رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضل الدعاء بظهـر الغيـب



المسلم دائما بطبعه خَـيّر يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسـه، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. وقد عززت شريعتنا الغراء هذا المسلك بفضيلة ( الدعاء بظهر الغيب ).
عن أبى الدرداء رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بالمثل)
هذه الصورة الرائعة التي يشجعنا بها النبي على الدعاء للمسلمين تتضمن وعداً بأن الخير الذي ستدعو به لن يصل إلي المدعو له فقط وإنما سيناله الداعي كذلك، لأن الله الذي أرسل الملك ليقول (آمين) أرسله وهو يريد الإجابة، كما أن الملك يقول بيقين (ولك بمثل) . وهذا أمر لا يقطع به الملك بمفرده، إنما أخبره الله بتحقق الإجابة، فصار أداء هذه السنة الجميلة نافعاً للطرفين : الداعي والمدعو له.
وعن عبدالله بن صفوان رضى الله عنه، قال : قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله، فلم أجده ووجدت أم الدرداء، فقالت : أتريد الحج هذا العام فقلت نعم، فقالت: فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة،عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ..
فعلينا أن نغتنم هذه الأيام المباركة - أيام شهر ذو القعدة أحد الشهور الحُرم - حتى نكون من الذين أثنى عليهم الله تعالى في قوله :
(والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمــان) الحشر : 10 .
وأمر المولى تبارك وتعالى النبي بالاستغفار لجميع الأمة في قوله تعالي:
(واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد : 19 .
وقال تعالي إخباراً عن إبراهيم عليه السلام:
(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) إبراهيم : 41 .
فضل الدعاء عظيم في كل أحواله ما كان دعاء بخير أو دعاء بمعروف .. وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم، إنا نُكثر، قال الله أكثر) .