رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المسرح القومى.. 100 عام».. بانوراما ملحمية وثائقية على شاشة «DMC»

المسرح القومى
المسرح القومى

صدى كبير أحدثه الفيلم الوثائقى «المسرح القومى.. ١٠٠ عام»، الذى أنتجته وحدة الأفلام الوثائقية بقناة «DMC»، بعد عرضه على شاشتها الأحد الماضى، وذلك بعد أن قدم ما يمكن اعتباره «بانوراما ملحمية» حول التاريخ العريق والمجهودات التى قدمها ذلك الصرح، ودوره فى إثراء الثقافة والفنون، وكيف كان حائط صد منيع ضد الابتذال ومحاولات طمس الهوية.
وشهد الفيلم، الذى عُرض بمناسبة مرور قرن من الزمان على إنشاء المسرح عام ١٩٢٠، تقديم ٣٣ فنانًا وكاتبًا مسرحيًا شهاداتهم حول هذا الصرح الراقى، وذكرياتهم على خشبته مع العروض التى شاركوا فيها داخله، كما تحدثوا عن أدواره المتعددة التى قدمها على مدار الأزمات التى مرت بها مصر، وكيف كانت مسرحياته معبرة عن أحلام وطموحات المصريين ومثالًا على الرقى.
وقال أحمد الدرينى، مدير وحدة الأفلام الوثائقية فى «DMC»، إن الفيلم عرض وثائق خاصة بالمسرح القومى، لأول مرة، تشرح مراحل المسيرة الراقية التى خاضها المسرح على مدار نحو ١٠٠ عام منذ إنشائه، وهى مدة زمنية أكبر من أعمار دول.
وكشف «الدرينى» عن أن فكرة الفيلم كان مخططًا لها منذ عام، ليتواكب مع الاحتفال بمئوية المسرح، وتم تصوير معظم مشاهده داخل الصرح العريق وبين أركانه المتعددة، ويعتبر آخر ظهور للراحلين الكبيرين، الكاتب المسرحى لينين الرملى، والمخرج محسن حلمى، لافتًا إلى أن العمل يعتبر أكبر وأضخم فيلم وثائقى جرى إنتاجه.
وبَين أن التصوير مع النجوم المشاركين تضمن الحديث حول تاريخ الصرح ومحطاته الرئيسية، وتجارب الممثلين معه، خاصة الكبار منهم، الذين كانت لهم عروض قوية وراسخة على خشبته، ومن بينهم النجمة الكبيرة سميحة أيوب، التى تمثل تاريخ نصف قرن من عمر المسرح، إلى جانب ممثلين من أبناء النجوم الراحلين، مثل النجمة سوسن بدر، التى تحدثت عن ذكريات والدتها آمال سالم، إحدى بطلات المسرح.
وشمل التصوير كذلك مديرى المسرح القومى الذين تعاقبوا عليه فى مختلف أزمنته، وتحدثوا عن الأزمات التى مر بها الصرح الكبير، وأبرزها المياه الجوفية التى هددت المبنى، وغيرها من المخاطر التى تعرض لها الكيان، وكيف تمكن كل مدير منهم من حل المشكلات التى واجهته لحماية المكان وضمان استمراريته فى أداء رسالته.
كما كان لمهندسى الديكور أيضًا نصيب من الحديث عن المسرح، عبر تقديم سيرة لأبرز الأعمال والتحديات التى شهدتها العروض على خشبته، وفق «الدرينى».
وكشف مدير وحدة الأفلام الوثائقية فى «DMC» عن وجود هدفين رئيسيين لإنتاج الفيلم، أولهما رصد سيرة المسرح وتوثيق دوره ومراحله التاريخية، حتى تعرف الأجيال القيمة الفنية له، والثانى تقديم وجبة فنية دسمة لعشاق هذا الفن الأصيل، وخدمة أيضًا للمتخصصين فى هذا المجال، عبر عرض أرشيف يخرج لأول مرة إلى النور، ومقاطع فيديو وصور من مسرحيات قديمة عرضت على خشبته، وغيرها من التفاصيل غير المعروفة.
وقال «الدرينى» إن العمل على الفيلم استغرق من ٣٠ إلى ٤٠ يومًا، شملت أعمال التصوير والمونتاج وغيرها، مشيرًا إلى أن مخرج العمل إبراهيم السيد كان صاحب الرؤية الفنية فى جمع ٣٣ ممثلًا وكاتبًا فى هذا العمل، إذ يمثلون كوكبة فنية كبيرة.
بدوره، قال شريف سعيد، المدير التنفيذى لوحدة الأفلام الوثائقية، إن العمل فى الوحدة يسير فى خطين متوازيين، الأول يتبنى تفكيك أطروحات الإسلام السياسى، ونتجت عن هذا المسار أفلام مثل «أمير الدم» و«قطب ١ و٢»، والخط الثانى هو الأعمال الوثائقية التى تدعم الهوية المصرية باعتبارها إحدى أدوات القوة الناعمة للوطن، وهو المسار الذى نتج عنه فيلم المسرح القومى.
وأضاف: «التصوير كله تم داخل أروقة المسرح القومى، كما أن جميع الضيوف الذين تحدثوا خلال العمل مرتبطون بتاريخ مع المسرح، ولهم تجارب مشهودة على خشبته، ورحبوا بشكل كبير بالفكرة، وكانوا أكثر حرصًا وشغفًا على الحضور للتصوير، ولم يواجه طاقم العمل أى عقبات تذكر، وتم إنجاز الأمر بشكل دقيق ومحترف».
وكشف عن أن فريق العمل كان لديه تخوف من عرض الفيلم فى هذه الأجواء التى يعيشها العالم بسبب وباء فيروس «كورونا المستجد»، لكن ردود الفعل الإيجابية التى تلقاها من المشاهدين كانت «مبهرة»، وجعلت الفريق يشعر بأن مجهوداته لم تذهب سدى.
والفيلم سيناريو وإخراج إبراهيم السيد، وشارك فى كتابته هشام سلام، وأدى التعليق الصوتى الفنان خالد عبدالسلام، تحت إشراف المخرج المسرحى أحمد طه، وأعد الموسيقى أحمد حمدى رءوف، والتصوير بيشوى عاطف، والمونتاج يسرى قابيل، والإنتاج الفنى عماد فتوح، والإعداد عادل حسان وخالد رسلان وأحمد شوقى.
ومن أبرز من تحدثوا خلال العمل الفنانون يوسف إسماعيل وخالد الذهبى ومحمود الحدينى والمخرج شريف عبداللطيف والدكتورة هدى وصفى وجمال حجاج.
كما تحدث أيضًا الفنانون رشوان توفيق وأشرف عبدالغفور وسوسن بدر وأحمد فؤاد سليم وسامى مغاورى وفردوس عبدالحميد وسميرة عبدالعزيز وسلوى عثمان ورجاء حسين ولقاء سويدان.
كما شارك المخرجون: ناصر عبدالمنعم وأحمد إسماعيل وخالد جلال وفهمى الخولى وعصام السيد، إضافة إلى الكاتبين محمد أبوالعلا السلامونى ويسرى الجندى، وكذلك الناقد عبدالرازق حسين، والدكتور سيد على إسماعيل أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، والدكتور حسن عطية أستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون، والدكتور سناء شافع أستاذ التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية، فضلًا عن مهندسى الديكور زوسر مرزوق ومحمد الغرباوى وحازم شبل.