رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏«هاتف فاروق» يشعل الصراع بين «أبل» والمخابرات الأمريكية.. الشركة ترفض إفشاء أسرار عملائها.. والـ«في آي بي» في انتظار جلسة الكونجرس

جريدة الدستور

منذ أكثر من شهرين، تخوض شركة «آبل»، معركة علنية مع المخابرات الأمريكية CIA، نتيجة مطالبة الأخير فك تشفير هاتف خاص بـ«سيد فاروق»، مطلق النار في هجوم سان برناردينو، بولاية كاليفورنيا، في ديسمبر 2015، وهو ما ترفضه «آبل».
ورغد إصدار محكمة مقاطعة كاليفورنيا حكما في 16 فبراير الجاري، تأمر شركة «آبل» بتمكين مكتب التحقيقات الفيدرالية من الدخول على بيانات «آيفون فايف سي» للإرهابي المطلوب.
شركة «آبل»، رفضت تنفيذ الأمر الفيدرالي يقضي باختراق جهاز الآيفون الخاص بـ«سيد فاروق»؛ لأن هذا الاختراق سيقوِّض حق المستخدمين في الحفاظ على سرية بياناتهم، وسيقوض التشفير ويوفر الفرصة للحكومات لاختراق هواتف أخرى مستقبلاً.
وقال المدير التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك، في بيان نشر على موقع الشركة الإلكتروني، إن طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي بتطوير برنامج كمبيوتر يساعد في فك تشفير الهاتف "أيفون 5 سي" الذي كان يستخدمه منفذ هجوم كاليفورنيا، سيكون سابقة خطيرة يمكن أن تعرض أمن مليارات من زبائن الشركة للخطر.
وتضامن مع موقف شركة أبل، المدير التنفيذي لشركة "جوجل سوندار بيشاي"، قائلاً في خطاب مفتوح وجهه إلى الشركة: «إن مساعدة "أف بي أي" في فك تشفير الهاتف المطلوب سيؤدي إلى اختراق أمن عشرات الملايين من المواطنين الأمريكيين».
وكان الزوجان «تشفين مالك، وسيد فاروق» استطاعا أن يدمرا هاتفيهما الشخصيين بحيث لم يقدر مكتب التحقيقات الفيدرالي على استرجاع أي معلومة منها، كما أنهما أزالا القرص الصلب من جهاز الكمبيوتر الخاص بهما.
وتم اكتشاف هاتف فيما بعد، يعمل على نسخة من نظام التشغيل تتطلب رمز المرور ولا يمكن الوصول إليها من قبل شركة أبل، على عكس أنظمة التشغيل السابقة أو طرازات الهواتف القديمة.
وبدأت شركة أبل بالعمل على تطوير تدابير أمنية جديدة من شأنها أن تجعل اختراق أي هاتف «آيفون» أمرًا مستحيلاً من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، وقامت بتوظيف المطور السابق لتطبيق Signal الأكثر تشفيرا في العالم وهو السويسري «فريدريك جاكوبس».
ورفعت شركة أبل دعوى إلى محكمة الاستئناف تطلب فيها إلغاء القرار القضائي الذي يلزمها مساعدة مكتب التحقيقات الفدرالي في اختراق هاتف الآي فون التابع للإرهابي سعيد فاروق.
وأحدث حلقة في هذا الصراع الثلاثاء المقبل، حيث من المقرر أن يتحدث محامي أبل البارز بروس سويل ومدير مكتب التحقيقات الاتحادية الأمريكية الإف بي آي كومي أمام لجنة الكونجرس حول رفض أبل مساعدة السلطات الأمريكية في فك شفرة الآي فون للإرهابي سيد فاروق.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست، قد قال في وقت سابق إن الحكومة لا تطلب من شركة "أبل" إيجاد باب خلفي جديد لمنتجاتها، وإنما الطلب يتعلق بقضية واحدة.
وأضاف ايرنست، في تصريحات صحفية، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتقد أن هذا الأمر له أولوية قومية هامة.