رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يدعون للتحول إلى "اقتصاد أخضر" خال من الكربون

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكد خبراء ومتخصصون في مجال الطاقة والبيئة أن التصدي لتحديات المناخ والتحول في الطاقة يتطلب التحول لاقتصاد "أخضر" خال من الكربون ويشمل الجميع.

جاء ذلك في تصريحات للخبراء المشاركين في الاجتماع الثالث لصحفيي البيئة من وكالات الأنباء في منطقة البحر المتوسط، الذي يستضيفه الاتحاد من أجل المتوسط في (برشلونة) بالتعاون مع الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، وذلك لإتاحة الفرصة لتحليل ومناقشة بعض التحديات البيئية، بما في ذلك تغير المناخ، والمبادرات التي يتم تنفيذها على المستوى الإقليمي.

وشدد الخبراء على أن تحقيق الاستدامة يتطلب تحقيق تغييرات أساسية في مختلف المجتمعات، لاسيما في مجالات الطاقة والتنقل والغذاء، واستهلاك الموارد الطبيعية، مشيرين إلى أن التصدي لهذه التحديات يتطلب التحول إلى "اقتصاد أخضر"، دوار، خال من الكربون ويشمل الجميع، من خلال اعتماد أنماط مستدامة للاستهلاك والإنتاج، وبالتالي يتم تحقيق التنمية مع التخلص في نفس الوقت من الارتباط بكل أشكال الأنشطة الصناعية الملوثة للطبيعة، والمعتمدة على توليد الطاقة من مصادر كربونية.

يأتي الاجتماع في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق "الاتحاد من أجل المتوسط"، وحلول الذكرى السبعين لتأسيس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، حيث أكدت المؤسستان على أن العالم يعيش في زخم متزايد لتحقيق الأهداف العالمية الطموحة نحو التنمية المستدامة، مشيرتين إلى أنه لا يمكن لأي حكومة أو منظمة أن تصحح مسار البشرية بمفردها، حيث إن تغير المناخ يهدد المجتمعات والاقتصادات والنظم "الإيكولوجية" التي تعتمد عليها.

ونجح "الاتحاد من أجل المتوسط" إبان السنوات العشر الأخيرة في تعزيز قدرته المؤسسية والتشغيلية لتعزيز التعاون الإقليمي، والتصدي للتحديات البيئية، بما في ذلك تغير المناخ والتحول في مجال الطاقة.

كما شجع الاتحاد الدولي الحفاظ على الطبيعة، من خلال مركز "التعاون المتوسطي"، على الحفاظ على سبل العيش المستدامة، والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال التعاون وتوليد المعرفة لدعم صناع القرار.

وشدد الخبراء على أن التحول إلى اقتصاد لا يعتمد على الكربون (تخليص توليد الكهرباء من الاعتماد على الكربون الملوث للطبيعة، والانتقال من عصر الاعتماد على الوقود التقليدي إلى الكهرباء النظيفة، والتركيز على كفاءة الطاقة في جميع القطاعات) يشكل أمرا أساسيا لعملية التحول "الإيكولوجي"، مؤكدين أنه يجب على جميع قطاعات الاقتصاد، وليس فقط الطاقة، التفاعل مع الاتفاقيات العالمية (خطة التنمية المستدامة لعام 2030، اتفاق باريس)، مشيرين أيضا إلى أن ذلك ينطبق أيضا على موضوع التلوث بالبلاستيك، الذي أصبح متداخلا في حياة كل فرد على مستوى العالم.. فيما أفادت بعض التقارير بأن تحويل قطاع البلاستيك إلى "نموذج دوار" يمكن أن يولد فرصا اقتصادية تبلغ قيمتها 706 مليارات دولار، ترجع نسبة كبيرة منها إلى أعمال التعبئة والتغليف.

يذكر أن الاجتماع الثالث لصحفيي البيئة في وكالات أنباء البحر المتوسط يعقد أيضا على هامش اجتماع فريق العمل المعني بالبيئة وتغير المناخ بالاتحاد من أجل المتوسط، الذي بدا أعماله اليوم في (برشلونة) وعلى مدى يومين، في إطار إستراتيجية الاتحاد لتشجيع وترويج منصات الحوار متعدد الأطراف المعنية حول القضايا الحاسمة للمنطقة، وذلك بهدف استعراض التقدم المحرز في أعمال التنفيذ حتى الآن فيما يتعلق بالإعلان الوزاري لاتحاد المتوسط بشأن البيئة وتغير المناخ (أثينا 2014) وتقديم اقتراحات لاتخاذ المزيد من الإجراءات ومتابعة أنشطة الاتحاد من أجل المتوسط في تلك المجالات.

شارك في الجلسة الافتتاحية خورخي بوريجو نائب أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، المسئول عن الطاقة والمناخ، وأنطونيو ترويا مدير مركز التعاون المتوسطي بالاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، وجورج بينينتيكس أمين عام رابطة وكالات أنباء البحر المتوسط.

وألقى ميجيل جارسيا هيريز، نائب أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، المسئول عن المياه والبيئة والاقتصاد الأزرق، نظرة عامة على عمل الاتحاد من أجل المتوسط حول التنمية المستدامة لتعزيز التعاون الإقليمي والحوار وتنفيذ مشروعات ومبادرات ملموسة ذات تأثير واقعي في المنطقة.