رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي لبناني يكشف مستقبل تشكيل الحكومة بعد فشل اجتماع عون والحريري

عون والحريري
عون والحريري

أكد السياسي والكاتب اللبناني "فادي عاكوم"، أن الأزمة السياسية القائمة الآن بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون أثرت كثيرا على الأوضاع في البلاد من أجل تشكيل الحكومة الجديدة لانقاذ الأوضاع المتدهورة.

وقال عاكوم في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن الأزمة بين عون والحريري لها وجهان الأول مكشوف وهو الخلاف على الثلث المعطل للحكومة، لأن رئيس الدولة وجبران باسيل وزير الخارجية السابق زعيم التيار الحر يصران عل الثلث المعطل الذي يعطل عمل الحكومة بأي وقت، خصوصا أن الحريري يصر على تشكيل حكومة من 18 وزيرا بدون وجود ثلث معطل.

وأشار السياسي اللبناني الى أن الوجه الخفي للخلاف بين عون والحريري يتمثل في أن التيار الوطني الحر هو الطرف المسيحي الأقوى المناصر لحزب الله لذا يماطل حتى لا يقصيه عنها وهو الان بانتظار المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة والظاهر أنه مباحثات نووية لكن هناك ملفات سياسية حاضرة بين طهران وواشنطن من بينها عودة حزب الله الى الساحة وسط مطالب باقصائه سياسيا ر غم تمسكه بهذا الأمر ورفضه الاقصاء.

وتوقع أن المباحثات بين عون والحريري الاثنين المقبل لن ينتج عنها جديد لأن هناك عقبات كثيرة ستظهر، وتراجع عون أمر مستبعد عن الثلث المعطل، لكن ستبرز لاحقا أزمة موافقة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، خصوصا أن التسريبات أكدت اختيار الحريري لاثنين بحكومته من الشيعة رفضهما حزب الله.

واعتبر السياسي اللبناني أن الأزمة بلبنان سياسية داخلية مرتبطة بمفاتيح خارجية مثل فرنسا وايران أمريكا والسعودية، وكلها معرقلات لن تحل الا ببعض التوافقات الاقليمية والغربية ويبدو أنه لا يوجد مسعى لحصول هكذا توافقات قريبا.

وتوقع أن الشارع اللبناني لا يمكن ان يشكل ضغط قوي بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة وباء كورونا تعيق التحرك، بجانب سعي بعض الأحزاب ركوب موجة الشارع الأمر الذي أضعفه من القيام بخطوات أساسية تشكل نقطة ضغط، بل انقلبت الأمور الى نتائج عكسية مثل قطع الطرق أدى لوقوع حوادث وعرقلة الطرق، منذ أكثر من عام لم يستطع الشارع تشكيل جبهة موحدة ما أضعف تأثيرها والضغوط التي يمكن أن تقوم بها.

وحذر السياسي اللبناني من أن تأخر تشكيل الحكومة يعني دخول لبنان بنفق مظلم أكثر وأكثر وتعميق الهوة الاقتصادية والاجتماعية وهذه الحكومة كان من المرتقب أن تكون لادارة البلاد الفترة المقبلة وفقا لمتطلبات البنك الدولي والحصول على مساعدات أوروبية وعربية وخليجية، وكلما تأزم الوضع السياسي يعني تدهور الأوضاع من ارتفاع أسعار السلع وانهيار الليرة كما أن البنك المركزي أصبح غير قادر على دعم السلع خصوصا ما يتعلق بالمحروقات والدقيق والمواد الرئيسية لذا سينعكس هذ الأمر على الأوضاع الاجتماعية الداخلية ما يهدد الأمن السلمي الداخلي وانتشار أعمال القتل والسرقة وانتفاء روح المستقبل وعدم تفكير المواطن بأي شيء ايجابي سوى توفير احتياجاته، لذا الانقسام السياسي مسؤول مباشرة عما آلت اليه اوضاع الشعب اللبناني.

وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فقد قدراته السياسية بالداخل اللبناني ويدل على ذلك فشله في اقناع الفرقاء السياسيين بتشكيل الحكومة، بجانب وجود تصريحات جارحة الفترة الماضية على زعماء سياسيين بلبنان خصوصا أنهم التقوه ووعدوه بتشكيل الحكومة لأنه كان يعول على القيام بهذا الدور بدلا من السعودية وأمريكا لكن الأمر أصبح خارج دبلوماسية باريس ولا يمكنه القيام بأي شيء سوى الوساطة بناء على اشارات اقليمية ودولية يحصل عليها من الأطراف المتدخلة بلبنان.