رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم الفيوم المثالية: والدة لطبيبين تربيا في "عشة"

جريدة الدستور

حقًا تستحق الحصول على لقب الأم المثالية لمصر بصفة عامة وللفيوم بصفة خاصة هذا العام، فقد تحملت ما لا يحتمله أحد، إنها السيدة "سميرة فرحات أحمد" من قرية الحامولي بمركز يوسف الصديق بالفيوم.

وقالت الأم المثالية، في حوار خاص مع الدستور: "بعد وفاة زوجي الصياد في 1994، ترك لي طفلان صغيران، الكبيرة "نجوى" وكانت تبلغ من العمر عامان وحاليًا تدرس بالسنة النهائية بكلية طب الأسنان بجامعة القاهرة، والآخر "علاء" الذي كان في الشهر السابع من عمره، والآن يدرس في كلية الطب بجامعة الفيوم.

وأضافت: "عشت أنا وأولادي على معاش ضمان اجتماعي كان يبلغ وقتها 60 جنيهًا، وعلى إيراد قطعة أرض مساحتها 10 قراريط استأجرتها وقمت بزراعتها بنفسي وكنت أرويها وأحرثها وأجمع محصولها، ولما تقدم سن الأطفال والتحقوا بالمدارس وزادت الأعباء ومتطلبات الحياة، لجأت للعمل في حياكة الملابس التي تعلمتها على ماكينة خياطة بمنزل جدي، واستمريت في هذا العمل نحو 10 سنوات حتى كبر الأبناء وبدأت في استثمار قطعة الأرض وتربية الماشية حتى تحقق حلم الوالدين بإلحاق الابنتين بمراحل التعليم الجامعي".

وأوضحت الأم المثالية: "عشنا في منزل تحت العريشة وكان التراب يسقط على وجه أبنائي أثناء نومهما وبدون كهرباء، وكانوا يستذكرون دروسهم على لمبة الجاز، وذقت الأمرين والعذاب وتعرضت للاضطهاد من قبل البعض، ولكنني لم أستسلم لهذه الحياة وكافحت وتحملت الظروف الصعبة، إلى أن نجح "علاء" وشقيقته "نجوى" في الثانوية العامة بمجموعات عالية والتحقوا بكليات الطب.

وقال "علاء سيد حسين" الطالب بالفرقة الثانية بكلية الطب بجامعة الفيوم، إنه علم بخبر حصول والدته على لقب الأم المثالية من وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية بالفيوم "إيمان محمد زكي"، وإنه شعر بفرحة كبيرة لأن ترشيحه لأمه آتي ثمراته بفوزها باللقب ليس على مستوى الفيوم وحدها ولكن على مستوى مصر كلها، وأضاف أنه رشح والدته للقب الأم المثالية تقديرًا لجهدها مع الأسرة بعد وفاة الأب الذي كان يعمل صيادًا ببحيرة قارون والذي رحل في 1994 عن عمر يبلغ 70 عامًا.