رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواطن شريف... خلى بالك من نفسك


لم أكن أتوقع أننى سأكتب هذه الكلمات.. أصبح من الواجب أن أنبه كل مواطن شريف الآن.. أن «يخلى باله من نفسه».. لست خائفاً!! ولم يحدث لى ذلك من قبل.. رغم أننى خريج جامعة «التأديب والتهذيب»!!

كانت العنابر والزنازين نمارس فيها أفضل أيام الحرية.. كان كبارنا ينصحونا بعدم ممارسة «الحرية» حتى لا نذهب إلى «وراء الشمس».. اكتشفت بعد ذلك أن الحرية لا تمارس إلا «وراء الشمس»..!

لقد كنت ضيفاً على أغلب السجون المحلية والمركزية.. ولم أشعر مرة واحدة بالخوف..

... رغم أنه داخل كل إنسان مهما كان شأنه.. لكن ما نعيشه الآن وما يمر علينا هذه الأيام جعلنى أشعر بالخوف على كل مواطن شريف.. الكثير من شرفاء الوطن يتحدثون الآن بل ويتخذون مواقف فى مواجهة جماعة الفساد الأكثر شراسة من جماعة الإخوان.. لقد أصبحت جماعة الفساد الآن تمثل الخطر الأكبر على الوطن.. بعد هزيمة جماعة الإخوان التى تتوارى الآن خلف القنابل وتقتل بالرصاص وأصيبت بالجنون.. وهى كانت كذلك أصلاً!!

لكن جماعة الفساد أصبحت تمثل الخطر الأكبر أمام المواطنين الشرفاء.

كل مواطن شريف يرى أن «هناك فساد» يتقدم من نفسه إلى جميع الجهات يبلغ.. بل ويكتب ويعلن بالصوت والصورة عن مواقع الفساد وبعد فترة توجه له الضربات وكأنه هو الفساد نفسه!

لقد مر علينا 5 سنوات الآن ونحن فى ثورة دائمة لم تتوقف تعرضت بلادنا للخطف.. بل تم تهديد الوطن نفسه.. بعد كل هذه السنوات كنا نعتقد أننا سنبنى وطناً نظيفاً بسواعد شريفة.. لكن ما حدث لنا خلال الأيام الماضية جعلنا نتوقف ونقول.. ماذا يحدث فى وطننا الآن؟! لم يعد هناك من يسمعنا.. أو حتى يرد علينا.. لقد عادوا إلى مواقعهم.. بل تم ترقيتهم إلى مناصب أعلى.. كنا نعتقد غير ذلك ولكن ما حدث قد حدث.. منذ سنوات طويلة كنت مع الملايين من أصحاب المعاشات نواجه نظاماً وحكومات ووزراء استولوا على أموالنا... كانت المعركة طويلة ودموية.. وبعد ثورتين حدث بينهما ما حدث.. عودنا إلى المربع الأول أى أننا أصبحنا الآن يدير شئوننا فى المالية والتأمينات من هم تسببوا فيما نحن فى الآن!!

من يصدق الشخصيات نفسها وفى المواقع نفسها تعود مرة أخرى.. لتمارس علينا.. الدور القديم نفسه.. بعد ثورتين.. غاب عنا «بطرس غالى فقط» لوجوده هارباً فى منتجعات لندن!! مازال رجاله فى كل المواقع.. ليسوا فى مواقعهم فقط بل تمت ترقيتهم وحمايتهم.. أصبحوا الآن نجوماً فى الفضائيات وعناوين الصحف!! وبما أننى أدعى أننى..«مواطن شريف».. كنت أعتقد وأصدق بل وأمارس.. أننا فى ثورة.. ثم بعد ذلك!!

ذهبت إلى محكمة 6 أكتوبر.. ثم محكمة الجيزة.. ثم نيابة الأزبكية.. ثم محكمة بورسعيد جنح.. ثم محكمة بورسعيد استئناف ثم نيابة قسم الشرق.. إذا استكملت النيابات والمحاكم.. يتعذر ذلك لعدم وجود مساحة!! كل هذا تم لجريمة واحدة ارتكبتها.. أننى لم أفهم الفرق بين الثورة.. والثورة المضادة!! كانت الجريمة كبرى.. كنت أعتقد أن الدفاع عن الملايين من الذين نهبت أموالهمويتعرضون الآن للجوع والفقر والمرض هو عمل وطنى وإنسانى وقانونى ودستورى.. بل هو أهم شعارات الثورة.. وأى ثورة.. لكن اكتشفت أن حساباتى خاطئة.. وأن الفساد هو الأقوى ومن يواجهونه هم الأضعف..

فهل من الممكن أن أترك شرفاء الوطن دون تنبيه ليقعوا فيما أنا وقعت فيه؟! إننى أدعو كل المواطنين الشرفاء أن يحترسوا.. وحساباتهم دقيقة.. وأن يتذكروا جيداً أن أى كلام وشعارات حول مكافحة الفساد يجب أن تدرس بعناية.. وفى كل موقف على كل مواطن شريف أن يكون بجانبه

«محامى» بالنقد والمحكمة الدستورية أيضاً.. وأن الفساد قد تخطى بقوته كل الحدود حتى المتعارف عليها!!

عندما أتصدى لأبرز من اعتدى على أموالنا.. بالوثائق والمستندات.. أصبح متهماً؟!

هل من بدد وأهدر مئات المليارات يتم مكافأته بتعيينه فى أرفع المناصب.. وأكون أنا المتهم !!.. وللحديث بقية