رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملكة مارى أنطوانيت.. والخبز


عام 1793 خرجت جماهير باريس إلى ميدان سوق السمك تطالب (بالخبز).. خرجت الملكة (مارى أنطوانيت) من شرفة القصر اندهشت من هتافات نساء باريس.. قالت كلمتها المشهورة: ياكلوا (جاتوه) بدلاً من (الخبز)!! كانت الملكة لا تعرف صرخات الجماهير الجائعة التى تطالب بالخبز وأصبحت كلمتها تقال فى كل الثورات عندما تنفصل السلطة عن الجماهير ولا تعرف احتياجاتها.
 دفعت الملكة الثمن غالياً عندما تدحرجت رأسها من أعلى (المقصلة).. أصبح هذا المشهد يحكى على مر التاريخ حتى بين تلاميذ المدارس!! التاريخ لا يعود إلى الوراء.. لكننا نذكر بمن لا يعلمون هذا المشهد..الملايين من أصحاب المعاشات يملكون أكبر ثورة فى التاريخ تقدر بمئات المليارات ولكن كل الحكومات اعتدت على أموال الملايين الجائعة التى تبحث عن الخبز و الدواء.. ومازال من اعتدوا على أموالنا ونهلوا منها فى مواقعهم بل تمت ترقيتهم وأصبحوا الآن هم الذين يديرون شئون هذه الجماهير الجائعة.. بل وتحميهم الحكومة وتمنع وتحظر كل من يفكر فى كشفهم أو حتى التبليغ عنهم.. لقد أصبح المعتدون فى حصانة غير مسبوقة تجعلهم هم السادة الآن ومعهم العملاء الذين جندوهم ومنحوهم الفتات من أموال الأرامل والأيتام!! سمو الأميرة التزمت الصمت حيال أموال التأمينات تحويشة عمرنا دفعها 9 ملايين من أصحاب المعاشات و22 مليوناً من المؤمن عليهم (يعنى كل الشعب المصرى).. ولم تعد أموالنا يأتى ذكرها فى كلمات أميرة هذا الزمان !! مع أن كل مشاكلنا والآلام التى نعيشها تأتى من اختفاء أموالنا والتستر عليها.. وأصبحت تحويشة عمرنا ذكرى فى كتب التاريخ!!من يصدق أن من يملكون مئات المليارات عاجزون الآن عن شراء الخبز..فكيف يشترون (الجاتوه)؟؟ الأميرة تسكت وتصمت عن إهدار 162 ملياراً لدى الخزانة العامة دون أى فوائد منذ سنوات طويلة جانب كبير منها منح قروض بلا فوائد أو حتى ضمانات لرجال أعمال زمن بطرس غالى.. واليد التى قامت بذلك مازالت هى التى تدير شؤننا المالية الآن . والنكتة تراقب المالية نفسها!! لقد أصبحنا فى زمن الفاسد فيه يعتز بفساده.. والشريف فيه يدفع ثمن شرفه!! إن ماحدث لدى هذه المبالغ التى تحولت إلى أوراق.. فوائدها فقط كان يمكن أن تجعلنا (مستورين) ولسنا فى حاجة إلى (جاتوه) الأميرة.

وما لم تعلمه أو تعرفه الأميرة العزيزة لدى كل المصريين (إلا أنا طبعاً) أن مكافآت أرباح أموالنا أصبحت من حق الكبار لديها وهى تنعم بها عليهم.. بل حولوها من الشركات المستثمر فيها أموالنا إلى حسابات شخصية لهم بالبنوك!! هل يمكن أن نعيش ونأكل الخبز الحاف فى ظل أرض زرعت بالحنضل بدلاً من القمح؟! إن لدينا من المستندات ما يكفى لوضع رقاب من جعلونا هكذا (تحت المقصلة).. لكن نقول لمين. ومين يسمعنا؟! إننا نعيش الآن فى ظل نهب منظم وقانونى (كمان)!! إن الذين اعتدوا على أموالنا يقدمون للحاكم أرقاماً ومعلومات مضللة.. وتأخذ القرارات وتشرع القوانين طبقاً لهذا التضليل.. لكن نقول لمين؟! بعد كل ما حدث من سقوط أنظمة وصعود أخرى وسقوطها والثمن الغالى الذى دفع من دماء الشعب.بعد هذا كله يوجد 5 ملايين من أصحاب المعاشات يعيشون تحت معاش شهرى أقل من 500 جنيه لمواجهة تكاليف (الجاتوه والدواء معاً)!! وعدة ملايين أقل من الألف جنيه.. هل هذا يجعل المواطنين يعيشون فى أى نوع من الحياة؟؟ وهل كل من يصرخ لصالح هؤلاء المعتدى عليهم يتم تصنيفه بأنه (إخوانجى) وإرهابى؟؟ إننا نطالب.. وسوف نستمر فى ذلك حتى قبل أن ندخل المقابر.. حد أدنى للمعاشات يساوى 80% من الحد الأدنى للأجور.. وعلاوة سريعة لا تقل عن 20% للملايين التسعة صاحبة أكبر ثورة فى التاريخ كى نواجه أعباء الحياة بعد أن انخفضت القيمة الشرائية للمعاشات 40% خلال الستة أشهر الماضية بعد ارتفاع التضخم والأسعار.. وهناك ضرورة حتمية إسقاط القانون 130 سيئ السمعة الذى تسبب فى نهب المعاشات المبكرة وخفضها بالقوة 50% فى يوم خروجهم على المعاش.. وحتى يأتينا الموت لن ننسى من اعتدوا على أموالنا ونهبوها.. نقول لسمو الأميرة إن 9 من المحيطين حولك حصلوا على ثلاثة مليارات مكافآت وحوافز خلال ثلاث سنوات.. وتعلمين ذلك والتقرير أمامك ومن اعتدوا بجانبك!!

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات