رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. لماذا اتهمت إسرائيل «محمد فوزي» بمعاداة السامية؟

محمد فوزي
محمد فوزي

هو أمير البهجة الذي لحن النشيد الوطني الجزائري٬ كان صاحب الريادة في صناعة الأسطوانات٬ حيث أنشأ أول مصنع للأسطوانات في الشرق الأوسط٬ وهو صاحب الفكرة العبقرية في استخدام الأصوات البشرية بديلا عن الفرقة الموسيقية من خلال أغنيته "كلمني.. طمني" والتي لجأ فيها إلى الكورال البشري عندما غابت الفرقة الموسيقية. إنه الموسيقار الكبير محمد فوزي والذي تحل اليوم الذكرى الــ54 لرحيله عن عالمنا.

كان "فوزي" من أوائل من اتهمتهم إسرائيل بمعاداة السامية والتطرف ضد اليهود٬ علي خلفية فيلمه "فاطمة وماريكا وراشيل"٬ وهو واحد من 36 فيلما قام ببطولتها. والذي أظهر في الفيلم أسرة "راشيل" اليهودية بمظهر البخل والجشع وسخر فيه من سلوكيات اليهود.

كما كانت له الريادة في إنتاج الأفلام الملونة٬ حيث يشير الكاتب مكاوي سعيد إلى أن فوزي قدم فيلمي "الحب في خطر" 1951 وفي العام نفسه قدم فيلم "نهاية قصة" حيث كانا أول الأفلام المصرية الملونة تلوينًا كاملا٬ وحققا له الريادة كمنتج خاص، وقد تكلفا مائة وعشرين ألفًا من الجنيهات٬ وهو رقم يساوي ميزانية خمسة أفلام بأسعار ذلك الوقت.

كما كان يفخر بفيلمه "من أين لك هذا"؛ لأن الفيلم اعتمد على الحيل السينمائية المثيرة٬ خاصة أن هناك مشهدًا في الفيلم بلغت مدته على الشاشة دقيقتين لا غير تكلف خمسة آلاف جنيه لأنه نفذ في فرنسا.

وكان فوزي من أكثر الملحنين إنتاجًا حتى أنه كان يضع أكثر من لحن في اليوم الواحد.

ينفي المؤرخ والناقد الموسيقي "محمد قابيل" سبب لجوء فوزي للكورال بديلا عن الفرقة الموسيقية لتأخر الأخيرة عنه، وهو كان بصدد إحياء حفل على الهواء بالإذاعة مؤكدًا: "لقد كان محمد فوزي نجمًا كبيرًا ولا يجرؤ أي عازف على التأخر عن موعد تسجيل له٬ والأغنية المذكورة "كلمني طمني" سجلت في عام 1956 بعد عشرات السنين من انتهاء مرحلة الإذاعة على الهواء، وهذه الأغنية تنتمي إلى نوعية أغاني "أكابيلا" التي ظهرت في إيطاليا في القرن السادس عشر٬ وهو لون من أشكال الموسيقي الدينية بأصوات بشرية دون استخدام الآلات الموسيقية٬ وهي واحدة من 13 مجالا كان "فوزي" رائدًا عربيًّا فيها٬ منها أغاني الأطفال وصناعة الأسطوانات والأداء الحركي الراقص".