تطهير مصر من الفساد
ولغياب الحرية.. طالعتنا الحكومة بمشروعات قوانين تعنى الاعتداء على الأغلبية العظمى من الشعب وهى تعتبر ذلك إنجازاً لها!! من يصدق أن شروط صندوق النقد والتى عجز عن تطبيقها فى السنوات الماضية أصبحت الآن «أغانى حكومية»!! هل الاعتداء على ملايين المصريين الذين يعملون الآن فى كل مؤسسات الدولة العامة والخاصة إنجاز؟؟ فقد استمر كل مواطن يدفع التأمينات لنظام حسابى معين وهو الحصول على المعاش وفق راتب أو أجر أى مواطن خلال العامين الأخيرين.. ولكن الحكومة ستجعل. بل جعلت الحساب على السنوات الخمس الأخيرة وهذا يعنى خفض معاشات العاملين الموجودين بالخدمة 25% من المعاش و30% من مكافأة نهاية الخدمة!!
الحكومة أسقطت تماما أموال التأمينات من فكرها واعتبرتها حقاً لها ولم تعد تتحدث عنها أو تذكرها بل منعت كل الأصوات التى تطالب بها.. وتمادت الحكومة فى حماية من اعتدوا على أموال التأمينات.. ومنحت عملاء صندوق النقد الدولى الفرصة من الانتقام منا!! الجديد تعلن الحكومة الآن عن قانون اسمه «الوظيفة العامة» وهو نفس القانون الذى سبق وان قدمه نظام مبارك للإطاحة باستقرار العاملين وهو يعنى أن فترة العمل تصبح معدودة وليست دائمة!! وهذا أيضاً أحد شروط صندوق النقد لتخفيض عدد العاملين. كما لو كانوا عبئاً عليها.. وليسوا مواطنين لهم حق المواطنة!! وهناك العشرات من هذه القوانين المفخخة والتى تتضمن الاعتداء على المواطنين الآمنين.. بل والغدر بهم.. حتى التأمين الصحى لم يسلم من أيادى الحكومة فهى تعمل الآن على تحويله «علاج بالأجر» كما لو أن الأموال مع الفقراء لا تجد لها مكاناً!! وأصبح الموت هو الطريق الوحيد للعلاج!! كل هذا يأتى لنا عبر الطريق المؤدى إلى المجهول.. أى «الحرية مؤممة ولن نستطيع المقاومة.. إن الشعب المصرى هو صاحب هذا الوطن وكل ثرواته مملوكة له وليس لغيره.. هل بعد كل ماحدث من دماء سالت أنهاراً وحياة مؤلمة دفع فيها الشعب تضحيات لم تقدم من قبل.
هل كان هذا هو ثمار تضحياته؟؟ إننا نصرخ.. إن الحرية.. هى الطريق الوحيد لحماية هذا الوطن ضد أعداء متربصين به فى الداخل والخارج.. بالحرية نستطيع تمزيق الفساد المنتصر الآن.. بل وهزيمته.. والأهم نستطيع تحطيم أوكار الإرهاب فى الداخل والخارج.. إن إقصاء الشعب وأبعاده عن التصدى لأعدائه.. نتائجه وخيمة.. فلم نسمع عن شعب هزم من قبل!! إن الشعب المصرى قادر على أن يلحق بالهزيمة كل أعدائه.. ولكن كيف وهو «مقيد الحرية» ؟؟ إن الحرية لا تعنى الفوضى.. بل هى درع المقاومة.. إننا لن نطالب بحريتنا فهى مولودة معنا ولن يستطيع أحد إخمادها.. لكن يصعب علينا أن نعيش أيام كانت من صنع الشعب وتجور علينا ونصبح دافع الثمن ويحصل غيرنا على الثمار!! إن الشباب أصبح الآن.. وكما كان دائماً هو الذى يملك شعلة الحرية.. كما قال الشاعر ناظم حكمت «إذا لم أحترق أنا.. إذا لم تحترق أنت.. من إذا سيضئ لنا الطريق»؟؟
■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات