رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى من يهمه الأمر


مشهدان مختلفان فى المضمون متفقان فى كثير من المعانى والرسائل، والتى من المفترض أن تصل إلى من يهمه الأمر، الأول خاص بالطالبة مريم صاحبة الصفر، وبعيدًا عن أنها مظلومة أو غير مظلومة، فمن يتابع أحداث الموضوع يجد الكثير من التفاصيل، أهمها أننا أصبحنا لا نثق فى أى شىء، بمعنى أننا نشكك حتى فى القانون، فلا نحن نرضى به، ولا نحن نعترض عليه. الجميع انقسم ولم نعد نتوحد على كلمة سواء، انهال البعض بالنقد على المسئولين دون أدلة، وانهال البعض الآخر على الفتاة واتهمها بــ «النصب والمرض النفسى والكذب» وغيرها ذلك، دون أدله.

وعلى الجانب الآخر، إننا لا نحل المشكلات حتى وان كانت صغيره، ونتركها لتصل ليد أعلى مسئول، وكأن الجهاز الإدارى للدولة لا يحتوى إلا على رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومه، وهذا معناه فشل هذا الجهاز بكل من فيه فشلاً ذريعاً لعدم قدرتهم على استيعاب وحل المشكلات من منبعها،وكان طبيعياً أن تجد مشكلة «مريم» معالجة من داخل الإدارة التعليمية التابعة لمحافظتها، وبشكل قانونى عادل ومنصف، فأداء مل هذه المهام يتطلب مقياساً عملياً دقيقاً لتحديد جودة الأداء الوظيفى.

أما المشهد الثانى، فهو متابعة سلوك العديد من المرشحين لانتخابات البرلمان «نواب مجلس الشعب» الذين سيمثلون المواطنين فى التشريع والرقابة !!، بصراحة كنت أظن أن ما رأته عينى سوف يختفى فى هذه الانتخابات، ولكننى اندهشت عندما رأيتهم وكأنهم فى ماراثون دعائى أمام وسائل الإعلام !!، وهنا كان لابد أن أسأل: هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الاستهتار واللامبالاة وحب الشهره؟!، شىء غريب ومقزز فعلا أن يخرج علينا مرشح هنا أو هناك ويختلق مواقف بطوليه لا تمت لشخصه بصلة، مثل أنه كان من ثوار يناير و30 يونية و.. ثم نتابع ادعاءات مرشح آخر بأنه من أصحاب المبادئ .. إلخ، بالطبع هذا الهراء يعتبر مضيعة للوقت والفكر والمال بلاجدوى، ومثل هؤلاء وغيرهم ممن لايدركون خطورة المرحلة الحالية وأهمية البرلمان القادم، لا أمل فيهم ولا رجاء فى أحزابهم، إذا كانوا ينتمون لأحزاب وأتعجب فعلاً مما أتابعه، مشاهدة وقراءة عن قوائم التحالفات الانتخابيه للعديد من تلك الأحزاب التى يصل عددها إلى مائة حزب تقريباً !! فحتى هذه اللحظة لا يصلنا من أعضائها غير الاختلافات فى الظاهر، والاتفاقات فى الخفاء، لم نقرأ عنهم مثلاً برنامجاً انتخابياً لإنقاذ اقتصاد مصر من عثرته، أو خططاً تنموية فى مجالات بعينها كالمشاريع القومية التى تشرف على تنفيذها قواتنا المسلحة، بصراحة كل هذه الأمور تجعلنى أشعر وكأننا نقود مؤامرة ضد الوطن، فى الوقت الذى يتحتم علينا فيه أن نجتمع ونتكاتف جميعاً على كلمة سواء، مع العلم أن عضوية البرلمان ليست للوجاهة والجاه والسلطان والحصانه، العضوية يا سادة مهمة ثقيلة يلقيها الناخب على كاهل المرشح، ومن هنا أؤكد مراراً وتكراراً أن ما نمر به الآن، أزمة أخلاق وضمير، ومن ثم أرى أننا بحاجة إلى جهاز حكومى واعٍ بمسئولياته، قادر على إدارة الأزمات التى تواجهه دون الانتظار لتدخل رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة.. مشهدان يجسدان قضية مجتمع سئم من البيروقراطية ويسعى إلى حياة أفضل..أخيراً.. اللهم احفظ مصر.