رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى أمى.. حب عمرى


عيد سعيد لأمى التى أنجبتنى وهى صغيرة فى السابعة عشرة من عمرها فأصبحت صديقتى وأمى وأختى وابنتى.. أمى.. التى عملت وسأعمل طوال أيامى المقبلة على أن أجعلها فخورة بى دائمًا.. أمى.. التى تنتمى لأعرق العائلات فى مصرعلمتنى التواضع الشديد.. علمتنى «الشياكة» فى التعامل مع الآخر، شياكة المظهر والملبس والأهم «شياكة» الروح والألفاظ والعبارات فعملت طوال الوقت على انتقاء ألفاظى وعلى «شياكة» تعاملاتى..

علمتنى أمى.. احترام صلة الرحم فكانت تردد «ليس مهمًا مقدار الأموال والثروة التى تتركها لى ولأخى ولكن الأهم وهو أننا «معًا» هو وأنا.. فحبنا ومساندتنا لبعض هى الثروة نفسها، فتعاملت مع أخى دائمًا بأنه ليس أخى فقط ولكنه ابنى أيضًا».

أمى المعطاءة، العطوفة.. حرصت على نشر الحب والعطاء لمن حولها.. وحرصت على غرس صلة الرحم فى وجدانى فلم تفرق فى احترامها وصلة رحمها لأهلها ولأهل والدى فتعاملت معهم كأنهم أهلها، فكبرت وأنا أحب وأقدر أهل أمى وأهل والدى.

علمتنى أمى.. مراعاة مشاعر الآخر.. لا أنسى لها وأنا صغيرة وكنت ارتدى خاتمًا من الماس فى زيارة لأحد الأسر المتواضعة فنهرتنى قائلة « كيف لا تراعى تواضع حال بنت هذه العائلة، تعلمى احترام مشاعر الآخر» وطلبت منى أن أنزع هذا الخاتم.. أمى الصديقة.. التى كنت أكتب لها وأنا صغيرة فى العاشرة رسائل اعتذار لأعبر لها بكلمات عن مدى حبى لها وعن أسفى لو أغضبتها ولا أزال أتذكر بعض كلماتى لها «إلى النهر الذى يروى لى ظمأ حياتى.. إلى الشمس التى تنير لى الطريق.. أحبك يا أمى»، وكأننى كنت أشعر أنها ستظل تلك الشمس التى تنير لى الطريق كلما أظلمت الدنيا من حولى أوواجهتنى المشاكل والصعاب.. عندما أنظر إليها وأرتمى فى حضنها، تولد بداخلى مشاعر الإصرار والتحدى والقوة، علمتنى الأصالة، وأصول التعامل مع الآخرين.. علمتنى أن أكون سندًا لمن يحتاجنى، علمتنى كيف يقال عنى «دى ست بمائة رجل».. علمتنى الإصرار على الوصول إلى هدفى، علمتنى أنه لا يأس مع الحياة.. فلا أزال أتذكر كلمات الأمل، التشجيع، الإصرارعندما أصبت بالحصبة قبل امتحان الثانوية العامة بأسبوعين وجلست فى غرفتى مريضة، حزينة لأنهم ينهون المناهج وأنا ملازمة الفراش فأولدت بداخلى الإصرار والأمل والتحدى فحققت أول أحلامى.. كانت ومازالت وستظل صديقتى التى نتبادل الضحكات والأسرار.. وأحيانًا أتعامل معها كصديقة وكأخت وأنسى أنها أمى لتقارب السن.

أمى الابنة.. أشعر أحيانًا بأن أمى أصبحت ابنتى التى تعشق تدليلى لها وحضنى لها كأنى أمها لأنها فقدت والدها وهى فى التاسعة، فأشعر أحيانًا بأنها ابنتى التى أحضنها بقلبى.. إلى أمى التى أعشقها، واتنفسها واحترمها.. بحبك. بموت فيكى.. يارب يخاليكى ليا ومتحرمش منك ياااارب. لو تعلمين مدى مقدار حبى لكِ، لما غضبتى منى ثانية.. فأنت «مصدر الحياة» وأنت الحياة نفسها بالنسبة لى.. احتفلنا بالأمس بعيد الأم، ولكن لابد أن أحتفل بوالدى لتقديرى لدوره فى تكوين شخصيتى؟ يا ترى ما هو هذا الدور؟.. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله