رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نحن ومستقبل إفريقيا


نحن فى مرحلة تاريخية تمثل نقلة نوعية فى علاقات مصر بالدول الإفريقية.. نقلة لا شك أنها ستحدث فرقًا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.. إنها بمثابة فتح جديد لنا سيفتح مسارات جديدة تقرب المسافات، وتبدأ بها مشروعات مشتركة، وتعزز التعاون الثنائى والمتعدد الأطراف وتفتح المجال لحل مشاكل كبرى معلقة، وتفتح ملفات مباحثات مشتركة تؤتى ثمارها خيرًا وبركة على الجميع، ومن خلال التفاهم والتباحث السلمى.
الأهم من هذا كله أنه يأتى نتيجة خطوات جسورة قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدى خمس سنوات ماضية للتقارب مع الأصدقاء فى الدول الإفريقية، مما أسفر عن تحسن واضح فى العلاقات والتفاهمات بعد أن كانت فى العقود الماضية متروكة ومهملة، خاصة خلال الـ٢٥عاما الماضية، مما أدى إلى تباعد بيننا وبين الدول الإفريقية القريبة والبعيدة.. وها هى خطوات التقارب تؤتى ثمارها، حيث اختارت القارة السيسى زعيمًا لها بالإجماع، وتسلم السيسى راية الاتحاد الإفريقى فى العاصمة أديس أبابا، وسط ترحيب الجميع به، ووسط فرحة لنا فى مصر باستعادة مكانة مصر العالمية فى قلب القارة السمراء. ومن المؤكد أن رئاسة السيسى للاتحاد الإفريقى سيسفر عنه نتائج ايجابية علينا وعليهم أيضا.. والمعنى هنا أن الرئيس السيسى بتسلمه راية قيادة القارة السمراء لمدة عام فإن هذا يعنى دورًا جديدًا مضافًا لمسئولية مصر فى قلب العالم، واستكمالًا لدورها المعلن فى الدعوة لتحقيق السلام العالمى والعمل المشترك من أجل تنمية الدول الأكثر فقرًا ومحاربة الإرهاب وفض النزاعات المسلحة التى يروح ضحيتها عشرات الآلاف، وتخلف وراءها مجاعات وأوبئة تنوء عن حملها أى دولة بمفردها.
وكلنا نعلم ما يحدث فى القارة السمراء من تدخلات وأطماع لنهب ثرواتها الكثيرة، وما تواجهه من نزاعات مسلحة، وجماعات التطرف التى يتم تدريبها ثم تصدر لإحداث قلاقل ونزاعات بين الدول وبين أبناء الشعب الواحد.. ولهذا فإن قيادة إفريقيا نحو مستقبل أكثر أمنًا وسلامًا هى مسئولية كبرى سيواجهها السيسى، لكنها ستدعم أيضا مكانة مصر الدولية من ناحية، ومن ناحية أخرى ستبرز دورها المحورى والواضح فى دعم السلام ومحاربه الإرهاب فى شتى أنحاء العالم، والدعوة التى أطلقها السيسى من قبل فى أوروبا من ضرورة التعاون بين الدول للتصدى للإرهاب، الذى يضرب ضرباته فى كل الدول، ومن ثم ضرورة التعاون من أجل القضاء على التطرف المقيت، الذى يتغلغل فى القارة السمراء.
لا شك أيضا أننا، واتساقًا مع هذا الدور المصرى الجديد، فإننا فى حاجة إلى خطط وآليات للعلاقات المتبادلة بين المرأة المصرية والمرأة الإفريقية وفتح أبواب للتقارب والتعاون المشترك معا. على المستوى الثنائى وعلى المستوى متعدد الأطراف.. نحن بالضرورة فى حاجة إلى كيان جديد مؤسسى للمرأة يضع خطط التعاون المشترك وتكون له الاستمرارية، ويسهم فى تحسين الأوضاع الاقتصادية، ويسهم فى خطط التنمية المستدامة، وفى إقامة مشروعات مشتركة، تسهم فى رفع مستوى معيشة النساء بإفريقيا وتسفر عن تبادل الخبرات والعلاقات على مختلف الأصعدة.
ولا شك أن الرئيس السيسى حينما دعم المرأة المصرية قد أعطاها فى نفس الوقت القدرة على الفعل الإيجابى لتحسين أحوالها والمشاركة فى بناء مصر الحديثة.. وها هى مصر الحديثة بقيادته تتجه إلى فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك والعمل البناء مع الأصدقاء فى القارة الإفريقية والتى لا شك أنها لن تتقدم إلا بمشاركة النساء وبعمل النساء وبتحسين أحوال النساء وبتعاون النساء من أجل مستقبل أفضل للقارة السمراء التى ستدخل مرحلة جديدة من الاتجاه نحو مستقبل أكثر أمنًا وأكثر قدرة على التعاون البناء بين دولها.. إن مفتاح التقدم فى أى دولة هو المرأة، وهى القادرة على دعم خطط المستقبل.. وهى القادرة على قياده المجتمع نحو المستقبل الأفضل.. لهذا فإنه من الأولويات، التى ينبغى أن توضع فى الاعتبار لدى وضع خطط التعاون المشترك خلال زعامة السيسى للقارة السمراء، إنشاء كيان مشترك للمرأة يضم مختلف الدول الإفريقية ومختلف الأطياف فيها، اتساقًا مع خطط التقدم نحو مستقبل أفضل وأكثر سلامًا وأمانًا واستقرارًا ورخاءً.