رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطالب صينية بزيادة عدد «رحلات الشارتر» وتكثيف الحملات الترويجية لزيادة حصة مصر من «كعكة السياح»

جريدة الدستور



يُعد السائح الصينى من أكثر السائحين إنفاقًا واهتمامًا بالسياحة الثقافية على وجه التحديد، لذا فإن السوق السياحية المصرية هى الوجهة المفضلة للصينيين، إذا ما تم الترويج للمقاصد السياحية المصرية بشكل جيد، فى ظل امتلاك البلاد كل مقومات السياحة الثقافية.
وتسعى الحكومة المصرية فى الوقت الحالى لإبرام اتفاقيات مع شركات ومنظمى الطيران، لزيادة رحلات الطيران المباشرة بين البلدين، لاستيعاب السائحين المتوقع زيادتهم هذا العام، خاصة بعد توافر جميع أسباب قدومهم وعلى رأسها استقرار الأوضاع الأمنية.
وخلال السنوات الماضية، شهدت الحركة السياحية الصينية إلى دول الخليج وبعض الدول العربية زيادة ملحوظة، نظرًا للاهتمام بالجانب الثقافى الذى يفضله السائح الصينى على حساب أى شىء، فضلًا عن توفير تلك الدول رحلات طيران مباشرة لنقل السائحين الصينيين إليها.
وكشف تقرير حديث صادر عن معرض «سوق السفر العربية»، عن أن الصين تأتى فى المرتبة الخامسة ضمن أكثر الدول المصدرة للسياح الوافدين إلى الدول العربية، فى حين استحوذت بعض الدول العربية على نسبة أكبر من هذه السياحة بنحو ٩ ملايين سائح.
وتوقع التقرير ارتفاع عدد السائحين القادمين إلى المنطقة العربية بنسبة ٨١٪ بحلول عام ٢٠٢٢، لافتًا إلى أن نصيب مصر لا يتعدى نصف مليون سائح سنويًا من هذه الأعداد بسبب ضعف الترويج والتسويق، علمًا بأن السنوات المقبلة ستشهد ازدياد إجمالى عدد السياح الصينيين المسافرين إلى جميع أنحاء العالم من ١٥٤ مليونًا فى عام ٢٠١٨ إلى ٤٠٠ مليون سائح فى ٢٠٣٠.
من جهته، قال شى يوه وين، المستشار الثقافى الصينى فى القاهرة، إن مصر تعد أكثر الدول نموًا فى القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن قطاع الطيران المدنى الصينى يُحفز السائحين الصينيين على زيارة مصر والتعرف على آثارها وتاريخها، لكن القاهرة تحتاج لبذل مزيد من الجهد لجذب هؤلاء السائحين.
وطالب «وين» وزارة السياحة المصرية بتكثيف الحملات الترويجية، والمشاركة فى المعارض الدولية التى تقام فى الصين لتعريف الشعب الصينى بالحضارة المصرية، بجانب إقامة ورش عمل مشتركة بين كل من منظمى الرحلات المصريين والصينيين.
وشدد على أن السبب فى زيادة إقبال الصينيين على الدول العربية ودول المجلس التعاون الخليجى، وجود خطوط طيران مباشرة، فى الوقت الذى توجد فيه شركتا طيران فقط تسيران رحلات من بكين إلى القاهرة، بواقع ٤ رحلات مباشرة من القاهرة لعدد من النقاط بالصين، بالإضافة إلى رحلة طيران «شارتر» تم إطلاقها مؤخرًا، كما أن شركة «تشاينا إيسترن» أعلنت عن إطلاق رحلتين أسبوعيًا بين شنغهاى والقاهرة، لتضاف إلى الرحلات الجوية التى تسيّرها الشركة.
وأضاف: «ورغم ذلك تحتاج مصر رحلات طيران شارتر‏ لمواكبة الطلب السياحى المتزايد على زيارتها، خاصة أنها تشهد حاليًا حالة من الاستقرار الأمنى الذى يسهم فى تحفيز المواطنين الصينيين للسفر إليها، فالسوق المصرية جاذبة للسائحين الصينيين، لأنها سوق ثقافية فى المقام الأول، فضلًا عن وجود العديد من البرامج منخفضة التكاليف».
وبيّن أن مطالب الصينيين تتلخص فى اتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية لحماية السائح الصينى، وكذلك حمايتهم من الأساليب الخداعية فى الأماكن السياحية التى يستخدمها الباعة الجائلون فى منطقة الأهرامات، وقد تعطى صورة سلبية عن مصر.
من جهتها، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربية فى منطقة الشرق الأوسط، إنه رغم تضاعف أعداد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر خلال العامين الماضيين، فإن حجم الحركة السياحية الوافدة من الصين لا يتناسب مع مقومات البلاد السياحية.
وأوضحت «كورتيس» أن مصر تعد من أهم المقاصد السياحية التى يفضلها السائحون، لكن هناك أزمات تعوق التدفقات السياحية الصينية أبرزها ضعف الربط الجوى المباشر، وعدم الترويج الجيد للمقاصد المصرية.
وأشارت إلى أن الزيادة التى تحققت فى أعداد السائحين الصينيين إلى مصر خلال العامين الماضيين كانت نتيجة تعاقدات بين بعض شركات الطيران ومنظمى الرحلات، لافتة إلى أن تلك التعاقدات شهدت أيضًا زيادة خلال العام الحالى.