رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقف البث الإذاعى والتليفزيونى


البناء والتقدم يلزمهما قرارات قوية وجريئة وغير تقليدية والدول التى خرجت من الثورات والحروب انتهجت سياسات صارمة فرضت على شعوبها الانضباط فحققت نهضتها، وخير مثال على ذلك الصين حكمها- ماو تسى تونج- شخصية حازمة فحولها من بلد زراعى متخلف إلى صناعى متقدم خلال سنوات لا تساوى شيئاً فى عمر الأوطان، وحينما قامت مظاهرة فئوية وسقط فيها ضحايا برصاص الشرطة رفضت الدولة تسليم الجثامين لأسرهم قبل سداد ثمن الرصاص الذى قتلوا به، لو لم تفعل الصين ذلك ما أصبحت أكبر قوة فى العالم وكاد الشعب يأكل بعضه من الفقر، مليار وأربعمائة مليون بفضل الإدارة الحازمة والانضباط تحولوا من الذل للعزة ومن الضعف للقوة ومن التخلف للتقدم، وهذا ما فعله أيضاً مهاتير محمد فى بداية حكمه لماليزيا، حيث جمع الشباب ووضعه فى معسكرات الجيش يتعلم الانضباط.

وفعل- لى كوان يو- ذلك فى سنغافورة، ومصر لم ولن تتقدم إلا إذا انتهجت هذه السياسة وفرضت الانضباط على الجميع مسئولين قبل المواطنين، فلا توجد دولة فى العالم فيها هذه الفوضى كل مواطن يقول ويفعل ما يشاء وقتما شاء دون مراعاة مصالح الوطن والمواطنين مدعياً أنها الحرية، وأول شىء يجب فرض الانضباط عليه هو الإعلام، وهناك فكرة مجنونة لو استطعنا تطبيقها سوف نختصر كثيراً فى طريق التقدم، وقف البث الإذاعى والتليفزيونى على الأقل من الساعة الثانية عشرة مساء حتى السادسة صباحاً، لا توجد دولة فى العالم فيها هذا الكم الهائل من القنوات والبرامج المستمرة على مدار الساعة وتطبق التخصص بدقة، قنوات للمسلسلات فقط وأخرى للكوميديا والأفلام العربية والأجنبية والهندية والطبخ والصحة والأخبار والرياضة والمصارعة والكارتون والأغانى والمديح والبيع والشراء والقرآن والسنة، وأكثر من مائة برنامج توك شو تبحث يومياً عن السلبيات حتى تسىء للبلد وتهين أبناءه فى الداخل والخارج، والله العظيم الفن والإعلام المصرى أكثر إساءة لنا من قنوات الجزيرة القطرية والقنوات الإخوانية.

كيف لشعب أن يعمل وينتج وهو سهران طوال الليل أمام الفضائيات، وكيف لأطفالنا أن يكونوا أسوياء وهم طوال الليل يشاهدون أفلام الرعب والبلطجة والشذوذ والمخدرات، إذا كانت مصلحة مصر تقتضى قطع الكهرباء عن «النايل سات» 6 ساعات يومياً أو وقف بث الإرسال لماذا لا نفعل ذلك؟ مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى سماؤها مفتوحة لأى دولة أخرى تنشأ فيها قنوات وتضخ فيها مليارات الجنيهات ورغم الخسارة الفادحة فهى مستمرة ، مصر الدولة الوحيدة فى العالم أيضاً التى سمحت لدول أخرى أن تنشئ قنوات تحمل اسمها وتتناول أموراً هى من صميم أمنها القومى، «أم بى سى مصر»، «الجزيرة مباشر مصر»، «روتانا مصرية»، لدينا تجربة يمكن الاستفادة منها خلال فترة الحظر بعد ثورة 30 يونيه عند دقات السابعة مساء كانت الشوارع خالية من البشر والمحلات مغلقة فكان هناك ترشيد للاستهلاك والكهرباء والنوم مبكراً، البناء والتقدم يلزمهما الحزم والانضباط والعمل الجاد وليس الفوضى والتسيب، فهل يكون الرئيس السيسى- ماو تسى تونج- مصر؟