رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بحث طبي: «قيلولة الظهر» تشحذ الذهن وكفاءته الإدراكية

جريدة الدستور

خلص بحث طبى جديد في الصين، نشرت نتائجه فى عدد يناير من مجلة " الطب النفسى"، إلى أن أخذ قسط من القيلولة بصورة منتظمة بعد الظهر، قد يكون مرتبطا بشحذ قدرات الذهن وكفاءته الإدراكية، وشددت النتائج على دور القيلولة فى تمتع الإنسان بوعي إدراكى أفضل، فضلا عن طلاقة لفظية، وذاكرة عاملة جيدة.

وكان عدد من الأبحاث الطبية السابقة قد أشار إلى أن ارتفاع متوسط العمر المتوقع، جنبا إلى جنب التغيرات التنكسية العصبية المصاحبة له تزيد من احتمالات الإصابة بمرض " الخرف"، حيث يعانى حوالى شخص من بين كل 10 أشخاص ممن تخطوا الـ 65 عاما فى العالم المتقدم من اعتلال فى قدراتهم الإدراكية.

ومع تقدم الإنسان فى العمر، تتغير أنماط نومه.. لكن الأبحاث الطبية التى نشرت حتى الآن، لم تتوصل إلى أى إجماع حول ما إذا كان "نوم القيلولة " بعد الظهر يساعد فى درء التدهور المعرفى لدى كبار السن.

ويتم تعريف "نوم القيلولة "بعد الظهر، بأنه فترات من النوم لا تقل عن 5 دقائق متواصلة، ولا تتعدى الساعتين، بعد الغذاء.

لذلك أجرى فريق مشترك من العلماء فى جامعات "بكين"، "شنغهاى"، و"شيان" فى الصين، أبحاثهم على نحو 2،214 شخصا من الأصحاء ظاهريًا، الذين لا يقل عمرهم عن 60 عامًا ويقيمون في عدد من المدن الكبيرة فى الصين، بما فى ذلك العاصمة "بكين" ومدينتى شنغهاي" و"شيان".. إجمالًا، حيث أخذ 1،534 شخصا قيلولة منتظمة بعد الظهر، بينما لم يحصل 680 شخصا على نوم القيلولة.. وخضع جميع المشاركين لسلسلة من الفحوصات الصحية والتقييمات المعرفية، بما في ذلك اختبار الحالة العقلية المصغر (MMSE) للتحقق من الخرف.. وكان متوسط مدة النوم ليلا حوالي 6.5 ساعة في كلتا المجموعتين.

وسُئل المشاركون عن عدد مرات قيلولة خلال الأسبوع ؛ وتراوحت الإجابات بين "(مرة في الأسبوع) أو مرتين إلى (كل يوم)".. كما تضمنت اختبارات فحص الخرف 30 عنصرًا تقيس عدة جوانب من القدرة المعرفية والوظيفة العليا، بما في ذلك المهارات البصرية المكانية، والذاكرة العاملة، ومدى الانتباه، وحل المشكلات، والوعي بالمكان، والطلاقة اللفظية.

وكانت درجات الأداء الإدراكي ( MMSE ) أعلى بشكل ملحوظ بين الذين قيلوا عما كانت عليه بين أولئك الذين لم يغفوا.. وكانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الإدراك الموضعي والطلاقة اللفظية والذاكرة.

ويرى المشككون فى دقة النتائج المتوصل إليها فى هذه الدراسة إلى ارتكازها على "الملاحظة"، وبالتالى لا يمكن إثبات السبب.. ولم ترد معلومات عن مدة أو توقيت القيلولة التى قد تكون مهمة.. لكن، وفقا للباحثين، هناك بعض التفسيرات المحتملة للملاحظات التي تم العثور عليها.. وتتناول إحدى النظريات – التى ارتكزت عليها الدراسة – على أن الالتهاب قد يتسبب فى إفراز مواد كيميائية قد يكون لها دور مهم فى التسبب فى "اضطرابات النوم".

يأتى ذلك فى الوقت الذى تنظم فيه عملية النوم الاستجابة المناعية للجسم، حيث يعتقد أن "نوم القيلولة" هو استجابة متطورة للالتهاب، حيث يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الالتهاب يغفون كثيرًا.