رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليمان طرة... طال غيابك يا حبيبى!!


اسألونى.. طبقاً للمثل الشعبى «إسأل مجرب ولا تسأل طبيب».. إن «ليمان طرة» من أفضل المنتجعات الشتوية، حيث يطل على النيل وأفضل عنابره.. «عنبر التأديب. ثم عنبر التجربة».. وأهم منهما.. «عنبر 4»!.. الحياة فيه مستقرة وهادئة. أى نزيل لا يحتاج إلى قروض ذكية أو غبية.. حيث الطعام يأتيه طبقاً للمواعيد وبانتظام «مش مهم نوعه ايه».. العسل الأسود كما هو أسود. الفول المدمس تأكله وأنت مغمض العينين مش مهم داخل كل فوله ايه وهو بروتين نباتى وحيوانى فى نفس الوقت!

.. عندما يأتى الغذاء بعد الظهر لحوم وطبيخ مش مهم نوع الطبيخ.. لا يمكن تسميته من أى نوع.. لكن المهم اللحوم فهى لا تقطع بل يتم بلعها توفيراً للوقت.. حتى العشاء من أفضل أنواع الجبن يمكن تكسيرها بأصحاب الأسنان السليمة ويمكن الكتابة بها على الجدران..

إنها حياة ممتعة لن تجد من يسبك او يوجه لك أى إهانة.. هذا المنتجع كنا نعيش فيه ونمارس الحرية بطلاقة نستمع إلى المحاضرات ونقيم الندوات وتلقى علينا الأشعار من أعظم وأكبر شعراء الوطن... كان السبب الرئيسى الدائم لإيداعنا ليمان طرة. أننا نتحدث كثيراً. ومطالبنا كانت أكثر.. والإيداع أحياناً يتم لأننا «وطنيين»!! كانت أهم الزنازين روعة هى « 9/10/11» بعنبر التأديب حيث كانت الزنازين تغلق بأسياخ حديدية وليست أبواباً خشبية.. على جدرانها تكتب الذكريات لكل من سبقونا كانت الأسماء كبيرة وذات طابع وطنى.. فى أحد الأيام أعلن السجان أننى مفرج عنى.. كنت حزيناً جداً لأنى سأخرج لدينا لدنيا وسأعود إلى شقاء العمل المضنى.. كان دائماً معى فى الزنازين نتمتع بأهم منتجع على ضفاف النيل أسماء كبيرة كتاب كبار وإعلاميين أصحاب شهرة عالية الآن لن أذكر اسماءهم فقد انتقلوا إلى خندق آخر بعيداً عن خنادق الجماهير. بل إن بعضهم أصبح من وزراء الثورة وآخرين تاهوا فى دروب السلطة والثروة والسلطان.. طبعا ذكر اسمائهم يمكن أن يشكل لهم متاعب.. حيث نسمعهم ونقرأ ما يكتبون يومياً وذاكرة الجماهير قوية ولن تنسى!! لماذا أتذكر هذا الآن؟!.. إن الأسباب التى كانت السبب فى ايداعى أمانة «بليمان طرة» أصبحت الآن هى نفس الأسباب!! إن الانتقال الطبقى كان وارداً بالنسبة لى حيث كنت عضواً بمجلس الشعب 4 دورات.. أى كان متاحاً لى أن انتقل طبقياً.. لكن كيف يمكن ذلك. وأنا ابن للطبقات الدنيا؟! كنت دائماً أطيع الأوامر.. ثم أتظلم.. الآن نطيع الأوامر. لكن دون تظلم!! أى أننا على مشارف العودة إلى منتجع ليمان طرة.. نحن نمنع الآن من التظلم بعد أن ارتفع صوتنا نطالب بحقوقنا. إنها نفس المطالب التى أودعتنا فى السجون والمعتقلات.. هل المطالبة بالحقوق أصبحت جريمة نعاقب عليها؟! إن الملايين الجائعة الآن من أصحاب المعاشات تم الاعتداء عليها بالقوة والسلطة.. واعتبار ذلك عملاً وطنياً ومن يرتفع صوته يصبح خارج الاصطفاف الوطنى!!

لقد أصبح من اعتدوا على أموالنا يديرون شئوننا الآن مستغلين الأوضاع السياسية بالبلاد وما يتعرض له الوطن من أخطار وأصبح واجباً علينا المقاومة.. ودفع الفاتورة. كما دفعناها من قبل. إن الأيادى الطويلة التى كانت تمتد إلينا. عادت الآن أكثر طولاً من أى زمن مضى.. لكن نقول لأصحاب الأيادى الطويلة. إن غيركم كانت أياديه أطول منكم.. بل كانت معاملتهم أرحم من رحمتكم.. إننا بعد أن سيطرت علينا تماماً حفنة كانت هى سبب الآلام التى نعيشها الآن.. أصبح هؤلاء محرضين كى تمتد إلينا الأيادى الطويلة.. إننا مع هذا النظام، حيث شاركنا فى وجوده ونعمل فى ظله وسنقاوم للدفاع عنه.. لكننا لسنا مع هذه الحكومة وسياستها وبعض وزرائها، حيث يكنون للجماهير صاحبة هذا الوطن عداء لم نكن ننتظره أو حتى نفكر أنه سيأتى!! إن وزيرة التضامن التى تفوقت على «بطرس غالى » أصبحت الآن توجه إلينا الضربات وتحتمى بالسلطة والقوة وشروط صندوق النقد الدولى.. لقد اعتبرت وزيرة التضامن أصحاب المعاشات بأنهم عبء عليها بعد أن قامت بتبديد أموالنا ورفضت تماماً تنفيذ تعليمات الرئيس لها بضرورة حمايتنا.. إننا نقول لمن يديرون شئوننا الآن.. مدوا أيدكم الطويلة إلينا لن يخيفنا «ليمان طرة» إن السجن الصغير أرحم لنا من سجنكم الكبير.. إننى أرجو عندما تنفذوا قراركم أن تستعملوا معنا الرحمة المنزوعة منكم وأن تسمحوا أن يكون معى مرافق حتى لا أكون عبئاً على سجونكم وسجانكم!!