رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة الكسل اليابانى


يحكى أن الفلاح اليابانى الكسول «تشانغ» قد وجد جرة ملقاة فى منتصف الطريق، فاقترب منها.. حملها ونظر بداخلها فإذا به يجد قزماً صغيراً بداخلها... فسأل «تشانغ» القزم ما اسمك؟ فأجابه: اسمى «تارو»، من فضلك أخرجنى من هذه الجرة وخذنى لنلهوا معاً..... ابتسم «تشانغ» وقال فى نفسه: «فكرة جميلة، سأتسلى كثيراً مع هذا القزم.. فى صباح اليوم التالى، خرج «تشانغ» للنزهة كعادته، وأمضى نهاره يتسكع هنا وهناك... وعندما عاد إلى كوخه آخر النهار، فوجئ بعملاق يحتل منزله.... وعندما أمعن النظر فيه، تبين له أنه القزم «تارو» فصاح: «كيف أصبحت بهذا الحجم؟ فأجابه «تارو» وهو يرفع قبضته الجبارة مهدداً: هذا سر لن أبوح لك به، وعليك من الآن، أن تقوم بخدمتى وأن تنفذ كل رغباتى وإلا...

فذعر «تشانغ» وقال له «سأنفذ لك كل ما تطلب وسأقوم على خدمتك»... مع مرور الأيام، أخذ «تارو» فى النمو حتى أن الكوخ ضاق عليه وأصبح «تشانغ» ينام فى خارج الكهف... فى أحد الأيام، وجد «تشانغ» جاره العجوز يستنجد به «ألا تساعدنى فى حصاد القمح؟.. فقال «تشانغ» فى نفسه: «ليس لدى رغبة فى العمل، ولكننى لا أستطيع أن أرفض طلب هذا العجوز؟».. أخذ «تشانغ» يساعد العجوز بهمة ونشاط حتى مغيب الشمس، فقال له جاره: «لقد أنجزنا اليوم الكثير.. شكراً لك على مساعدتى».. فرد «تشانغ» بل الشكر لك... فأنا أشعر بسعادة كبيرة بعد عمل يوم كامل».. عاد «تشانغ» إلى كوخ، وكانت هناك مفاجأة فى انتظاره... لقد تضاءل حجم «تارو» العملاق قليلاً.

فى اليوم التالى، ذهب «تشانغ» لمساعدة جاره فى حصاد باقى الحقل... وعندما عاد إلى كوخه، فوجئ بأن حجم «تارو» قد تضاءل كثيراً... فسأله: «لماذا تتضاءل؟ فقال «تارو» لقد خاب ظنى بك، لماذا تحمل منجلك كل يوم وتساعد جارك العجوز فى الحقل؟ ألا تعلم أن عملك هذا يجعلنى أتضاءل؟... مع مرور الأيام، أحب «تشانغ» العمل ومساعدة كل من يطلب منه المساعدة.... حتى عاد يوماً وقد وجد العملاق قد عاد قزماً مرة أخرى وقد جاءه متوسلاً له «أرجوك يا «تشانغ» أعدنى إلى جرتى وضعنى على جانب الطريق.. أخشى إذا استمر الحال هكذا أن يأتى يوم، قد أجد نفسى فيه قد تلاشيت».. فقال له «تشانغ» وهو يعيده إلى الجرة: «إذن... أنت رمز الكسل... والعمل هو عدوك.... ليس لك مكان عندى، لأنه لا وقت لدى للكسل بعد الآن..... متى سيستيقظ المصريون؟ ومتى سيستيقظ «البرطات»؟ ومتى سنعلن الحرب على عدونا «الكسل» مثل اليابانيين لنعيد بناء مصر الجديدة؟