رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل إلى وزيرى التربية والتعليم والداخلية


جمعنى لقاء عابر وغابر فى الوقت نفسه بمدرس ابتدائى فى الثلاثينيات من العمر.. ينتمى اسما للجماعة السلفية وفكرا للجماعة الإرهابية.. نظرت إليه وهو ثائر يدافع عن أعداء الوطن واسترجعت صورة الماضى البعيد.. قارنت بينه وبين ما كان عليه أساتذتى فى المرحلة ذاتها بمدرسة منية محلة دمنة مركز المنصورة - محافظة الدقهلية.. كانوا بحق عظماء بكل ما تحمله الكلمة من معنى

... غرسوا فينا حب الوطن وعظموا من بطولات قواتنا المسلحة ورجال الأمن .. قصوا علينا روائع من أمجاد جنودنا البواسل منذ عهد أحمس الأول قاهر الهكسوس.. مرورا بجيش إبراهيم باشا - نجل الوالى محمد على - وانتهاء بمعجزة النصر فى حرب أكتوبر 1973.. من هؤلاء الأساتذة أذكر: حلمى الزامل، مسعد حسانين، يحى عوف أمين الطناحى، إبراهيم عوف، إبراهيم سلامة، أبلة فاطمة، أبلة عزيزة، أبلة فوقية .. كانوا لنا كالآباء والأمهات قبل أن يكونوا معلمين .. لم ينتموا لأى فصيل سياسى أو دينى.. كان انتماؤهم وولاؤهم لمصر شعبا وأرضا وتاريخا وجغرافية.أكتب هذا الكلام لأنبه وأحذر من خطورة بعض المدرسين المنتمين للجماعة الإرهابية وأجنحتها على أطفالنا فى المدارس وشبابنا فى المعاهد والجامعات بعد أن فوجئت بتحول خطير فى سلوك هذا المدرس المغرر به.. كنت أعرف عنه وعن أهله كل الخير.. أناس طيبون لا دخل لهم بالسياسة و«قرفها».. ولاعلاقة لهم بتجار الدين.. أراه دائما بشوشاً، خلوقاً، مهذباً يحترم الآخرين.. فجأة شاهدته فحاشاً، سباباً، لعاناً، ناقما على جيش مصر العظيم ورئيسها وشرطتها وقضائها وإعلامها.. لم أصدق نفسى وأنا أطالع وجهه أثناء انفعاله.. أحسست بحقده الدفين ضد كل من وقف فى وجه جماعة الغدر والخيانة أو وافق على فض اعتصامى رابعة والاتحادية .. من خلال سمومه عرفت أنه أدمن مشاهدة وسماع قناة «الجزيرة» القطرية وأخواتها.. حينها توقعت منه ما هو أسوأ من ذلك.. حاولت تهدئته حتى أشرح له الحقيقة التى غابت عنه والمؤامرة العالمية التى يتعرض لها الوطن لكنه رفض رفضا باتا واستمر فى تطاوله واتهاماته حتى نال شخصى منها نصيبا .. وأفرا كإعلامى أقف مع الجانب الذى يؤيد إسرائيل فى ضربها قطاع غزة!! بعد هذا التطاول والسفه.. طلبت منه التوقف عن المناقشة وإنهاء هذا الحوار «البذئ» حتى لا يتمادى فى الخطأ.. وقبل أن يغادر المكان قلت له: «على فكرة.. كل السلفيين منحوا أصواتهم للرئيس عبد الفتاح السيسى.. وقبل أن أكمل.. اشتد غضبه واحمر وجهه وارتفع صوته وزاد سبابه منكرا حقيقة هذا الكلام.. ثم أكد أن السلفيين لم يخرجوا أساسا فى الاستفتاء على الدستور ولا فى الانتخابات الرئاسية رغم إعلان قيادتهم عكس ذلك.. وحينما سألته عن عمليات القتل والتفجيرات التى تتعرض لها القوات المسلحة والشرطة هنا وهناك.. زعم هذا الشاب أن كل هذه السيناريوهات من خيال رجال الأمن والمخابرات ولا علاقة لها بالإخوان!! ما سبق كان قليلا من كثير مما تحمله هذه النوعية فى صدورها تجاه الوطن.. وهنا كان لابد أن أطالب أجهزة الدولة المعنية وعلى رأسها التربية والتعليم.. الشرطة .. الشباب والرياضة .. الإعلام.. القضاء.. الأزهر والكنيسة.. بأن يضعوا خطة علمية قابلة للتنفيذ لمواجهة هذا الخطر فى المدارس والمعاهد والجامعات حسبما تقتضيه المصلحة العليا لمصر.. وقبل أن أختم كلماتى أذكر مسئولينا بأن المؤسس الأول للجماعة الإرهابية كان يضع نصب عينيه تجنيد أكبر عدد من المدرسين إلى جماعته.. ليه؟!.. لأنه يعلم جيدا دورهم الخطير فى نشر أهدافه وخططه فى عقول وقلوب أطفالنا وشبابنا فى هذه المراحل العمرية .. فهل وصلت الرسالة؟!

كاتب صحفى