رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مذيع بالمايوه


ونحن نحتفل هذا الأسبوع بعيد الإعلاميين، أخذت أتأمل حال إعلاميى هذا الزمان.. ووجدتنى أصرخ وإعلاماه! ووجدت نفسى أطرح على نفسى هذه التساؤلات... من الإعلامى؟ ما تعريف المذيع الآن؟ ووجدت نفسى أفتقد زمن الإعلام الراقى... الهادف.. المتزن.. القومى . الوطنى.. العروبى.. المهذب .. كم أفتقد هذا الإعلام!!! كم أفتقذ مذيع إعلام هذا الزمان فهو «المذيع المستور»!! المستور بالأخلاق. بالقيم. بالدين الصحيح.. بالشرف.. بالمواقف الوطنية.. بالرؤية الثاقبة.. بالأخلاق.. بالقيم... بالضمير.. بالنزاهة .. بالمصداقية ... مستور بألفاظه وبمفراداته المهذبة... بحسن الخلق فى التعامل مع جمهوره فى المنازل ومع ضيوفه فى الاستوديو.. لا يعمل إلا لمصلحة وطنه ... لا ينطق إلا ما يمليه عليه ضميره بعيداً عن الفرقعة الإعلامية التى تأتى على حساب الأمن القومى لبلاده، أفتقد « المذيع المستور» الذى سترنفسه وعينه وقلبه عن الحرام وعن خيانة نفسه وقيمه ووطنه !! « المذيع المستور» الذى يرتدى بدلة «لايقة عليه» تليق بفكره، برؤيته بما يقدمه وليست بدلة « أكبر ولا أصغر من مقاسه .. وليس لون بدلة مش مناسب له أوللبرنامج الذى يقدمه!! ولا لابس موديل بدلة مش مناسب له أو لسنه أو لحجمه!!، ليس «المذيع المستور» هو المذيع المهذب، الراقى فى ألفاظه التى ترتقى بالذوق العام ، لغته تصل إلى جميع الفئات العمرية ولجميع المهن والطبقات...«المذيع المستور» هو «المذيع الشيك» فى جلسته، فى مظهره، فى تعبيراته، فى حركات اليد وتعبيرات الوجه ولغة جسده .. شيك فى اختيار ملابسه، فى اختيار نوع القماش ولونه والتصميم المناسب له... لابس بدلة كاملة مش مايوه مثل إعلاميى هذا الزمان!! الآن . نحن محاطون ببعض «مذيعى بالمايوه» !! «فمذيع بالمايوه» هوالمذيع الذى تجرد من أخلاقه... من قيمه.. من حياده .. من نزاهته وتعرى وجلس على شاطئ البحر« يعاكس اللى رايح و اللى جاى» لجذب و لشد الانتباه ولإحداث فرقعة إعلامية مستخدماً لغة هابطة، عارية لا تليق الا بالجالسين معه على الشاطئ.. لغة لا يفهمها إلا فئة معينة.. لا ترتقى إلى «لغة الأسرة» لغة دون المستوى فأصبح يستخدم الشتايم وألفاظ الشارع السوقية بين البلطجية والمستخدمة فى الأفلام والمسلسلات الهابطة وليست لغة الشارع الراقية .. يتحدث «كأنه يتخانق» مع جاره، مع زوجته!! يستخدم طبقة الصوت المرتفعة، الصاخبة كأنه بيتخانق فى الحارة مع جيرانه!! يستخدم تعبيرات وجه وحركات يد غير مهذبة على الشاشة!! للأسف ... أصبح « مذيع المايوه» الذى يصرخ و«يشرشح» ظاهرة منتشرة على الفضائيات !! وأصبحوا يتنافسون فيما بينهم على زيادة أرصدتهم فى البنوك وعلى رفع أصواتهم وعلى استخدام اللغة البذيئة!! أنا لا أطلب الهمس فى الحوار ولكنى أطلب طبقة الصوت الطبيعية التى تتفق مع طبيعة الخبر والموقف ومع إذن المشاهد.. ولا أطالب بالحديث بلغة سيبويه ولكن أطالب بالرقى وبالأدب فى الحوار وفى الألفاظ!! الآن. مشكلة مجتمعنا هى أننا أصبحنا محاطين بكثير من «المذيع بالمايوه» ومن «السياسى بالمايوه».