رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ستتأثر إسرائيل من "أزمة كورونا" في أمريكا؟

جريدة الدستور

تتابع إسرائيل بترقب شديد تطورات تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، لما له من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة عليها.
يرى المراقبون في تل أبيب أن الرد الأمريكي على وباء الكورونا تأخر، وأن ثمة تداعيات خطيرة ستحدث، وحتى الآن غير واضح ما الاستراتيجية التي ستتبناها واشنطن لمعالجة الوباء، ولكن في كل السيناريوهات ستكون هناك تأثيرات كبيرة على الأجندة الأمريكية سواء على الساحة المحلية أم على المستوى الدولي. يمكن رصدها في النقاط التالية.

أولًا: الأزمة الصحية في الولايات المتحدة والتي لها تداعيات شديدة الخطورة على الاقتصاد الأمريكي ستؤثر على فرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفوز بفترة رئاسية جديدة؛ بيد أنه اعتمد بشكل رئيسي في برنامجه الانتخابي على "الملف الاقتصادي"، وهو ما يسبب مخاوف حقيقية للإدارة الإسرائيلية التي علاقتها الجيدة مع إدارة ترامب أحد مكاسبها الحالية.

ثانيًا: "انشغال أمريكا" بأزمتها الداخلية من المتوقع أن يسبب تراجعا لدورها في دعم ملفات حيوية، فبحسب التقديرات فإن الولايات المتحدة ستكون غارقة في السنوات المقبلة في عملية المواجهة والتعافي من تأثيرات فيروس كورونا، بدلا من السياسة الخارجية، وهو ما سيؤثر على إسرائيل بشكل كبير.
فربما تلجأ واشنطن إلى زيادة انسحابها من الشرق الأوسط، ويعطي هذا فرصة للاعبين جدد لملء هذا الفراغ وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء اللاعبون يعملون لمصلحة إسرائيل.

ثالثًا: التحركات الأمريكية الأخيرة تجاه الدول الأوروبية، والتي سببت نوعًا من التوتر بسبب إيقاف الرحلات من القارة الأوروبية إلى الولايات المتحدة، ستؤثر لاحقًا على علاقة أمريكا بأوروبا، والذي يمكن أن يؤثر أيضًا في علاقة إسرائيل بأوروبا.

رابعًا: التحرك الصيني في العالم خلال أزمة كورونا، حيث قامت بتوريد مستلزمات طبية عاجلة إلى إيطاليا وصربيا وإيران؛ هذه العمليات منحت الفرصة للصين لتقديم نفسها كدولة مسئولة عن شئون العالم، وهو الدور الذي طالما لعبته الولايات المتحدة لسنوات، وهو ما يهدد مكانة الولايات المتحدة.

خامسًا: هناك تخوفات داخل إسرائيل من أن الأزمة الاقتصادية الأمريكية جراء الفيروس تتسبب في تقليصات للمساعدات الأمريكية لإسرائيل.

سادسًا: إسرائيل ستتأثر اقتصاديًا بشكل كبير، في حال تأثر الاقتصاد الأمريكي بسبب الأزمة لأنها ترتبط معه بشكل وثيق.