رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يارب.. معجزة


يحكى ذات يوم، أن زوجين محبين سافرا فى رحلة بحرية طويلة فى أعالى البحار. وفجأة ثارت عاصفة كادت أن تؤدى بالسفينة التى امتلأت بالمياه، فانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب وبدأوا يشعرون بالخطر يحيط بهم وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله!!.. لم تتمالك الزوجة أعصابها وأخذت تصرخ لأنها لا تعلم ماذا تصنع!!!.. ذهبت مسرعة نحو زوجها لعلها تجد حلاً للنجاة من هذه الكارثة، ففوجئت بالزوج جالسًا هادئًا، فازدادت غضبًا واتهمته باللامبالاة!!! نظر إليها الزوج، ثم فجأة، استل خنجره ووضعه على صدرها وقال لها بكل جدية وبصوت حاد: «ألا تخافين من الخنجر؟.. نظرت إليه وقالت: لا. فقال لها: لماذا؟ فقالت: «لأنه ممسوك فى يد من أثق به وأحبه؟.. فابتسم وقال لها: «هكذا هو حالى أنا.. فهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه، فلماذا الخوف إن كان المسيطر على كل الأمور هو الله سبحانه وتعالى!!!.. سبحانك.. مصيرنا جميعًا بين يديك. فامنحنا معجزة من عندك.

فهذا هو حالنا الآن. هذا هو حال مصر بلدى ووطنى الآن.. حال العرب الآن.. نمر بأعاصير وعواصف تحاول إغراق سفينة الوطن.. تحاول أن تضرب برياح الإرهاب من كل الاتجاهات.. وعلى كل الحدود الشرقية والغربية والجنوبية.. مخططات ودسائس ومؤامرات من إسرائيل، أمريكا، قطر، تركيا، إيران ودول عديدة تحاول أن تسقط مصر.. عملاؤهم وجنودهم فى الداخل يساعدون على تنفيذ المخطط لاحتلالنا والسيطرة علينا بأشكال ووجوه مختلفة، يعملون على تقسيمنا، إفشالنا، زعزعة استقرارنا، أفلاسنا، لنصبح مثل العراق، سوريا، ليبيا، اليمن!!.

يارب.. معجزة من عندك للنجاة بالعرب من هذه الأعاصير.. معجزة تجعلهم يتحدون جميعًا من المحيط إلى الخليج.. تسودهم روح أكتوبر ليجتمعوا على حل مشاكل الوطن العربى حلاً سياسيًا دون أن يكونوا تابعين لأمريكا وقبل أن تسقط عروشهم واحدًا تلو الآخر وينفذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط الجديد.

يارب.. معجزة من عندك لنجاة المصريين. معجزة تجعل أبناء الشعب المصرى بجميع أطيافه وتياراته الفكرية وأيديولوجياته المختلفة يجتمعون وراء هدف واحد يتمتعون بروح أكتوبر و10رمضان لمحاربة معًا أعداء مصر فى الخارج والقضاء معًا على عملائهم الخونة فى الداخل.

يارب.. معجزة من عندك للقضاء سريعًا وبقوة على الطابور الخامس فى جميع المجالات وعلى الإخوان وعلى أعوانهم الإرهابيين وعلى الفساد فى جميع مؤسسات الدولة.. والقضاء على عملاء المخابرات الأجنبية والإقليمية والعربية التى تهدف لإثارة الفوضى والفرقة بين المصريين.. يارب.. معجزة من عندك للتاكيد على روح التفاؤل والقوة والعزيمة والإصرار والأمل التى تسود نفوس المصريين والإيمان بقوة وقدرة المصريين بالنجاة بالدولة وبالوطن من هذه الأعاصير.

يارب.. ببركة هذا الشهر العظيم، وبحياة حبيبك المصطفى شفيعى وشفيع أمة المسلمين الحق وليس القتلة والإرهابيين.. أن تحمى مصر التى ذكرتها فى قرآنك ووصفتها بالأمن والأمان.. يارب.. احفظ مصر من كل سوء.. وفرِّج عن الشعب المصرى والأمة الإسلامية بحق بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم.. أنى أسالك الدعاء وعليك الإجابة يا عظيم، يا مدبر، يا رحيم..

موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله