رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورفؤاد.. معركة مجهولة من تاريخ بورسعيد


عرضت قناة عربية شهيرة.. حواراً مع «لوبان» رئيس حزب الجبهة الوطنية الفرنسية منذ عدة سنوات ماضية.. كان هذا الحزب العنصرى يكن عداء للعرب والمسلمين فى فرنسا.. وهو يدعو دائماً لطردهم أى العرب من فرنسا.. أعلن «لوبان» بنفسه وأثناء حواره أنه كان قائد الكتيبة الفرنسية التى احتلت مدينة بورفؤاد أثناء العدوان الثلاثى على مصر...

... كنا نعلم تماماً كل ما فعلته القوات الإنجليزية أثناء احتلالها لبورسعيد.. وسجل التاريخ كل المعارك التى دارت بين القوات الإنجليزية والمقاومة الشعبية.. لكن لم نسمع ولم نعلم موقف المقاومة من القوات الفرنسية.. حتى كتب التاريخ والبيانات العسكرية لم تذكر لنا معركة واحدة مع القوات الفرنسية..

سجل التاريخ قصة الشهيد «جواد حسنى» الذى كتب على جدران حائط معركته مع القوات الفرنسية..

احتلت الكتيبة الفرنسية وهى تابعة للفرقة الأجنبية.. المعروفة عالمياً أنها أكثر الفرق وحشية فى العالم.. وهى الفرقة التى كانت تحتل الجزائر.. ولها دور وحشى أثناء الحرب الفيتنامية.. وهى مسجلة تاريخياً أنها أسوأ الفرق المحاربة والمضربة على الفتك بالشعوب فى العالم..

كان لوبان يسرد وقائع حربه مع المقاومة الشعبية بمدينة بورفؤاد.. تنبهت لما يقول فهو غائب عنا تماماً.. أعلن «لوبان» بنفسه.. كانت هناك سرية مشكلة من الحرس الوطنى والمقاومة الشعبية بالمدينة وشباب الجامعات المصرية الذين تطوعوا فى المقاومة أثناء العدوان.. كما أعلن أن المعركة دارت عنيفة بين السرية المصرية المسلحة ببنادق نصف آلية روسية الصنع وبنادق فردية عتيقة وقنابل يدوية.. كانت أسلحة الكتيبة الفرنسية حديثة من الرشاشات الخفيفة والمتوسطة وقاذفات الدروع واللهب.. تحصنت السرية المقاتلة داخل جدران المنازل.. كانت مضربة على القتال فى الشوارع.. كانت ملابس الحرس الوطنى تحمل شعارات بها «الجمجمة وعضمتان».. وهو شعار الحرس الوطنى القديم!

أطلقت قوات المقاومة الشعبية الرصاص على الكتيبة الفرنسية.. سرعان ما اشتبك الجميع.. كان عدد السرية حوالى 120 مقاتلاً.. كانت الكتيبة الفرنسية ذات أعداد كبيرة ولديها أيضاً المدرعات والسيارات العسكرية.. كانت قوة المقاومة قد استغلت التحصينات داخل المنازل.. مما مكنها من قتل اعداد كبيرة من الجنود والضباط الفرنسيين تكاثرت القوات الفرنسية واستعملت قاذفاتالدروع.. ومع قوة نيران الكتيبة الفرنسية.. أخذت المقاومة تنخفض وتتلاشى.. ثم سكتت البنادق.. وأضاف «لوبان» أن خسائر الكتيبة كانت كبيرة ومؤثرة.. قامت القوات الفرنسية بتجميع جثث قتلاها.. ثم جاءت الطائرات المروحية وأخذت تنقل جثث قتلى فرنسا.. ساد الصمت الرهيب منطقة القتال.. وتوقف صوت أنين الجرحى.. بدأت القوات الفرنسية تدخل المنازل، حيث كان الثوار يقاتلون من داخلها.

واستطرد «لوبان» أن قواته كانت تعثر على جثث الشهداء والبنادق فأيديهم خالية تماماً من الذخيرة.. قاتلت قوات المقاومة الشعبية ببسالة شديدة.. لم يكن هناك جرحى أو أسرى.. كانت الحصيلة شهداء فقط.. تم تجميع الشهداء لدفنهم فى مقابر جماعية.. جمعت الكتيبة الفرنسية البنادق الخالية من الذخيرة.. كانت سرية الحرس الوطنى نصفها تقريباً يرتدى الملابس العسكرية والباقون ملابس مدنية..

كان واضحاً من وجوه الشهداء أنهم جميعاً شباب فى العشرينيات من عمرهم.. كان أيضاً واضحاً وبارزاً وجوه شباب وطلاب الجامعات المصرية.. وقف لوبان كما يقول بنفسه إنه رأى رجال بواسل قاتلوا حتى النهاية لم يقع منهم أسير أو جريح.. الجميع شهداء.. تم حفر عدة مقابر جماعية.. بواسطة الجنود الفرنسيين.. كانت الكتيبة الفرنسية تضم عدداً كبيراً من الأجانب أى من جنسيات أخرى.. يقول لوبان.. إنه وقف مذهولاً من بسالة شباب المقاومة.. رغم أنه تكبد خسائر كبيرة بين جنوده وضباطه!! لم يتوقع هذا.. كانت خسائره غير متوقعة.. بل كان يرى أنه فى نزهة.. وليس فى حرب!! أعلن لوبان فى حواره.. إنه وضباطه قد أدوا التحية العسكرية لشهداء المقاومة البواسل.. وطلب إطلاق الرصاص فى الهواء تحية لشهداء المقاومة.. اعتراف منه ببسالتهم.. قال لوبان كان يمكن لهم جميعاً أن يستمروا فى الحياة.. لكنهم رفضوا التسليم.. ذهب لوبان وبقى حزب الجبهة الوطنية الفرنسية بقيادة ابنته «مارى لوبان»..