رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل للثعلب دين؟


فى حربنا ضد الإرهاب نفقد شهيداً أو اثنين من الجيش والشرطة ومن المواطنين المصريين الأبرياء كل يوم.... مما جعلنى أتساءل كثيراً كيف خدعنا فى الإخوان الإرهابيين كل تلك السنوات؟ كيف خدعنا بأنهم رجال يعرفون الله ويحفظون قرآنه وتعاليم صحيح الإسلام!!!! كيف عاشوا بيننا تلك السنوات وهم يرون أننا لسنا منهم ولا هم مننا!!! وبأن لهم دينهم «دين وتعاليم حسن البنا» ولنا دين آخر هو الإسلام دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم نكتشفهم إلا مؤخراً!!! ووجدت الإجابة عند أحمد بك شوقى فى قصيدته التى يصف بها المكر والخبث: برز الثعلب يوماً فى ثياب الواعظين.. يمشى فى الأرض يهدى ويسب الماكرين..ويقول الحمدلله إله العالمين.. يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين.. وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين.. واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا.. فأتى الديك رسولاً من أمام الناسكين.. عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا.. فأجاب الديك عذراً يا أضل المهتدين.. بلغ الثعلب عنى عن جدودى الصالحين.. عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين.. إنهم قالوا وخير القول قول العارفين.. مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً.صدقت يا شوقى.... فمن يراقب الثعالب التى عاشت بيننا فى الماضى لسنوات دون أن نكتشفهم سيجد أنهم كالثعالب اتبعوا نفس أساليبهم فى خداع البسطاء باسم الدين، الحق، الحرية، العدالة الاجتماعية يظهرون للناس ما ليس فيهم من إيمان وصدق للوصول إلى الحكم على مدى سنوات ليصلوا إلى السلطة والتهام الديوك كما فعل الثعلب!!!.فالثعلب جبان، مراوغ، لا يملك قوة الأسد ولا سرعة الفهد، مستضعف، ذو مكر.. له طرق وحيل عديدة وألوان متجددة ومختلفة فى الخداع والرياء.مكره وخبثه وخديعته هى طرقه فى الحياة وفى التقرب من السلطة أو للصعود إلى القمة فهو لا يقترب إلا من السبع.من حيله فى صيد ضحيته وفريسته، إنه يدعى الموت فينفخ بطنه حتى تظن فريسته أنه مات فإذا اقتربت منه وثب عليها.... كما كان الإخوان يدعون دائماً البراءة والتقوى والورع لنصدق غشهم فوصلوا بالأبرياء إلى سلطة الحكم!!!!.. لقد تعرفنا على الثعالب التى أحاطت بنا من قبل والتهمت الأبرياء على مدى تاريخها ولم نكتشفها إلا الآن؟.. لكن الأهم... هل كشفت الثعالب المحيطة بنا الآن التى غيرت وجوهها وتعتمد على طرق مكرها ومراوغتها وتملقها الجديدة؟.. هل تعرفت على مدعى التدين وتطبيق الشريعة ومرتدى «ملابس الدين، الشريعة، الفضيلة، الحق، الطيبة والوداعة الجدد الذين يحاولون السيطرة والوصول إلى الحكم بطرق جديدة؟».. لقد تعرفنا على من خدعونا فى الماضى كما كان يخدع الثعلب الديوك ليلتهمهم فى النهاية وعلى الشياطين الذين يتقنون أساليب الخداع، وأساليب القتل والاغتيالات... راجعوا تاريخ الإخوان الإرهابيين.!!!! لكن هل سنستفيد من الدرس ولن يلتهم الثعلب الديوك مرة أخرى!!! وأن وجوه الثعلب قد تتغير من دينى إلى ليبرالى.. وقد تتغير الطرق والحيل والوجوه.... ولكن علينا أن نتعلم الدرس.. «لأن مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً».. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله