رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زمن الطعن من الخلف


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - «آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أتمن خان». صدقت يا شفيعى يا رسول الله .... أما أبوبكر الصديق رضى الله عنه فقال «أحمق الحمق الفجور، أصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة «صدقت يا أبابكر... أما أمير المؤمنين على رضى الله عنه فقال «الوفاء قوام الصدق، ولقد أصبحنا فى زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً». صدقت يا إمام على ... كما قال «من ضيع الأمانة، ورضى بالخيانة فقد تبرأ من الديانة» ..... ياه!! إلى هذا الحد عظم الإمام على من خطيئة الخيانة.

لهذا إذا وجدت الخيانة من أقرب الناس إليك، فلا تبحث عن السبب ... ولا تضيع وقتك وتسأل نفسك «ليه»، فمن الغباء أن تحاول الاحتفاظ بشخص لم يعرف قدرك وقال لك بأفعاله «لا يهمنى خسارتك»... بل ردد مع صوت عبدالوهاب قصيدته الشهيرة «من غير ليه» كما ذكرت لك فى مقالى السابق «من غير ليه». اعلم أنه من الطبيعى أن يطعنك أحد، ولكن الأصعب والأعظم هو نقض العهد وأن يطعن ظهرك من الأقرب إليك.... من أهلك... من أهل وطنك.... من أصدقائك.

لابد أن نتعلم أننا نمر بالغدر، بالمصاعب، بالخيانة لنتعلم دروس الحياة . ولنعلم أننا فى زمن الغدر وزمن الطعن من الخلف، الخائن يمضى وقته فى البحث عن الأعذار لخيانته ويختلق لنفسه الأعذار ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب!! أى صواب فى الخيانة والطعن من الخلف!!. فلا تلتفت لمن يخونك ومن يطعنك من ظهرك، فلن تتعلم دون أن تتألم ودون أن تخطئ... ولن تنجح دون أن تفشل، هذه هى الحياة. فلا تستغرب ....

لا تحزن ممن خانك، بل افرح لأنك فقدت إنساناً لم يعرف قيمتك ولأنك تتمتع بأخلاق لا تسمح لك بالخيانة مثله .... كم أنت مظلوم يا إنسان فى هذا الزمن «الأسود» كما وصفه الكاتب الألمانى «بريشت» حقاً إننا نعيش فى زمن أسود، الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها، والجبهة تفضح الخيانة، لأنه يتم طعنك فيه من الأهل والأصدقاء».... كم أنت مظلوم يا وطنى ....فى زمن الطعن من الخلف، يتم طعنك من الأبناء، القوى السياسية، الإعلام، جمعيات حقوق الإنسان، النشطاء، الطابور الخامس، قطر إلخ... يطعنوك أحياناً بقصد وعن عمد، ينفذون خطط المخابرات العالمية، خطط أعداء الوطن.... وأحياناً بجهل دون قصد وتحت مسميات أخرى «الديمقراطية، الشرعية، البتنجانية، الطعمية» !!... لا تحزن يا صديقى.... إذا خانك شخص وحذفك من حياته، فلربما لم تعجبه مرافقة الفرسان فقرر مرافقة من يشبهه. لا تحزن يا وطنى ... فمن يخونك ومن يطعنك، جبناء، قلوبهم قلوب حاقدة، سلوكهم سلوك غدر، لا يدركون أهميتك، قدرك ... فمن لا يعرف قدرك لا بد أن تنسحب جنسيته ولا يحمل لقب «مصرى»!!. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله