رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعاشات... ما يرتكب ضدنا.. إرهاب!!


نكن كراهية شديدة.. للإرهاب بكل أنواعه وأشكاله.. فهو ضد الإنسانية، حيث يعتدى عليها بكل الطرق والوسائل.. إننا أمام إرهاب من نوع جديد يرتكب ضدنا.. نحن أصحاب المعاشات.. إنه إرهاب سلاحه التجويع ونشر الفقر.. وقتل المرضى العاجزين عن شراء العلاج.. إنه إرهاب يمارس ضدنا بقوة وبقسوة.. ودون مقاومة.. نحن ملايين من المصريين قمنا بدورنا ولبينا نداء الوطن فى الحرب والبناء.. لكننا الآن أصبحنا بلا درع تحمينا.. لا نجد من يسأل عنا.. أو حتى يشعر بنا.. يتعرض هذا الوطن لأخطار جسيمة وكبيرة استغلوا كل هذا وارتكبوا ضدنا إرهاباً يقتلنا ببطء شديد.. بدلاً من الإرهاب الذى يقتل بسرعة!! لا فرق بين رصاص الإرهاب الأسود والإرهاب الخفى الذى يقتلنا الآن!! نحن نملك أكبر ثروة مالية فى التاريخ أثارت طمع كل الحكومات والأنظمة.. حتى صندوق النقد اللعين.. لهذا كله ارتكبوا ضدنا هذه الجرائم..!

أولاً تم توجيه ضربات متتالية من أجل تبديد تحويشة عمرنا أصبحنا نملك 612 مليار جنيه نصفها دون فوائد.. والأغلبية منها صكوك غير قابلة للتداول والباقى يستثمر وفوائد الأرباح فى جيوب من يديرون أموالنا!! وأصبح كل من اعتدوا علينا بنفس الأسماء.. والمواقع هم الذين يديرون شئوننا الآن.. أى أن كل ما حدث فى البلاد من ثورات وسقوط أنظمة وصعود أخرى كل هذا ونحن تحت الوصايا من تلك الأسماء ونفس المواقع.. لقد أطاح الشعب المصرى بأنظمة عاتية ولكن المعتدين على أموالنا ظلوا صامدين حتى انتصروا علينا!! لقد ضاعت تحويشة عمرنا وهى تمثل كل ما دفعناه وهى كل ما دفعناه فى تاريخ عمرنا من أموال وعرق. حتى الدماء! حولوها إلى أوراق.. وهى غير قادرة على إطعامنا.. نحن نأكل الطعام.. لا نأكل إيصالات أمانة.. بدون أمانة!!

ثانياً: نحن نمثل أكبر شريحة من المجتمع، حيث نبلغ تقريباً 9 ملايين أسرة.. نصفنا كانوا من ضحايا الخصخصة، حيث باعوا مصانعنا.. بل وزعوها هدايا على الأنصار والحبايب وألقوا بنا على قارعة الطريق.. الملايين منا تعيش الآن جائعة.. والكثير منا يسقطون الآن بعد أن عجزوا عن شراء الدواء والعلاج.. لكن نقول لمن؟! ولم يعد هناك من يسمعنا!!

إن هناك جرائم ضد الإنسانية ترتكب ضد «أعز الناس» على هذا الوطن!! إن سياسة التجويع هى الإرهاب بعينه.. عندما يحصل المواطن على 500 جنيه شهرياً بعد أن استمر سنوات طويلة من عمره يدفع أقساط التأمينات. ويصبح الآن غير قادر على إطعام نفسه وأسرته.. أليس هذا إرهاباً؟! عندما نتعرض لقسوة شديدة فى مستشفيات التأمين الصحى ونعجز عن شراء العلاج والدواء.. هل هذا حق أم باطل.. المعنى الصحيح أنه إرهاب يتعرض له المواطن.. ويسمون هذا علاجاً! هل يمكن للملايين من أصحاب المعاشات أن تعيش بما يتقاضونه من معاشات شهرية ثابتة.. دون أى تدخل من حوافز أو مكافآت.. وتتعرض المعاشات لغول الأسعار، حيث يلتهمها بقسوة وبعد عام يمنحون 10% علاوات اجتماعية أحياناً تقل عن 50 جنيهاً وفى بعض الأحيان 20 جنيهاً.. مع ارتفاع التضخم تفقد المعاشات 40% من القوة الشرائية للمعاش.. أى أننا تتدهور حياتنا المادية يومياً.. حتى نصل إلى المجاعة والفقر المدقع.. أى أن الملايين منا أصبحت تحت خط الموت.. بماذا نسمى ذلك؟.. إنه الإرهاب بعينه!

نعم إنه إرهاب صامت.. بلا صوت رصاص! ثالثاً: لقد تعرضت أموالنا لعمليات تبديد واسعة النطاق.. عندما شعر المعتدون على أموالنا أنهم أصبحوا بلا رقابة ومساءلة!! فقد ارتكبوا أعمالاً أكبر ما يتوقعه أى مسئول.. وتحصنوا خلف أصوات رصاص الإرهاب.. واعتبروا إرهابهم الصامت لن يسمعه أحد.. من يصدق أن وزيرة التضامن دافعت بكل قوة عن أحد الرموز التى اعتدت على أموالنا عندما باع أسهم «شركة أوراسكوم» ثم اكتشف الجهاز المركزى للمحاسبات أن الصفقة المشبوهة تسببت فى خسائر تقدر بـ 300 مليون جنية.. لقد أصبحت أموالنا تحت السيطرة الكاملة لمن اعتدوا عليها تحت حماية وزيرة التضامن نفسها.. إننا نتعرض الآن لإرهاب من نوع جديد يعرضنا يومياً للموت دون صوت الرصاص والقنابل إنه الإرهاب الصامت.. علينا جميعاً أننقاوم هذا النوع الجديد من الإرهاب الذى يمارس علينا كل يوم.. إن الإرهاب عالى الصوت بالرصاص والقنابل يحقق نفس الهدف الذى يحققه الإرهاب السابق.. علينا أن ندافع عن هذا الوطن ضد كل أنواع الإرهاب!!