رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاولتى الفاشلة


فى مقالى الأسبوع الماضى «أيهم ستختارللدخول» حاولت أن أبتعد فيه عن السياسة، وأن أريح أعصابى من أسباب ارتفاع ضغطى من مواقف الشخصيات الورقية، من الأحداث التى تحيط بمصر وبالعالم العربى.

وقررت أن أطبق حكمة «لا تتخذ قرارات وأنت فى قمة الغضب.. ولا تعطى وعوداً وأنت فى قمة السعادة».. فحاولت أن أتوقف قليلاً مع أشهر كلمات المفكرين، الخلفاء الراشدين، الرؤساء الزعماء.. أتمعن فى الكلمات، فى المعانى، فى الأفكار لتهدئة نفسى.

توقفت عند كلمات خامس الخلفاء الراشدين عمر بن العزيز «اصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم».. صدقت يا عمر.. ولكن من يطبقها فى هذا الزمان، فالجميع يعمل لزيادة الأرصدة فى البنوك، وللوصول إلى السلطة على جثة الوطن والشعب!!!

توقفت عند وصف الإمام الخليل بن أحمد عندما سألوه «ما أنواع الرجال؟ فقال: «الرجال أربعة: رجل... يدرى ويدرى أنه يدرى فسلوه... ورجل يدرى ولا يدرى أنه يدرى فذاك ناس فذكروه، ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى فذلك يسترشد فعلموه، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى فذلك جاهل فارفضوه».. وعند تمعن من حولى وجدت أن أغلبهم جهلاء بحاجة لاسترشاد لكن للأسف يجهلون حقيقتهم!!!

توقفت عند موقف الملك فاروق الأول الوطنى.... الذى رفض إراقة نقطة دم مصرية واحدة وتنازل عن العرش مقارنة بالرئيس المصرى الخائن الجاسوس الذى يريد أن يحكم أو يبيد شعبه» إن نقطة دم مصرية أثمن عندى من كل عروش الدنيا، والرحيل فوراً أهون على قلبى من سفك دماء مصرية حفاظاً على منصبى».. الله يرحمك يا فاروق... توقفت عند كلمات جمال عبدالناصر.. «إنى أؤمن إيماناً قاطعاً، أنه سيخرج من صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة»... هؤلاء هم ثوار25 يناير و30 يونيو يا جمال... توقفت عند كلمات المتنبى.... «لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها» ونظرت حولى.... فوجدت كثيراً ممن يحتاجون للدواء!!!!

توقفت عند كلمات «نابليون» عندما سألوه: «كيف استطعت أن تولد الثقة فى نفوس أفراد جيشك؟ فأجاب: «كنت أرد بثلاث على ثلاث.. من قال لا أستطيع، قلت له.. حاول، ومن قال لا أعرف، قلت له... تعلم، ومن قال مستحيل، قلت له.. جرب..».. فتمنيت أن تكون نبراساً وأسلوباً لكل رئيس، مسئول، وزير، مدير...

توقفت عند نزار قبانى «إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب».. ووجدت رؤساء، أمراء ملوكاً لا يتعلمون من دروس التاريخ أسباب زوال الحكم... اقرأوا... يا من ترغبون فى الاستمرار فى حكم شعوبكم!!!

وتوقفت عند «إبراهام لنكولن» أنا أمشى ببطء، لكن لم يحدث أبداً أننى مشيت خطوة واحدة للوراء» ووجدت من حولى لا يستطيعون الثبات فى أماكنهم بل يعودون للخلف!!حاولت أن أهدئ نفسى... ولكن فشلت المحاولة!!!.... لأننى وجدت أن الكلمات والأفكار أثارت فى قلبى الحزن على أحوالنا... وأشعرتنى بارتفاع ضغطى وبأننى مخنوقة!!!!... لكن... ما سبب اختناقى؟.. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله