رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متعافٍ من كورونا يتبرع بوحدة كاميرات لمستشفى الداخلة بالوادى الجديد

مستشفى الداخلة بالوادى
مستشفى الداخلة بالوادى الجديد

بمشاعر من ذهب وقلب ينبض بحب الوطن وتقديرا للأطقم الطبية التي تعمل ليلًا ونهارًا من أجل تعافي المصابين من فيروس كورونا، أصر شاب متعافٍ من هذا الوباء على مكافأة الأطقم الطبية الموجودة بالعزل ومدير المستشفى؛ تقديرا لجهودهم البناءة في الحفاظ على صحة المواطن.

تبرع الشاب مصطفى حنفي بتركيب منظومة كاميرات مراقبة بمدخل وطوابق المنشأة دون مقابل، بعدما تعافى من المرض وسط رعاية طبية فائقة فى ظروف استثنائية صعبة غادر على إثرها العزل، معلنًا انتصاره على المرض وتقديره الشديد لما تقدمه كتائب الرحمة والواجب الوطنى من رعاية ومواقف بطولية تستوجب التكريم بالدعم والمساندة المجتمعية لتخطى الفترة الحالية إلى بر الأمان وسلامة المواطنين بعد دخول الموجة الثالثة.

يقول مصطفى حنفي، من أبناء مدينة موط بمركز الداخلة التابعة لمحافظة الوادي الجديد، وصاحب محال بيع الكاميرات والكمبيوتر، فى تصريح خاص لـ"الدستور"، إنه صمم على التبرع للمستشفى وجميع الأطقم الطبية بهدية في أذهانه لكي يرتاح ضميره، بعد أن كان يري الموت أمام نصب عينيه كل دقيقة، ولكن بعد رحمة الله ورحمة الأطقم الطبية عليه وعلى جميع المصابين بهذا الفيرس والمعاملة الحسنة ورفع المناعة من خلال الطب النفسي، فقد قررت أن أكافئ الجميع بتركيب منظومة كاميرات مراقبة ببعض المنشآت التعليمية والمدارس الفنية بأسعار مخفضة للغاية والتبرع بطابعات مجانية، إلى جانب تركيب ٨ كاميرات مراقبة مجانًا لمستشفى الداخلة العام بالأمس. 

وأضاف أن سعادته لم تكتمل بعد، بالرغم من قيامه بتركيب منظومة كاميرات شاملة الأجزاء والمستلزمات لأغراض التشغيل من المسمار إلى "dvr"، بإجمالى ٨ كاميرات للمراقبة بمدخل المستشفى وأخرى لتغطية الطابق الأرضي، حيث المكاتب الإدارية واثنتين بالطابقين الثاني والثالث، بالإضافة إلى تركيب حوالي ١٦٠ متر سلك محمل ٥٩ آرجيه نحاسي عالي الجودة، وبور سبلاي، وهارد ديسك لتسجيل الأفلام وجميع لوازم التركيب، مشيرا إلى أهمية تكاتف أطراف المجتمع من جمعيات ومنظمات مدنية لتوفير الدعم المطلوب معنويا وعينيا من أدوات تعقيم وكمامات وغيرها للقطاع الصحي فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد.

وأكد حنفى أن الفريق الطبى بقطاع صحة الداخلة نجح خلال الموجة الأولى والثانية فى أن يحول ساعات الخوف والقلق والمرض، إلى طمأنينة وهدوء وشفاء، بعدما فرضوا أسلوبا علاجيًا خاصًا بهم، يعتمد على تحسين العامل النفسى لدى المرضى، من خلال التواجد المستمر إلى جوار غُرف العزل، وتلبية طلبات المصابين على مدار الساعة، و"لم أعرف طوال مدة إقامتى بالمستشفى، الفرق بين الطبيب والممرض والعامل، فجميعهم يعملون مثل خلية النحل، وهو ما ساهم بشكل كبير فى شفائى وأقرانى"، حسب قوله. 

وأوضح أن الهدف من هذا النظام تطوير العمل الإداري داخل مستشفى العزل ومتابعة الجهات الإدارية للقائمين على الحالات داخل المنشأة الصحية، وكذلك الوقوف على مستوى الخدمات بالصورة المباشرة، وعلاج السلبيات بتلافي العوائق لراحة المرضي، لافتا إلى قيامه بتركيب منظومة مراقبة أخرى فى المستشفى العام بواقع ٤ أجهزة بينها كاميرا مجانية، وذلك بهدف متابعة دورة الأكسجين أول بأول، والوقوف على مستوى عمل الطاقم الطبي المشرف على غرفة الغاز وأعمال التدخل السريع في أي مشكله تعوق توصيل الغاز إلى المرضى، بجانب استلام أنابيب الأكسجين مع مراعاة تأمينها لأهميتها البالغة في إنقاذ حياة المرضي، شاكرًا جهود الدكتور أحمد محروس وكيل وزارة الصحة بالمحافظة والدكتور محمد رشاد مدير مستشفى الداخلة العام برعاية اللواء محمد سالمان الزملّوط محافظ الإقليم. 

من جانبه ثمن الدكتور محمد رشاد، مدير مستشفى الداخلة العام، دور المشاركة المجتمعية سواء من الأفراد أو المؤسسات، وهو ما يظهر معدن المواطن المصرى الواحاتى، مشيرا إلى أن مواجهة كورونا من قبل الأطقم الطبية والعاملين بالعزل بمثابة أمانة ومسئولية وواجب وطنى من الدرجة الأولى لحماية الأرواح ورعاية المرضي لحين تماثلهم للشفاء، موضحا أن مهنة الطب رسالة، نؤديها داخل المستشفى ولن نتخلى عنها أبدا، بالرغم من الصعوبات التى تواجهنا على يوما تلو الآخر.