رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسود.. رقصت فوق جثثهم الكلاب


نعم هذا الجيش أصبح عقبة أمام الأطماع الخارجية.. تصدى للمخطط الإجرامى بعد أن استولت جماعة الإخوان على الدولة ثم نفذ إرادة الشعب.. وسقطت أحلام الغرب كله فى إنشاء شرق أوسط جديد.. تمزقت جيوش المنطقة بالكامل ونهائياً.. بقى الجيش المصرى وحده فى الميدان.

منذ أن وقف «أحمد عرابى» وخلفه الضباط المصريون وهو يواجه «الخديوى توفيق» أمام قصر عابدين.. كان هذا ميلاد الجيش المصرى الوطنى.. كانت المدرسة الوطنية المصرية هى التى يتخرج فيها مقاتلو هذا الجيش.. تحمل الجيش المصرى ما لم يتحمله أى جيش فى العالم.. فهو يواجه منذ ميلاده وحتى الآن قوى خارجية تتآمر عليه باعتباره العقبة الوحيدة أمام الأطماع الخارجية.. كانت معاركه دائماً غير متكافئة.. دخل حرب ١٩٤٨ ومصر نفسها محتلة بقوات إنجليزية وتدير شئونها السفارة الإنجليزية.. كيف يمكنه أن يحقق الانتصار فى ظل هذا؟! عام ١٩٥٦ تمت محاصرته من قبل إسرائيل وبريطانيا وفرنسا.. واجه هذا الجيش كل هذه القوات وخرج من المعركة منتصراً.. رغم ما يردده العملاء والخونة من هنا وهناك!! كانت هزيمة ١٩٦٧ مريرة ومازالت جراحها حتى الآن.. عقب هذه الهزيمة.. بعد أيام فقط تقدمت إحدى فصائله وتصدت لطابور مدرع فى رأس العش وقامت بتدميره ومنعت احتلال مدينة بورفؤاد.. بعد أيام أخرى أغرقت القوات البحرية المدمرة «إيلات».. ثم بدأ الجيش يعيد تنظيم نفسه وحول قناة السويس إلى جبهة نيران مستمرة.. بعد ظهر يوم السبت ٦ أكتوبر ١٩٧٣.. غسل جيشنا العظيم عار الهزيمة ورفعت أعلامه فوق حصون الأعداء.. لم تتوقف المؤامرات الخارجية والداخلية التى تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية.

نعم هذا الجيش أصبح عقبة أمام الأطماع الخارجية.. تصدى للمخطط الإجرامى بعد أن استولت جماعة الإخوان على الدولة ثم نفذ إرادة الشعب.. وسقطت أحلام الغرب كله فى إنشاء شرق أوسط جديد.. تمزقت جيوش المنطقة بالكامل ونهائياً.. بقى الجيش المصرى وحده فى الميدان.. اتفقت كل قوى التآمر على ضرب جيشنا فى ظهره.. وليس فى صدره!! أصبحوا يواجهون الجيش المقاتل بالإرهاب الخائن.. يستغلون متطرفين تم تدريبهم وتمويلهم وخداعهم وتضليلهم.. لتصبح عقيدة هؤلاء «الخوارج» هى القتل.. والقتل فقط.. وبأسعار عالمية، حيث تمتزج سلة العملات من الدولار واليورو والشيكل وتتحول إلى عملة واحدة!! أصبحنا نسمع يومياً وفى كل نشرات الأخبار ومانشتات الصحف عن شهداء يسقطون.. بالاغتيال وليس بالمواغجهة.. سيارة مفخخة .. انتحارى بحزام ناسف.. قنبلة أسفل الطريق.. بنادق تطلق الرصاص.. ولأول مرة فى تاريخ جيشنا يواجه قوى ظلامية مضللة دينية تقتل وتسفك الدماء.. وتعتبر هذا الطريق إلى الجنة!! لقد فقد جيشنا دفاعاً عن القضية الفلسطينية ١٢٠ ألف شهيد واقتصاد للحرب وليس للبناء كانت نتائجه أن تأتينا إسرائيل العدو التاريخى.. بحماس - الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المجرمين - أصبحت هذه الحركة تعتبر عقائدياً أن عدوها الأول هو الجيش المصرى تنفيذاً لتوجيهات الممولين من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان والقبيلة القطرية وتركيا «أردوغان».

كان هذا هو التخطيط الإجرامى الجديد، حيث أجمعت قوى الشر العالمى على استنزاف جيشنا فى معارك العدو فيها تحت الأرض يعيش داخل الأنفاق ويصاب بالذعر فى ضوء النهار ويكره الشمس!! يتساقط جنودنا وضباطنا شهداء ومصابين.. تصبح الأطفال أيتاماً والنساء أرامل.. وهم فى عمر الزهور.. يعتبرون هذا إنجازاً وانتصاراً.. طبقا لما تأتيهم من تعليمات مركزها واشنطن وتل أبيب!! ترتوى «الكلاب» من دماء الشهداء حتى تخمد نيران الحقد والكراهية فى أجساد «خوارج العصر».. إن صراخ الأطفال وهم يودعون آباءهم.. وعويل النساء وهم يشيعون جنازات أزواجهم سوف تتحول الدموع إلى رصاص فى صدر الخوارج المنفذين وفى رأس الممولين.. إننا نقول لأسر شهدائنا الذين يدافعون عنا دون مقابل سوى التضحية بأرواحهم.. نقول لهم.. سوف تبقون أحياء وأنتم الشهداء الذين يدافعون عن وطن هو وطن شعب عظيم استبسل فى تاريخه دفاعاً عن هذا الحق!! ستبقى جثامين شهدائنا منارات تنير هذا الوطن.. ياأسود جيشنا ستبقي جثامين الشهداء أسوداً حتى وإن رقصت فوقها «الكلاب»..!