رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى الوزير أحمد زكى بدر


بداية.. كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. أعاده الله علي المسلمين والعالم بالخير واليمن والبركات.. أما عن مقالى اليوم.. فإننى وبتاريخ 28 يناير من العام الجارى انتقدت تصريحات اللواء عادل لبيب - وزير التنمية المحلية السابق – بعد اعترافه بوجود فساد فى وزارته.. وتعجبت عندما ألقى باللوم على المواطن بسبب صمته على هذا الفساد.. بل ومشاركته فى انتشاره عن طريق دفعه رشاوى للموظف نظير إنهاء خدماته!!.. كلام فى منتهى الخطورة حينما يخرج من المسئول الأول عن المحليات أخطر وأهم وزارة فى مصر من وجهة نظرى المتواضعة.

وسألته: هو حضرتك توليت هذه المسئولية ليه يا فندم؟!.. أرجوك تجاوب عن سؤالى.. أرجوك يا فندم.. وقلت له إن اعترافك بوجود فساد فى وزارتك دون أن تكشف لنا عن آلياتك والمدة التى ستستغرقها فى القضاء عليه ومحاسبة المفسدين.. لهو أمر لا يمكن تقبله أو السكوت عليه.. وسألته سؤالاً آخر: أين أجهزتك الرقابية المكلفة بمحاربة فساد المحليات؟!.. أين الخلل يا معالى الوزير؟!.. لذا أقول لك يا دكتور أحمد زكى بدر – وزير المحليات الجديد- كما سبق وقلتها للوزير السابق خالصة لوجه الله تعالى وخدمة لهذا الوطن ولصالح مواطنيه: نتمنى منك ومن أعلى سلطة سياسية فى مصر متمثلة فى شخص السيد الرئيس أن تنظروا للأحوال الوظيفية والمالية لحوالى 90% من موظفى هذه الوزارة، مقارنة بالوزارات الأخرى، كالضرائب العامة والعقارية والجهات القضائية وغيرها.

هذا إن أردت فعلاً إصلاح هذه الوزارة وتحجيم الفساد المنتشر فيها.. فالفساد الذى لمسته من نسبة الــ 10 % المتبقية من إجمالى الموظفين يفوق كل تصور.. هذه الوزارة رغم أهميتها أصبحت مرتعاً للبلطجية واللصوص والهبيشة وارتكاب المخالفات.. فإذا كنت – فعلاً – تريد إثبات كفاءتك فى تحمل هذه المسئولية رغم قصر عمر الوزارة كما يُشاع..فلتترك مكتبك وتصطحب معك أجهزتك الرقابية وتنزل بها إلى الشارع فى جولات مكوكية للمحافظات والمجالس المحلية حتى تتعرف عن قرب على مشاكل المواطن ومعاناته عندما يذهب إلى هذه الأماكن لإنهاء مصلحته.. ولا مانع خلال هذه

الزيارات المفاجئة أن تسأل المواطن نفسه عن سبب دفعه الرشاوى للموظف.. اسأله عن سبب صمته على الفساد ولمن يشتكى إذا تعطلت مصلحته أو حاول أى موظف أن يبتزه.. هكذا كان يفعل اللواء أحمد رشدى - وزير الداخلية الراحل - عليه رحمة الله.

ولا تنس أيضاً أن تسأل المواطن عن «المرتشى» الذى استغله، ومن ثم لك كل الحق أن تحوله للتحقيق العاجل وتحاكمه على ما اقترف حتى يكون «عبرة» لزملائه.. اسأل المواطن عن رأيه فى تطوير منظومة العمل بعيداً عن البيروقراطية التى تحاول جرنا للعيش فى العصور الوسطى.. اسأله بالمرة عن رأيه فى اختيارك أنت شخصياً لتولى مسئولية المحليات فى هذه الفترة الحرجة من عمر مصر.. اسأله معالى الوزير ولا تخشى شيئاً.. اسأل المواطن عن مطالبه من موظفيك.. هكذا يفعل المسئول الواثق من قدراته على محاربة الفساد وحل مشاكل مواطنيه.. وهذا ما طالب به الرئيس فى الوزارة الجديدة التى تمثلها والتى أنت على خلفية واقعة فساد وزارة الزراعة.. وأرجوك أن تسأل موظفيك عن مطالبهم واقتراحاتهم فى حل مشاكل البلاد.

اسألهم عن فساد تراخيص المبانى المخالفة فى الأراضى الزراعية.. واسألهم كيف سمحوا بتركيب عدادات الكهرباء والمياه لهذه المبانى.. اسألهم عن مصير أموال الصناديق الخاصة فى «المواقف.. النظافة.. الأنابيب و.... اسألهم عن استغلال بعضهم لمناصبهم فى التربح بطرق غير شرعية.. ولا تنس معرفة رأيهم فى وسائل محاربة الفساد والقضاء عليه.. وابقى افتكر تسألهم عن إهدار المال العام فى مشاريع خدمية كرصف الطرق وأفران العيش واستغلال الأماكن العامة وتأجيرها لأصحاب السطوة والنفوذ.

يا معالى الوزير.. أنت بحاجة إلى إعادة تقييم نوعية مشاكل المحليات وفتح الباب للشرفاء فى هذه الوزارة - وما أكثرهم - حتى تأخذ بمقترحاتهم لحل هذه المشاكل.. أنت بحاجة إلى عقول مبدعة.. شريفة.. وطنية للقضاء على كل أنواع الفساد.. أنت بحاجة إلى مسئولين من نوعية السيسى.. مسئولون لديهم الاستعداد أن يضحوا بأوقاتهم وأموالهم وراحتهم حتى تنهض مصر.. مسئولون أذلاء على المواطن المغلوب على أمره وأشداء - أقوياء على أعداء الدولة.. مسئولون لا يخشون فى الحق لومة لائم.. فهل لديك الجرأة والشجاعة لاختيار هذه النوعية من مساعديك حتى تستقيم أمور وزارتك وتقضى على «السُعار» المستشرى فيها.. مسئولون يحبهم الشعب بعيداً عن مزدوجى الجنسية ومن يتعالى على مواطنيه ومن يتجاهل العلماء والشرفاء ويكرم السفهاء.معالى الوزير.. آن الأوان أن تواجه مافيا المحليات وستجد الشعب والرئيس فى ظهرك يساندك ويشد من أزرك.. أعلنها حرباً شعواء على أعداء مصر.. فلو استطعت أن تدير هذا الملف بنجاح.. فإنك بذلك ستنقذنا من براثن اللصوص والخونة والعملاء والمنتفعين قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة.. فهل ستستطيع أم سترفع الراية البيضاء استسلاماً لهزيمتك وانتصاراً للفساد؟!.. كلمة أخيرة.. أخبرنى مصدر خاص أن الأرقام التى تؤكدها الجهات الرقابية عن فساد المحليات بــ «المليارات».. وأن بعض صغار المسئولين من معدومى الضمير فى هذه الوزارة يمتلكون ثروات تقترب مما يمتلكه بعض رجال الأعمال.. ولم لا وقد بدأ نهب أراضى الدولة ومخالفات البناء والكهرباء والصرف الصحى والمياه و.... من المحليات؟؟!!.