين والديها والتي انتهت بالطلاق بينهما لتبقى هند مع أمها.

زواج الأم من رجل آخر كان تحولا كبيرا في حياة هند رستم، حيث بدأت معاملة أمها تتغير وتتجه إلى قسوة لم تستطع أن تتحملها فقررت الهرب لتعيش ثانية مع والدها الذي اهتم بها نكاية في أمها.

ألحقها الأب بمدرسة فرنسية وبدأت تشارك في الحفلات المدرسية بالرقص والتمثيل والغناء، وأحبت السينما وأصبحت ضيفة على معظم العروض السينمائية، تشاهد الممثلين وتراقب أدائهم، وتحلم باليوم الذي تصبح فيه نجمة مثلهم.

قررت هند الاتجاه إلى الفن وظهرت ككومبارس صامت، في 8 أفلام منها فيلم "غزل البنات" حتى كانت البداية الحقيقية لها في السينما عندما قادتها الصدفة لمكتب شركة الأفلام المتحدة عام 1946 لتشارك في فيلم "أزهار وأشواك" بدور صغير مع الفنان يحيى شاهين.

أعجب بها المخرج حسن وقرر أن يتزوجها لتنجب منه أولى بناتها "بسنت"، وتبدأ بعدها رحلة النجومية وتقديم أفلام البطولات التي بدأت على يد المخرج حسن الإمام الذي قدمها في عدد من الأفلام التي لاقت نجاحاً كبيراً.

 بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها هند رستم في السينما وآخرها فيلم "حياتي عذاب" الذي قدمته عام 1979 مع عادل أدهم وعمر الحريري، اعتزلت الفن ودخلت في عزلة تامة رفضت خلالها الظهور في أي مناسبات اجتماعية أو فنية أو عامة، عقب وفاة زوجها الدكتور محمد فياض حتى توفيت في 8 أغسطس عام 2011.