رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كن «نفسك»


يحكى أن «إمبراطوراً يابانياً» كان يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاءت صورة يقول للجنود: «سننتصر»، وإن جاءت كتابة يقول لهم «سنتعرض للهزيمة».. ومن اللافت أن الإمبراطور لم يكن حظه يوماً يأتى بالكتابة بل كان دوماً بالصورة!!! وكان الجنود يقاتلون بحماس ويحققون الانتصارات.. حتى تقدم به العمر وجاءت اللحظة الأخيرة فدخل عليه ولى العهد يسأله «يا والدى.. أريد منك تلك القطعة النقدية لأواصل الانتصارات»، فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه وأعطاه اياه.. فوجئ الابن بأن قطعة النقود لا تحمل إلا صورتين وليس بها كتابة.. فقال الابن: «لقد خدعت الناس طوال السنوات.. ماذا أقول لهم الآن.. إن أبى بطل مخادع؟». فرد الإمبراطور: «لم أخدع أحداً».. فى معركة الحياة يكون لك خياران «الانتصار» أو «الانتصار»، الهزيمة تتحقق إذا فكرت بها والنصر يتحقق إذا وثقت به. لذلك لا تتغلب على هموم الحياة ومعاركها بالحظ بل بالإرادة والثقة بالنفس..!!.

هكذا هى الحياة.. هكذا تدار معارك الحياة، فالفشل يصيب من ينتظرون النجاح أن يأتى إليهم دون أن يتحرك أو من يكتفى بترديد «لم يعد هناك وقت، أو لن أستطيع».. لكن النجاح والنصر يأتى بالثقة بالنفس، بتقديرك لذاتك، لإنجازاتك. وبالتركيز على أقوى وأمتن علاقة «هى علاقتك بنفسك».

اذهب وابحث عن مرآة، وانظر إلى نفسك فيها.. ثم قم بإنشاء علاقة صحية مع نفسك «تقبل نفسك» فهذا هو الطريق الأول لحياة متميزة. ثم ادخل فى المرحلة الثانية وهى «خلع رداء التوتر وبتفريع عفلك» لتعطى نفسك قدراً من الراحة، فالتأمل يسمح لك بحالة من الاسترخاء لشفاء جسمك وعقلك. ولكن فى لحظات التأمل لا تقسو على نفسك وارجع لهدوئك، فعندما يكون سطح المياه ساكناً يمكنك أن ترى الأعماق بوضوح، ولكن عندما يعج السطح بالأمواج يصبح عليك مستحيلاً أن ترى ما بداخلك.. تأمل نفسك بهدوء.. دع عقلك يأخذك إلى مكان جميل ومريح لك وإن لم تجده ابتكره لتستدعى بعض السكينة لدقائق قليلة كلما احتجتها.

ابدأ بالنظر إلى المرآة ورؤية الشخص الموجود فى المرآة و«حب نفسك» كما هى فلا تاتى الثقة بالنفس من خلال كونك دائماً على حق أو صواب، بل أحياناً من خلال كونك غير خائف من أن تكون أحياناً على خطأ، كن نفسك، فهذه هى الخطوة الأولى لتصبح أفضل.. وثق فى نفسك فإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذى سيثق بك؟ صدقت يا ارسطو..

ثم ابدأ فى الدخول فى المرحلة الثالثة وهى أن تكتب أى شىء، عن أحزانك، صرخاتك، مشاعرك السلبية، مصادر قوتك، قائمة النعم التى من الله عليك بها، قل كل ما تريده بالكتابة ثم ضع مشاكلك القديمة فى حقيبة سفرك القديمة وابتسم.. وابحث عن مصادر سعادتك بنفسك فلن يساعدك أحد على إسعاد نفسك إلا نفسك. فالشخص الوحيد الذى يحدد سعادتك هو أنت فلا تجعل مفاتيح سعادتك إلا بين يديك!!. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.