رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيها البرُطات أعلنوا الحرب على الكسل!


تزوجت البطالة بالتوانى... فأولدها غلاماً مع غلامه.. فأما الابن سموه بفقر ... وأما البنت سموها ندامة... أهذا هوسبب «حالة الكسل» أو حالة «البرُطات» التى عاشتها مصر منذ عقود حتى الآن... الجميع يريد أن يمتلك الأموال والثروات بأقصر الطرق وأسهلها «بالفهلوة، بالنصب، دون بذل أى مجهود»!!

وقد حلل الشيخ الشعراوى ذلك فقال «لماذا نشتكى أزمة الطعام، لأن الطعام يحتاج إلى عمل، ونحن تكاسلنا، وأسأنا التصرف فى الكون، إما بالكسل والخمول عن استخراج خيرات الأرض وأقواتها وإما بالأنانية حيث يضن الواجد على غير الواجد».

صدقت يا شيخنا العظيم ... أليس هذا هو حالنا؟ فمصر تنقسم إلى قلة قليلة يعملون وينجحون وهم للأسف الشديد موقف حسد وكره من كثير من الذين يشاهدون فقط ولكنهم لا يشاركون لا فى الإنتاج ولا فى العمل المضنى ولا يحملون أنفسهم مسئولية فشلهم.

كيف تستورد مصر العمالة المدربة وكيف يعمل بها الأشقاء السوريون فى كل مكان والكسالى المصريون يعانون من البطالة؟... كيف نعانى من نقص العمالة المصرية المدربة فى المصانع وفى جميع المجالات؟ كيف نعانى من ارتفاع أسعار «يومية الفلاح» و«يومية العامل» بالرغم من الزيادة السكانية!!

نحن محاطون «بالكسالى والبرطات» الذين لا يستحقون أجورهم من أصغر درجة إلى أعلى المناصب الرفيعة.. من موظفى القطاع الخاص، القطاع العام، الوزارات، المستشفيات، المدارس، الجامعات، فى جميع مرافق الدولة.... الذين يعملون دقائق، لا يقدمون للوطن إلا القليل ويطالبون دائما بالمكافآت والحوافز!! . هل أنت المؤمن الذى وصفه النبى- صلى الله عليه وسلم- «لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يذهب، فيأخذ حزمة من حطب، فيبيعها، فيكف بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أومنعوه».

لقد طلبت فى مقالى «الجيلى الوظيفى فى مصر» «أن يسأل كل موظف، مسئول، وزير نفسه، هل أستحق راتبى؟ هل أستحق امتيازات وظيفتى؟ هل أعطى على قدر ما آخذ؟ هل أعمل بجد وتفان أم أعمل دقائق وأقبض راتباً لا أستحقه؟ هل أتدرج فى المناصب لعلاقاتى بالمسئولين أم لكفاءتى؟».

هل طرحت على نفسك يوماً هذا السؤال، وواجهت نفسك بالحقيقة «هل أنا مجتهد، طموح، كفء، شريف، صادق، متفان فى عملى؟ أم «كسول، برط»؟ !!!... لا تنسى قول الإمام على بن طالب «ثلاث تورث ثلاثاً» النشاط يورث الغنى، والكسل يورث الفقر, والشراهة تورث المرض». والآن ... لابد أن نعلم أننا مسئولون مثل رؤسائنا وحكامنا على تأخرنا بسبب كسلنا و«ثقافة الفهلوة» .... ولكى نفوز فى حربنا ضد الفقر، الجهل، الإرهاب .... لاستقرار الدولة ووحدتها . ولإعادة بناء مصر الحديثة علينا أن نعلن الحرب على الكسل لأنه مظهر من مظاهر تخلف الشعوب.... «اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل».... لكن ... ما قصة الكسل فى اليابان؟. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله