رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاكل تربية الأطفال وآراء الخبراء

جريدة الدستور

يؤكد د. "فيتزوف ديدسون" الخبير في مجال التربية النفسية للطفل "أن الأبوة عملية تعلم مستمرة ، إذ لا يكفي أن نكون آباء فقط لكي نفهم أطفالنا ونسعدهم ، ولكن علينا أن نتعلم كل الوسائل التي تصل بنا إلى تحقيق هذا الهدف.
• الحب يعني الاهتمام، وأولادنا يحتاجون منا إلى اهتمام شديد ليس فقط من خلال توفير احتياجاتهم المادية ولكن لابد أن نراعي احتياجاتهم النفسية فهم يحتاجون منا إلى أن نستمع لهم بقصد الفهم وأن نحترم ذواتهم وأن نحقق لهم من رغباتهم ما يتفق مع قدراتنا وإمكانياتنا ونوضح لهم ذلك.
• بعض الآباء والأمهات يقلقون بشدة ويعضبون إذا أضرب طفلهم عن الطعام ويلجأون إلى تهديده وأحيانًا إلى ضربه لاجباره على تناول الطعام وهذا خطأ كبير، والأفضل أن يقابل تصرف الطفل بالهدوء من جانب والديه لأن الطفل لديه نزعة للسيطرة وكلما زاد غضب الوالدين أو قلقهما شعر بأهميته مما يدفعه لتكرار نفس السلوك.
• كثيرًا ما تقوم الأم بإغراء الطفل أو التوسل اليه ليأكل وأحيانًا يجري الطفل في أرجاء المنزل وتجري الأم وراءه بغذائه لعله يتناوله ، كل هذه التصرفات تشعر الطفل بأنه مسيطر على الموقف فيزداد عناده.
• أحيانًا تشكو الأم حال طفلها إلى أخواتها أو زوارها فيجد الطفل لذة كبرى وشعورًا بالقوة لأن شخصًا كبيرًا كأمه يفشل أمامه ويعترف بذلك.
• على الجانب الآخر قد تكون مشكلة الطفل هي "الشرة" ويقصد به الإفراط في تناول الطعام ، وقد يكون الشره ظاهرة للحرمان أو ربما ظاهرة للتدليل فالشخص المدلل لا يمكنه عادة أن يضبط نفسه أمام رغبة من رغباته ، وقد يكون تعبيرًا عن غضب مكتوم أو شعور بفقدان الأمن او الاكتئاب.
• يعتقد بعض الأطفال أنه كلما نفذ لهم آباؤهم ما يطلبون فذلك يعني أنهم يحبونهم أكثر ولكن هذا الحب يضر بشخصية الطفل لأنه يخلق منه إنسانًا أنانيًا لا يفكر إلا في نفسه فقط وقد ينقلب على والديه عندما يكبر وربما يلجأ إلى السرقة عندما يعجز أبويه عن إشباع رغباته.
• ماذا تفعل إذا اكتشفت أن أحد أطفالك يسرق؟ يقول خبراء التربية أننا يجب ألا نضخم الحدث ونحوله إلى مأساة تشعر الطفل أنه ارتكب ذنبًا عظيمًا لأن الطفل قد لا يعلم أساسًا أن ما فعله يعد سرقة، ولكي لا يتعود الطفل على هذه العادة السيئة يحب أن نعلمه أن أخذه ما هو ملك لغيره دون استئذان يعتبر سرقة وعليه الاعتذار عما فعل.
• ينطبق ذلك حتى على الطفل الذي لم يتجاوز السنتين فمثلًا لو وجدت الأم أن ابنها أخذ لعبه صديقه دون ان يستأذنه فعليها أن تقول له بهدوء وحزم (هذه اللعبة ملك لصديقك إذا كنت تريدها استأذن منه ، إذا قبل تستطيع أن تأخذها، وإذا لم يقبل دعها في مكانها).
• إذا ذهبت الأم لشراء بعض احتياجات المنزل ووجدت ابنها يضع أحد الحلوى في جيبه فتقول له (هذه الحلوى لا تخصك ولايمكن أن تأخذها إلا إذا دفعت ثمنها) وينطبق هذا أيضًا على النقود إذا فتح الطفل حقيبة والدته وأخذ منها نقود فعليها أن تقول له (لقد اخذت نقودًا من حقيبتي ارجعها مكانها ولا تفتح حقيبتي دون استئذان، واسألني إذا كنت تحتاج إلى مال وسنتفق على المبلغ المسموح به).
• إذا انكر الطفل فعليها ان تقول له (اعد المال الذي اخذته إلى مكانه ) بنبرة واثقة، ودون أن تقول له إنه لص أو سرق أو أن مصيره إلى السجن عندما يكبر، وإذا انفق الطفل المبلغ الذي سرقه يمكنها أن تخصمه من مصروفه ليتعلم قيمة المال وألا يفكر في أخذ شئ لا يملكه.
• لابد أن نبحث عن الأسباب التي دفعت الطفل إلى السرقة وإزالتها لأن الطفل عادة ما يتجه إلى تلك العادة القبيحة عندما يشعر بالغيرة أو القهر أو التعاسة.
• على الآباء أيضًا أن يكونوا يقظين على ما لديهم من مال في البيت حتى لا يسرق الطفل من المال المنثور أمامه دون أن يعلم الأب أو الأم فلا يتمكنا من ردعه مباشرة فيتعود على السرقة بسبب إهمال والديه.
• يعد اللعب أهم شئ في حياة الطفل لذا فليس من الحكمة مفاجأة الطفل بمنعه من اللعب ثم ارساله للنوم بل يفضل تنبية الطفل لما نريد أن نفعل واعطاؤه مهلة كافية كأن يقال له أنه بعد ربع ساعة سينام ليدبر أمر نفسه لايقاف لعبته فترة والبدء في الاستعداد للنوم.