رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أموال المعاشات... فيلم هندى!!


لقد انتقلنا من المشكلة .. إلى الأزمة .. ثم إلى الكارثة!! لم نكن نتصور أننا سنتحول إلى هذه المعاناة اليومية.. وأصبحنا نشعر بأن الدستور يتحدث فى مواده عن حياة مشرقة وإنسانية.. لكننا الآن أصبحنا نقرأ مواده فقط.. دون أن نعيش فى تطبيق هذه المواد.. تنص مواد الدستور على حق المواطنة.. هل نحن حقاً مواطنون؟! كيف يمكن أن نكون لنا حق المواطنة وبيننا الملايين يلازمهم الجوع اليومى.. وعدم القدرة على شراء العلاج .. مع أننا نملك مئات المليارات.. يتحدث الدستور عن الحد الأدنى للمعاشات. لكن الحكومة طبقت هذا على العاملين لديها وتركتنا نحن نتساقط حيث صرف لنا شهرياً أقل من 500 جنيه كيف يمكن لأسرة تعيش بهذا فى ظل ارتفاع مخيف للتضخم والأسعار ..؟! تقول سمو الأميرة «وزيرة التضامن» .. إن الحد الأدنى مضمون بالدستور .. لكن هل الدستور يمنحنا الطعام والعلاج!؟ أم أن تطبيق الدستور نفسه هو الذى يضمن ذلك؟! تتحدث المادة 17 من الدستور عن وجود هيئة واحدة مستقلة لإدارة شئون أموالنا.. لكن أين هذه الأموال؟! مازالت أموالنا ترقد فى مقابر الخزانة العامة وبنك الاستثمار القومى والتأمينات نفسها أين عائد هذه الأموال كما تتحدث المادة نفسها؟! الغريب أنه تم العبث بأموالنا ومن اعتدوا عليها طبقاً لتقارير

الجهاز المركزى للمحاسبات يتم حمايتهم وحصانتهم.. بل ترقيتهم.. ومن يبلغ منهم سن المعاش يتم مد الخدمة له لكفاءته النادرة!! هل يمكن للملايين من أصحاب المعاشات الذين دافعوا عن هذا الوطن وشاركوا فى بنائه أن تصبح أنهار الدموع تلازمهم يومياً من القهر وما يتعروضون له من أعمال تنكيل كل طلوع الشمس!! الغريب أن هؤلاء المواطنين يملكون ما لم تملكه دول أخرى، وفى الوقت نفسه يتعرضون لجوع وفقر وأمراض بطريقة مستدامة فقدوا الأمل نهائيا فى حياة إنسانية مستقرة!! إن الذين اعتدوا على أموالنا أصبحوا يضحكون علينا الآن وهم يتمتعون بأموال الأرامل والأيتام!! الأكيد أننا من شعب عظيم قاتل ببسالة عبر التاريخ كله لأننا أحفاد هذا الشعب لن نستسلم أبداً.. رغم أننا نعلم أن الفساد قد انتصر علينا.. لكننا لن نوقع شروط الهزيمة.. ولن يحدث هذا منا.. إلى أن تدخل أجسادنا المقابر.. إن الذين يقهرون الآن يملكون طبقاً للأرقام الحكومية 585 مليار جنيه نصف هذه الأرقام بلا فوائد على الإطلاق ومنذ سنوات.. وجانب من هذه الأرقام يستثمر لحساب الكبار! حتى مكافآت الأرباح يحصل عليها الكبار.. ودون حساب.. لا قانون ولا دستور.. ولا حتى شرع الله!! الغريب!! نتحدث منذ سنوات .. ونصرخ ويعلو صوتنا.

ولم يسألنا أحد لماذا أنتم كذلك..؟! من يصدق أن الذين اعتدوا على أموالنا وحصلوا على الملايين منها.. يتقدمون ضدنا ببلاغات متعددة ورفع قضايا فى الكثير من المحاكم.. كل ما يحلمون به ويتمنونه أن يسكتوا صوتنا.. وهذا لن يتحقق حتى داخل الزنازين سنقاومهم.. ونعلم تماماً فى يوم من الأيام سوف تشرق الشمس.. وسوف تطال يد العدالة كل من اعتدوا علينا وجعلوا حياتنا مأساة دائمة.. لقد كنا فى الماضى ندخل الأفلام السنيمائية.. خاصة الأفلام الهندية.. لما كانت تحتويه من دراما عالية جعلتنا نبكى ونحن صغار.. والآن دون أفلام هندية أصبحنا نبكى من القهر والاعتداء اليومى علينا من جوع أصبح يلازمنا وأمراض تتكاثر علينا.. لم نكن نعلم أن الدراما التى نعيشها الآن هى الأكثر غزارة من دموع الدراما الهندية!! يا خسااارة.. ! لم نكن نعلم أن هذا هو مصيرنا.. كنا فى قلب كل الثورات نحلم بفجر جديد .. لكن يبدو أن الليل أصبح طويلاً.. يا أعز الناس لنقف بشموخ كما كانت حياتنا من قبل .. سوف تتحول دموعنا إلى قذائف فى وجه الذين اعتدوا علينا وعلى أموالنا.. وجعلونا نبكى ونحن الكبار!!