رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنذال السياسة «2»


وجدت مقالاتى السابقة «أوعى تقول للنذل يا عم» و«أنذال السياسة» التى كتبت فيها عن النذل والأنذال الذين يحيطون بنا أينما ذهبنا صدى كبيراً، لأن «النذالة» هى أرذل الذنوب التى يكرهها المصريون والعرب وقاموا بهجائها على مر العصور شعرا ونثراً... وكان موضوع مقالى اليوم «أنذال الإعلام»... ولكن.. استفزتنى تصريحات ومواقف «أنذال السياسة» الذين يتصدرون المشهد السياسى والحزبى والإعلامى الآن ويطلق عليهم لقب «النخبة» بقوانينهم وبمشروعاتهم «المضحكة الباكية» وتذكرت.. «الأوانى الفارغة... تحدث ضجة أكثر من الأوانى الممتلئة وكذلك البشر... فلا يحدث ضجة إلا ذوو العقول الفارغة فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم «لأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم».

كلما نظرت إلى الوجوه السياسية المتحولة، الكاذبة، المنافقة التى تتصدر المشهد الآن!!! تذكرت «إذا عجز القلب عن احتواء الصدق، عجز اللسان عن قول الحق».. صدقت يا عقاد.. فدعونا لا نهتم بآرائهم أو بمقتراحاتهم، لأن «الناس يغيرون وجوههم كل يوم، فلا تبحث عن قيمتك فى وجوه الناس» كما قال د.مصطفى محمود.. كلما نظرت إلى وجوه السياسيين الذين عميت قلوبهم عن حب وطنهم، من لا يفكرون إلا فى دمارها وزعزعة استقرارها بترديد الشائعات والفوضى باسم «حقوق الإنسان»!!! تذكرت كلمات «ابن القيم» القلب كلما اشتدت به الغفلة، اشتدت به القسوة، فإذا ذكر الله ذابت تلك القسوة، كما يذوب الرصاص بالنار». فدعوت لهم بالهداية... «ليست الأمراض فى الأجساد فقط.. بل فى الأخلاق.. لذا إذا رأيت سيئ الخلق، فادعو له بالشفاء، وأحمد الله الذى عافاك مما ابتلاه» فدعوت لهم بالشفاء. أيها الأنذال..لا تتحدثون أبداً عن مصر ولا باسم المصريين.. لأنكم لن تكونوا أبداً مصريين!! لا تتحدثون عن حبكم لمصر وعن الوطنية «لأن الوطنية هى أن يأتى حبكم لشعبكم أولاً»، كما قال الزعيم الفرنسى «شارل ديجول»، وليس حبكم للسلطة... حبكم للمال ولأرصدة البنوك!! فما أنتم إلا خونة وأعداء مثل إسرائيل وأمريكا وتركيا وإيران وقطر....!!!

ما أغرب أن يوصى الغازى «نابليون» لكليبر «إذا أردت أن تحكم مصر طويلاً فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية، واحترام حرمات منازلهم»!!! هذه كلمات الأعداء التى لم يطبقها «الإسلام السياسى» فكفروا الأخوة الأقباط.. وكفروا الأخوة المسلمين الذين خالفوهم الرأى!!! أحلم بأن تتغير الوجوه السياسية والنخبة الحالية بوجوه أخرى مخلصة للوطن «مصر»... الذين يعملون على استقرارها ووحدتها... المصرين على النجاح بالرغم من كل الأشواك والمؤمرات الداخلية والخارجية!!!! فهل سيتحقق الحلم؟ تذكرت كلمات «روس بروت» عندما أقوم ببناء فريق فأننى أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر عليهم فأننى أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة».. فلنكره جميعاً الهزيمة ولنملأ قلوبنا بالأمل وبالتفاؤل بنبذهم وبرفضهم وبتغيير النخبة، لأن من يخاف صعود الجبال لن يعيش إلا فى القاع مع الأنذال... «يمكنك أن تصنع الجمال حتى من الحجارة التى توضع لك عثرة فى الطريق «جوته».. فلنخلق وجوهاً سياسية جديدة مصرية عاشقة لمصر ولتراب الوطن.. والآن.. من هم أنذال الإعلام؟ موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.