رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوم الفرعون الذهبى.. أسرار نقل قناع توت عنخ آمون فى موكب مهيب من التحرير

توت عنخ آمون
توت عنخ آمون


تستعد وزارة السياحة والآثار لنقل قناع الملك توت عنخ آمون من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف المصرى الكبير بالجيزة فى موكب مهيب، استغلالًا للنجاح الذى حققه موكب نقل المومياوات الملكية وعددها ٢٢ مومياء من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط.
وقال مصدر بالوزارة إن هناك مقتنيات من مقبرة توت عنخ آمون يتم ترميمها الآن بالمتحف المصرى، مشيرًا إلى أنه جار الإعداد ودراسة طريقة نقل مقتنيات توت عنخ آمون إلى المتحف المصرى الكبير.
من جانبه، كشف الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، عن أن نقل قناع «الفرعون الذهبى» سيشمل احتفالية كبرى، مضيفًا: «أتخيل من الآن مشهد نقل القناع داخل صندوق زجاجى فى سيارة مصفحة». ويعرض المتحف المصرى الكبير المجموعة الكاملة لمقتنيات توت عنخ آمون، التى تتجاوز الـ٥٠٠٠ قطعة أثرية على مساحة تبلغ ٧٠٠٠ متر مربع فى ١٠٥ فاترينات عرض، لأول مرة أمام الجمهور. واستقبل المتحف المجموعة كاملة وتم الانتهاء من ترميمها، باستثناء ٢٨٠ قطعة موجودة بالمتحف المصرى بالتحرير، وهى القطع المعروضة الآن، التى سيتم نقلها قبل افتتاح المتحف الكبير بوقت قصير.
يذكر أنه تم اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير عام ١٩٢٢ على يد البريطانى هوارد كارتر، واكتسبت المقبرة، التى تنتمى للأسرة الثامنة عشرة، شهرة عالمية، لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادى الملوك التى تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا.
وعلى الرغم من المساحة الصغيرة للمقبرة فقد وجد بداخلها حوالى ٥٠٠٠ قطعة أثرية كانت مكدسة بإحكام شديد، وتعكس هذه القطع نمط الحياة الملكية فى هذه الفترة، وتشمل الأشياء التى كان توت عنخ آمون يستخدمها فى حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسى والألعاب والأوانى المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.
وفى سياق قريب، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إدراج لجنة التراث العالمى بمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة «اليونسكو» المتحف المصرى بالتحرير على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمى، بعدما قدمت الوزارة الملف التمهيدى الخاص به فى شهر فبراير الماضى، طبقًا للمعايير المقررة لتسجيل مواقع التراث العالمى.
وقال المستشار عبدالمحسن شافعى، المشرف العام على الإدارة المركزية للعلاقات العامة والدولية بالوزارة، إن الوزارة حرصت خلال الملف الذى قدمته لليونسكو على إبراز المكانة الخاصة التى يتمتع بها المتحف كمنارة ثقافية بقلب القاهرة وشاهدًا على الحضارة المصرية. وأوضح أن المتحف هو أول متحف قومى بمنطقة الشرق الأوسط يضم أكبر وأهم الكنوز الأثرية للحضارة المصرية القديمة، إضافة إلى كونه معلمًا فريدًا لعب دورًا مهمًا فى تثقيف ونشر الوعى الأثرى لمختلف فئات المجتمع المصرى، كما أن به مكتبة وأرشيفًا، ويضم وثائق وكتبًا نادرة فى مجال علم المصريات، وهو يحظى بمكانة كبيرة كمصدر للتراث الحى.
وقالت صباح عبدالرازق، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، إن مبنى المتحف يتفرد فى كونه صرحًا معماريًا استثنائيًا، ومن أوائل المبانى المعمارية التى شيدت خصيصًا ليصبح متحفًا، فهو يتميز بتصميمه الفريد والإنجاز الهندسى الذى يمثله، وشيده المعمارى الفرنسى مارسيل دورنون على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، بعد اجتيازه مسابقة عالمية من ٨٧ تصميمًا، وتم وضع حجر أساس المتحف عام ١٨٩٧ وافتتاحه فى ١٥ نوفمبر ١٩٠٢ فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى.
وأضافت أنه يجرى حاليًا تنفيذ مشروع لتطوير العرض بالمتحف المصرى بالتحرير من خلال خطة قصيرة المدى، وأخرى طويلة المدى، مشيرة إلى أن المتحف المصرى ينضم إلى قائمة المواقع المصرية المسجلة على القائمة التمهيدية لليونسكو، التى تضم عددًا من مواقع التراث الثقافى والطبيعى الفريدة فى مصر ومنها مواقع بمحافظة المنيا ومحمية رأس محمد بجنوب سيناء ومقياس النيل بالروضة وأديرة الصحراء الغربية وقلاع سيناء الأثرية.
وهناك ٧ مواقع أثرية مصرية على قائمة التراث العالمى هى: منطقة منف وجبانتها، وطيبة وجبانتها، والنوبة، والقاهرة التاريخية، وسانت كاترين، ودير أبومينا، ومحمية وادى الحيتان.
إلى ذلك، سلطت بعض وسائل الإعلام الدولية الضوء على فساد الفترة التى حكمت فيها جماعة «الإخوان» الإرهابية مصر، وعدم اهتمامها بكنوز البلاد وثرواتها التاريخية، مع الإشادة باحتفالية موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بميدان التحرير إلى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط، وما عكسته من اهتمام المصريين، قيادة وشعبًا بإبراز عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخها. وقالت إذاعة فرنسا الدولية «RFI»، فى تقرير لها، إن موكب المومياوات الملكية الضخم فى شوارع القاهرة أيقظ مشاعر «فرعونية» بين ملايين المصريين، منتقدة موقف «الإخوان» من الآثار الفرعونية أثناء توليهم الحكم بين عامى ٢٠١٢ و٢٠١٣، ومطالبة بعض رموزهم بتفجير تمثال «أبوالهول» أو دفنه تحت رمال الصحراء، فيما أراد آخرون أن يحجبوا التماثيل الضخمة باعتبارها أصنامًا وثنية.