رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم الحزب والجماعة « 15»

ملابس «مبارك» الزرقاء.. شيكات ببنوك سويسرا


رغم صدور حكم نهائى ضد مبارك وجمال وعلاء لم تتحرك اى جهات مسئولة قضائية أو أمنية أو رقابية للتقدم إلى الحكومة السويسرية التى سبق لها أن أعلنت أن لديها أموالاً باسم مبارك نفسه لدى بنوكها وأنها تتحفظ عليها لحين صدور أحكام قضائية نهائية من قاضٍ طبيعى دون أى محاكم استثنائية.. وقد صدر حكم يفيد منطوقه بإدانة مبارك بالاستيلاء على أموال الدولة المصرية لنفسه مستغلا سلطاته...

... ولم يصل الحكم بعد إلى سويسرا لاستعادة الأموال المنهوبة والهاربة وهى ملك لشعب تتألم الأغلبية منه من الفقر والمرض بسبب نظام هذا الرجل عبر سنوات حكمه.. لماذا هذا الجمود الشديد وعدم الحماس لاستعادة هذه الأموال؟؟ إن هناك عددًا كبيرًا من مؤسسات الدولة معنية بذلك.. خاصة وزير العدالة الانتقالية لا نعرف ما هى مهمته خاصة ونحن فى وقت تمر به البلاد بأزمة مالية خانقة وأموالنا مجمدة بخزائن سويسرا!! لقد مارس مبارك وأبناؤه أعمالاً وحشية فى نهب ثروات البلاد وأن الحكم الذى صدر يخص واقعة محدوده للغاية.. ولكن المساحة الأكبر والشاسعة لم تتضح بعد رغم مرور سنوات.. إننا نسأل بصراحة كم حصل مبارك من إيرادات الغاز والبترول وقناة السويس وكل هذا وارد فى أرقام مسجلة فى الحسابات الختامية للدولة نفسها وفى تقارير البنك المركزى ولم يحاول أحد أن يبذل اى جهد لفتح هذه الملفات وأصبحنا نسمع فقط ما يتردد فى دول العالم التى ترقد فى خزائنها أموالنا!! اسألوا صديقه الحميم «حسين سالم» بكم باع الغاز المصرى لشركة أمريكية بتأشيرة من مبارك نفسه؟؟ أن مليارات الدولارات المنهوبة من الشعب توجد الآن باسم حسين سالم وأبنائه حيث يعيش الآن فى اسبانيا ويعلن من هناك أنه يطلب التنازل عن نصف ما يملك فى الخارج والداخل مقابل المصالحة معه.. وأن كل ما بذله هو عدد كبير من التأشيرات حصل من خلالها على الغاز والأراضى والمنتجعات حتى جزر النيل المحمية.. ولم نسمع حتى الآن عن أى إجراء لصالح المسروق ضدد السارق.. حتى جمال مبارك لم تتقدم الحكومة أو أى من المسئولين للحكومة البريطانية للحصول على ممتلكات جمال فى لندن وقيمتها تزيد على مليار جنيه حيث يمتلك أربعة قصور فاخرة حتي سبق له أن اشتراها من مصروفه!! كل هذا يمثل نماذج محدودة للغاية عما تم نهبه خلال نظام مبارك.. وهى وقائع موجودة وموثقة وليست شائعات أو كلمات صحفية فلماذا هذا الغموض والصمت والسكوت!؟؟ إن الثورة.. أى ثورة لها قوانينها.. وبالرغم من هذا كله اننا امام حكم من قاضٍ طبيعى مدنى واجب النفاذ يعطى هذا الحكم المشروعية وفقا للقوانين الدولية وقوانين الدولة نفسها التى لديها اموالنا أن تعيد لنا هذه الاموال فلماذا لم نتحرك حتى الآن!؟؟ اسألوا وزير المالية.. وهو لن يرد.. ما هى الديون التى اشتراها جمال مبارك من الخارج وباعها إلى الخزانة العامة وحصل بموجبها على قيمة هذه الديون التى كانت معدومة منذ سنوات طويلة واستغل سلطات أبيه وأمه وحصل على القيمة بالكامل.. نحن نعلم أن السؤال ممنوع الرد عليه بفعل قوة خفية تمنع حصول الشعب على أمواله المنهوبة.. هل يليق بعد كل الدم الذى سال والتضحيات بكل ما نملك أن نسال.. وهل حقا نسال بعد كل ما حدث!؟؟ إن الشعب المصرى عاجلا أو أجلا سيحصل على امواله المنهوبة مهما كانت السماحة الزائدة مع مجرمين اعتدوا على هذا الشعب العظيم ونزعوا منه حقوقه المادية والمعنوية.. لا أحد يسألنى عن تاريخ بعيد وعن وطنية سابقة.. ولكن اسألونى عن ملايين المصريين لم تعد تجد قوت يومها.. أو حتى قيمة شراء أدوية لعلاجها.. أليس هؤلاء مواطنين لهم حقوق ويرتدون الملابس المدنية وليست ملابس بيضاء أو زرقاء؟؟ إن هؤلاء الذين يبكون الان بالدموع على نظام كريه وماضٍ لعين عليهم أن يتذكروا.. كم مليون مصرى مصابًا بالسرطان من جراء ما تم استيراده فى زمن مبارك من مواد مسرطنة؟؟ وكم مليون مصاب بالفشل الكلوى مما شربنا من مياه ملوثة؟؟.. وأكثر من 10 ملايين مصرى مصاب بفيروس سى الذى يفتك بالملايين؟؟ كل هؤلاء ضحايا هذا النظام اللعين ونحن نتذكر فقط أيامًا من الماضى البعيد وعن تاريخ شارك فيه كل المصريين وبطولات كان الشعب هو قائدها!! إن على اجهزة الدولة المعنية أن تتحرك بسرعة.. إن دموع المصريين أصبحت أكثر اندفاعا من مياه النيل نفسها.. بل إن صدورهم أصبحت لا تطيق هذا الهواء الفاسد الذى نستنشقه فى كل لحظة.. إننا نعلم أن العبء ثقيل جدا وقلنا ذلك للرئيس نفسه الذى يتحمل الآن مسئولية لن يتحملها أحد بهذا القدر عبر التاريخ كله.. حتى فى ظل الهزيمة لم تكن ثقيلة بكل ما نعيشه فى هذه الأيام.. إننا يا سيادة الرئيس نعلم تماما ما تحمله على اكتافك من أعباء لا تستطيع حتى الجمال نفسها أن تحملها.. لكن حق المصريين فوق كل من نهبوا اموالهم وتسببوا فيما نحن نعيشه من آلام مبرحة.. إن العالم الآن أصبح يعى الحقيقة تماما بعد تضليل طويل وحقوقنا أصبحت ثابتة.. عليك يا سيادة الرئيس أن تحرك هذه الأجهزة التى مارست العمل فى سنوات طويلة وهى لا تتحرك إلا بتوجهات لم تتعلم المبادرة أو التحرك من حيث المسئولية واصبحت تنتظر أن تأمرها.. إن أموالنا المنهوبة فى خزائن العالم هى ملك لهذا الشعب وانت الحامى له فى الداخل والخارج.. عليك يا سيادة الرئيس أن تجعل ما نهب من ثروات المصريين مهمة يومية كى نعيدها إلى أصحابها.. وبلا خوف.. فلم يعد لدينا حتى الخوف نفسه.. إن هناك من يترحمون على الماضى حيث كانوا يعيشون فى مستنقعاته هم الآن الذين يعملون على تأخير استعادة الأموال ويعتبرون هذا عملا وطنيا!!

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات