شر البلية ما يضحك
«الدنيا ربيع.. الجو بديع.. قفلى على كل المواضيع، قفل.. قفل «. هل» قفلتم» على كل المواضيع اليوم استقبالاً غدًا لـ «شم النسيم»؟.. غدا، لا عايزين نسمع عن حرب الوجود التى تواجهها مصر والعالم العربي.. ولا عاصفة الحزم.. الحوثيين.. إيران.. داعش..حماس.. أردوغان.. قطر.. العراق.. سوريا.. أمريكا.. تصريحات أوباما.. تصريحات النخبة والقوى السياسية المصرية.. النشطاء المـأجورين فى مصر وفى العالم العربى.. الانتخابات البرلمانية فى مصر.. تشنجات وصرخات الإعلاميين فى الفضائيات.. مانشتات الصحف الصفراء!! دعونا نحاول أن «نقفل» على كل المواضيع ونجهز الفسيخ والبصل فى استراحة قصيرة من السياسة، ولأن الضحكة وراحة البال وحشتنى وأفتقدها.. كما تفتقدها أنت.. ويفتقدها العرب الآن من المحيط للخليج.. ولأننا لا نريد أن نسمع أو نتابع خبرًا يضايقنا لحظات احتفالنا بشم النسيم فتعالوا نضحك على فتاوى هذه الأيام.. توقفت.. عند فتوى جديدة أصدرها مفتى السعودية يبيح من خلالها « أكل الرجل زوجته فى حال ما أصابه جوع شديد وخاف على نفسه من الهلاك، والأكل قد يشمل عضوًا واحدًا من جسدها أو أن يأكل الجسد بأكمله إن بلغ الجوع مبلغًا عظيمًا». واعتبر المفتى ان هذه الفتوى دليل على تضحية المرأة وطاعتها لزوجها ورغبتها فى أن يصير جسدهما جسدًا واحدًا!! أضحك أم أبكى؟. كيف أمنع نزيف قلبى من الحزن؟..
توقفت..عند مقتدى الصدر الذى يصدر تأشيرات لأتباعه لدخول الجنة!! وقد وجدوا هذه التأشيرة فى جيب أحد مقاتلى سرايا السلام «فعلاً شر البلية ما يضحك!! و توقفت.. عند فتوى الشيخين اللذين أصدرا فتوى تحرم الإنترنت على المرأة لأنه لا يجوز للمرأة استخدام الإنترنت إلا بوجود محرم..!! أليس شر البلية ما يضحك.»!! وتوقفت عند فتوى الشيخ حمزة « لا يجوز السفر إلى باريس.. لأننا لو تفحصنا كلمة باريس لوجدناها تنقسم إلى.. بار.. وهى تعنى المكان المخصص لشرب الخمر. يس.. وتعنى الموافقة على شرب الخمر!! وإسلاماه!! وتوقفت عند فتوى.. بأنه «يجب على المرأة عند احتراق منزلها عدم الخروج منه إلا بوجود محرم، وإن لم تجد فالأفضل لها أن تحترق وستكتب من الشهداء!! رحمتك يارب.. وتوقفت.. عند فتوى «إذا أكل شاب وفتاة من نفس الأيس كريم وكانت تحتوى على حليب، فإنها تصبح أخته فى الرضاعة!!» واحسرتاه.. حاولت أن أضحك للحظات وأن أنسى الواقع المؤلم.. ولكن فشلت المحاولة، وارتفع ضغطى!! لأن الفتاوى أثارت فى قلبى الحزن والحسرة والخوف على أحوال المسلمين.. فشلت محاولتي.. وفشلت فى أن أبتسم من القلب.. فعلاً أبتسم ؟.. إن المسلمين فى خطر.. والأخطر أن الخطر لا يأتى من الخارج.. لكن الخطريأتى من الداخل.. من أنفسنا.. من أفكارنا.. من تخلفنا.. من جهلنا.. من إرهابنا.. من قصور التفكير.. من داخل الأمة الإسلامية، من تعصبنا!. يا رب.. تنجح فى محاولتك للضحك ولراحة البال فى شم النسيم فيما فشلت أنا فيه.. المهم.. عيد سعيد للإخوة الأقباط. وعيد سعيد لكل المصريين.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.
