رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيده.. ننشر أسئلة البابا كيرلس غير المنشورة مع الصحافة (ملف)

 البابا كيرلس السادس
البابا كيرلس السادس

• الأنبا إرميا: احتوى أشرس صحفي هاجم الكنيسة في عهده
• الأنبا بيشوي: متى المسكين هاجمه وقال إنه باع الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، بالذكرى الـ 49 لرحيل البابا الأسبق كيرلس السادس، والذي اعترفت الكنيسة رسميًا بقداسته، وطوباويته، في أول دور انعقاد للمجمع المُقدس برئاسة البابا الحالي تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ 7 سنوات.

و عازر يوسف عطا، المولود في 1902 بالمنوفية، والذي ترهب في دير البراموس عام 1927 في دير البراموس، والذي أصبح فيما بعد البابا كيرلس السادس أسهب العديد من محبيه في ذكر سيرته، على مدار 49 عامًا، مما كان أحد الأسباب الرئيسية في الاعتراف بطوباويته طبقًا للنص الكتابي "ذِكْرَى الصِّدِّيقُ تَدُومُ إِلَى الأَبَدِ".

وعلى الرُغم من ذلك إلا أن هناك بعض الأركان غير المُنتشرة بين ثنايا قصة البابا كيرلس السادس، والتي نسعى لتسليط الضوء عليها.

- توتر علاقته مع متى المسكين

لا يخفى على أحد، توتر العلاقة بين البابا الراحل شنودة الثالث، وبين القمص متى المسكين الأب الروحي لدير القديس مكاريوس الكبير، الشهير بدير أبو مقار للرُهبان الأقباط الأرثوذكس بمنطقة وادي النطرون بمحافظة البحيرة.

ألا أن الجديد بالنسبة للبعض يتمثل في توتر العلاقة بينه وبين البابا الأسبق كيرلس السادس، والمعروف بسلميته لجميع المعاصرين له، فقد ألقى المُطران الراحل الأنبا بيشوي، مُحاضرة - قبيل رحيله - علق فيها على اتهامه بالهجوم على القمص متى المسكين، سعيًا لاسترضاء وتملق ومنافقة البابا الراحل شنودة الثالث، بالإشارة إلى أنه سيفتح مجالًا آخر يبعد عن البابا شنودة الثالث تمامًا وهو توتر العلاقة بين القمص متى المسكين والبابا كيرلس السادس.

وتلى المُطران الراحل على مسامع الحاضرين، خطابًا كتبه بخط يد القمص متى المسكين، والذي جاء حاملًا توقيعه وشعار دير القديس العظيم الأنبا صموئيل المُعترف للرُهبان الأقباط الأرثوذكس بجبل القلمون بمحافظة المنيا بالصعيد المصري، والذي كان "المسكين" يترهب به في مطلع حياته الرهبانية.

وأشار الأنبا بيشوي إلى أن الخطاب كان قد ورثه عن سالفه الأنبا أندرواس مطران دمياط الأسبق، موضحًا أن القمص متى المسكين قام بالإسقاط المُباشر على البابا كيرلس السادس في ذلك الخطاب، مُتهمًا إياه ببيع الكنيسة بمبلغ 30 من الفضة- وهو نفس المبلغ الذي باع به يهوذا الإسخريوطي السيد المسيح لصالبيه،
كما قال نصًا في خطابه إن الكنيسة في ذلك العهد كان روح الشر يسوسها، وأنها أصبحت كنيسة فاترة مضطهدة للحق فى صورة أولادها، في إشارة إلى حرمانه من الرهبنة والكهنوت لمدة 9 سنوات في عهد البابا كيرلس، بعدما عصى أوامره بعودة جميع الرُهبان إلى أديرتهم .



- أول مقابلة بين البابا كيرلس والصحافة

اشتهر البابا كيرلس السادس، بأنه رجل صلاة، بمعنى أنه كان مُداومًا على عمل القداسات اليومية، والتي لم يكن يمنعه عنها أي شئ، إلا أنه لم يكن واعظًا احترافيًا، بعكس البابا الراحل شنودة الثالث، والذي كان مُفوهًا ومُحنكًا بحكم دراسته للأداب والتاريخ، وتنميته لموهبته في الشعر العربي.

وعلى الرُغم من ذلك، فكان له عدة لقاءات صحافية بين الحين والأخر، ونشر الأنبا ارميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والمُشرف على قناة مارمرقس الناطق باسم كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، بضعًا من أسئلة أول حوار دار بين البابا كيرلس السادس وبين الصحافة المصرية واهم الحوارات الأخرى التي تعرض لها فيما بعد، عقب توليه السدة البطريركية رسميًا.

وأوضح الأنبا إرميا أن اللقاء دار بالمقر الباباوي بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس السابقة بمنطقة الأزبكية بحي وسط البلد، والذي كان يحتضن الدار البطريركية لفترة طويلة.

س1: هل تنتوي إقامة دارًا جديدة للبطريركية؟

ج: الحقيقة، إن العمل الرعوي أهم بكثير من أي شئ أخر، وذلك ببناء الأفراد روحيًا باعتبارهم هياكل حية لله، وهو الأهم بكثير من بُناء هياكل بالحجارة، ونحن أمام مجموعة من المشروعات تُعتبر أهم من بُناء دارًا للبطريركية، ونحن نُقدم الأهم على المُهم.

س2: ما هو الأهم وما هو المُهم؟

ج: مُهمًا أن تُبنى دارًا للبطريركية، ولكن الأهم أن تعود كل أعمالي بالخير والرفاهية على أبناء الكنيسة، وأن أبث الطمأنينة في نفوس الشعب القبطي.

س3 ماهو دور الكنيسة في المُجتمع؟

ج: مُهمة الكنيسة أن تُساهم في تدعيم السلام والأمن والمحبة في نفوس أبناءها، وتوجيه شعبها بالتزين بالفضائل، فالآثار الروحية التي يتأثر بها الفرد يؤثر بها على المُجتمع المُحيط بها برمته، وذلك تطبيقًا لوصية السيد المسيح "أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ"، والذي لم يعطي وعودًا براقة كالآخرين، مُركزًا على مهامه التي تخص بُناء الأفراد روحيًا.

مع التأكيد على أنه إذا اكتسب الأقباط فضائل روحية قوية، يجعلهم ذلك مواطنين صالحين، وهو دور الكنيسة في نهضة المجتمع والوطن.

س4 ما هو برنامجكم الإصلاحي؟

ج: أفضل أن نمضي قدمًا في تحقيق رسالتنا وأهدافنا بمنتهى الهدوء، دون أن نقول سوف نفعل كذا أو كذا، وحينما يرى الناس أعمالنا الصالحة يُمجدون أبانا الذي في السموات.

س5 ما هي أبرز أهدافكم خلال الفترة المُقبلة؟

ج: الحاجة إلى إشباع الشعب من غنى البركات الروحية، لأتمكن من بُناء الناس روحيًا، وإذا حققنا ذلك الهدف فسنتمكن من خدمة الآخرين، مع مراعاة أنه لا يمكن أن يتخط خطوة واحدة دون ان يُعطى له من الله، وأنا واثق تمام الثقة أن الله الذي اختار ضعفي هو الذي سيعطيني القوة والحكمة لإشباع الشعب من غنى نعمته.

س6 لما لم نرى البابا واقفًا ضمن جموع المصطفين لمشاهدة ظهورات السيدة العذراء مريم بحى الزيتون؟

ج: أنا أرى السيدة العذراء مريم منذ حداثتي بالإيمان.. وقد لمست آثار عجائبها في بيتي الذي عشت فيه بشارع النيل بالإسكندرية، وفي عام 1910 حينما كنت في الثامنة من عمري ظهرت السيدة العذراء في منزلنا، وبملابسها النورانية وفوق رأسها تاجها الكبير، وكان في بيتنا مريضًا نال الشفاء بفضل ذلك الظهور.

وكان لهذا الحدث العظيم آثرًا في جميع سكان البيت، وفي نفسي شخصيًا وظلت صورة السيدة مصدر إشعاع للأسرة ولي طيلة حياتي، فالملايين شهدوا الظهور ووكالات الأنباء تناقلته وكذلك الشهود العدول، ولم نرى ظهورًا مثل ذلك من قبل، وبناء عليه فاننا نسجد لله ونسبحه على عنايته بنا، لاسيما وأن هذه الظهورات تعطينا طمأنينة وثبات.

والحقيقة لم أرغب في زيارة الكنيسة حتى الآن، لان لي طقوسي الخاصة في زيارة الكنائس، وقد أوصيت بعمل أيقونة للظهور تذكارًا لذلك الحدث، كما خشيت أن يدعي البعض بأنني أوحي للأقباط أن يزوروا الكنيسة على غراري، ليبقى الإعلان ومصداقيته خارجًا من صدور الأقباط أنفسهم.

س7 لما لم تترأس مؤتمر الكنيسة الصحفي الذي المُعلن عبره كواليس اعتراف الكنيسة بظهورات السيدة العذراء مريم بحى الزيتون.؟

ج: المؤتمر كان بإرشادي، وقد قمت بإيفاد محققين ولجان تحقيقية لمدة شهر و3 أيام، لتجميع الحقائق الكاملة حول ذلك الظهور، وأخرجنا بيان وقعت عليه، وانتدبت 3 أساقفة للإنابة عني وجلسنا سويًا قبيل تمثيلهم لي، للتنسيق.

س8 لما لم تُوقع على بيان الكنيسة المطبوع بخصوص ظهورات السيدة العذراء مريم بحى الزيتون
؟
ج: أنا لا أوقع إلا على أصل البيان، وهو متواجد في أصل ملفات البطريركية، ولا أوقع على كل ورقة تخرج من الكنيسة .



- الوحدة.. أول طلبات البابا كيرلس من شعبه

كان البابا كيرلس السادس يطلب الوحدة الداخلية بشكل علني في رسالته الرعوية الأولى، والتي قال فيها نصًا: "إن كانت رسالتنا عظيمة وخطيرة بهذا المقدار، فالأمر يتطلب تضافر القوى والجهود؛ حتى نُتمم جميعًا بفرح سعينا، وإني واثقٌ أن أخوتنا المطارنة والأساقفة، وأبناءنا المباركين الكهنة والشمامسة، وأعضاء المجالس المليّة العامة والفرعية، ومختلف الهيئات والجمعيات العامة، وسائر الخُدام في كرم الرب سيتعاونون متضافرين معًا في محبة وإخلاص وبذل وإنكار للذات، بقيادة ونعمة رئيس الرعاة الأعظم، ولنختفي نحن لكي يظهر هو بمجده المبارك".

- البابا وشعبه

قال الأنبا إرميا الأسقف العام، إن البابا كيرلس السادس اشتهر بتشجيع الموهوبين من شعبه، فعلى سبيل المثال استضاف خلال قداساته اليومية العديد من الرعاة ذوات الأصوات الرخيمة والأحاسيس الخاشعة، والذين يسعد الأقباط بالصلاة خلفهم، كما استضاف العديد من الوُعًّاظ الذين اشتهروا بفصاحتهم حينها، واستمع لبعضهم بنفسه.

و كان البابا يحتوى منتقديه، فاحتوى أشرس الصحفيين الذين اعتادوا مهاجمته اسبوعيًا ومهاجمة الكنيسة، وكان يلتقيه أسبوعيًا بل يمنحه البركة كذلك.

ونقل عن سكرتير البابا يوسف منصور واقعة تخص الفقراء، تفيد إعطاء البابا كيرلس له ظرف به مبلغ مادي لتوصيله إلى أسرة ما، وذلك قبيل رحيل البابا كيرلس بأسبوع، وعندما رحل البابا نسى الظرف والقصة، وفي شهر أبريل أي بعد الرحيل بشهر، رأه في الحلم، وذكره بمكان الظرف.