رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أين سنؤتى؟


فى ليلة «معركة حطين» التى استعاد بها المسلمون بيت المقدس وهزم فيها الصليبيين، كان القائد صلاح الدين الأيوبى يتفقد خيام الجنود.. فسمع أهل الخيمة الأولى يذكرون ويسبحون وأهل الخيمة الثانية يقرأون القرآن.. حتى مر بخيمة كان أهلها نائمين.. فقال لمن معه: «من هذه الخيمة سنؤتى!!! أى من هذه الخيمة ستأتينا الهزيمة.. صدقت يا أيوبى!!! فالهزيمة تأتى حين نغفو فى المعركة... حين تغفو القلوب قبل العيون.. والمصيبة الكبرى فى معركتنا اليوم هى أن تغفو الضمائر فبيننا من غفت ضمائرهم وقلوبهم من هؤلاء سنؤتى!!! . هؤلاء هم «الطابور الخامس» عملاء المخابرات الأجنبية الذين يبيعون أوطانهم من المحيط إلى الخليج . فكل دولة عربية بها «طابور خامس» يعمل مع الأعداء على إثارة الفتن والاضطرابات «بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا».

الطابور الخامس... هم بعض الموظفين والخلايا النائمة داخل الوزارات والمؤسسات ومفاصل الدولة الذين يعملون على تدمير الوطن والقيام بأعمال تخريبية!! الطابور الخامس.. هم بعض القوى السياسية الذين يعملون على نشر بعض الآراء والأفكار التخريبية التى تعمل على فرقة الشعب وليس على اتحاده !!! الطابور الخامس.. هم بعض الإعلاميين هم الذين يعملون على نشر وترويج أخبار كاذبة ومغلوطة فى زمن الحرب، ويبحثون على المانشتات المثيرة الخادعة على حساب الأمن القومى!!!! الطابور الخامس...هم من أصبحوا المتحدث الرسمى باسم الإسلام، باسم الشريعة، باسم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، باسم القران... نصبوا أنفسهم حماة الإسلام، يعملون على نشر الفتنة والفرقة باسم الدين وباسم الفتاوى الغريبة التى تخرج علينا الآن !! يضللون الناس بأفكار بعيدة عن روح الإسلام، ويتحدثون باسم الله سبحانه وتعالى وما هم إلا «بكاذبين على الله» فيبشرون القتلة والإرهابيين بدخول الجنة ويكفرون الآخرين ويبيحون حرق البشر وقتلهم وذبحهم!!!. أى شرع وأى دين سماوى يبيح القتل والذبح والحرق «وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» . فهم يتحدثون باسم الشيطان لأن الشيطان فقط هو من يوسوس بتلك الأفكار الشيطانية الإرهابية والتكفيرية، الشيطان فقط هو من يبيح القتل والسرقة والذبح والخطف باسم الدين والشرع «وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخاسرون». وإسلاماه..

كم من جرائم ترتكب باسمك يا إسلام !!! كم أنت مظلوم يا إسلام...وحشنى الإسلام...كم أشعر بغربة الإسلام فى وسط ملايين المسلمين !!. انتهت « حطين بانتصار المسلمين.. لكن لم ولن تنتهى معاركنا مع الأعداء فهم متلونون، متبدلون، متغيرون !! تتغير أسماء الأعداء وأسماء «الطابور الخامس»!! لكن الهدف واحد هو تقسيمنا.. إضعافنا... إبادتنا . لكن هل عرفت الآن «من أين سنؤتى؟»!!! موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.