المضادات الحيوية خطر يهدد حياة الأطفال

يلجأ الأطباء إلى وصف المضادات الحيوية للأطفال لمعالجة الالتهابات البكتيرية والقضاء عليها ومنعها من التكاثر، ويتم اختيار نوع المضاد الحيوي حسب نوع العدوى ومدى مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي، وبالرغم من فوائدها في معالجة المرض وتخفيف الآلام إلا أنها تسبب بعض الأضرار.

يتحدث اليوم للدستور الدكتور "محمد جودة" استشاري طب الأطفال عن تعريف المضاد الحيوي ودواعي استخدامه وأضراره، وما البدائل التي يمكن أن تلغي أو تقلل استخدام المضادات الحيوية.

يقول د. محمد: "لا تقتل المضادات الحيوية البكتيريا الضارة المسببة للأمراض فقط بل تقضي على البكتيريا المفيدة الموجودة في الجسم، مما يحدث تغير في التوازن البكتيري للجسم وتضعف مناعته، فضلا عن الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر على الأطفال أثناء تناول المضادات الحيوية مثل الإسهال والطفح الجلدي وغيرها من الأعراض".

ويضيف: "يجب توخي الحذر قبل اللجوء إلى وصف المضادات الحيوية والتأكد من وجود عدوى بكتيرية وبحسب لأن 90% من الالتهابات عند الأطفال تكون التهابات ذات منشأ فيروسي لا تستدعي تناول مضادات حيوية وعند إعطاء الطفل مضادا حيويا لا يصلح لحالته يؤدي إلى خفض أداء الجهاز المناعي عنده وعدم مقاومته لأمراض بسيطة قد يتعرض لها فيما بعد وبالتالي تفقد المضادات الحيوية فعاليتها مع مرور الوقت".

- ما هو المضاد الحيوي؟
المضاد الحيوي هو دواء مخصص لقتل البكتيريا أو لمنعها من التكاثر، وتعمل المضادات الحيوية ضد البكتيريا فقط وليس لها أي تأثير على الفيروسات، التي تكون في الغالب هي السبب في نزلات البرد والرشح والتهاب الجيوب الأنفية وغيرها عند الأطفال وفي بعض الأحيان يمكن للطبيب معرفة وجود عدوى بكتيرية لدى طفلك من خلال الكشف العام، ولكن في معظم الحالات، يلجأ الأطباء إلى عمل تحليل من أجل الكشف عن وجود بكتيريا من عدمه ونتيجة التحليل هي ما تجعله يحدد إذا كان الطفل سيحتاج إلى تناول مضاد حيوي أو لا.

- ما هي أخطار تناول المضاد الحيوي بدون وجود الحاجة إليه؟
يعرض الطفل للأعراض الجانبية للدواء مثل: الإسهال والالتهابات الجلدية وخاصة في منطقة ارتداء الحفاضات.
- يجعل جسمه في حاجة إلى مضاد حيوي أقوى إذا أصيب بعدوى بكتيرية حيث تقل دفاعات الجسم بشكل كبير.
- من الممكن أن يكون عاملا لزيادة وزن الطفل عن الوزن الطبيعي.

- متى يكون المضاد الحيوي غير ضروري؟
كما قلنا المضادات الحيوية تقاتل البكتيريا فقط، وليس لها تأثير على الفيروسات، وأغلب الأمراض المنتشرة بين الأطفال هي في الواقع سببها فيروسات مثل: نزلات البرد والإنفلونزا.

- متى يحتاج الطفل إلى تناول المضاد الحيوي؟
يجب التأكيد في البداية أن المضادات الحيوية تؤخذ فقط تحت إشراف الطبيب مع الالتزام الكامل بالجرعة، التي يحددها وإنهاء كورس العلاج بالكامل، حتى وإن تحسن الطفل في منتصف المدة، فيجب علي الأم إكمال كورس العلاج حتى لا تعود البكتيريا إلى حالتها النشطة مرة أخرى.

وهناك بعض الأمراض الشهيرة بوجود بكتيريا مسببة لها، والتي تحتاج في هذه الحالة إلى جرعة مضاد حيوي، ومن ضمن هذه الأمراض:
- التهاب الحلق.
- الالتهابات الجلدية البكتيرية.
- التهابات الأذن.
- الالتهاب الرئوي.
- التهابات المسالك البولية.
وفي معظم هذه الحالات، سيأخذ الطبيب عينة من الطفل ليتأكد من وجود عدوى بكتيرية، حتى يستطيع وصف المضاد الحيوي المناسب لهذا النوع من البكتيريا.