رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى النكبة| رحلة الفن المصرى دعمًا للقضية من "فتاة من فلسطين" إلى "مليحة"

مسلسل مليحة
مسلسل مليحة

السينما والدراما المصرية، دائمًا ما تحمل همّ القضية الفلسطينية وتحكي تاريخ جرائم الاحتلال التي يرتكبها بحق المدنيين، والتي توّثقها أيضًا القوى الناعمة.

وفي السطور التالية، يجري "الدستور" عرضًا تاريخيًا لتوثيق وتعبير الفن المصري عن القضية الفلسطينية والنكبة منذ طرح أول الأفلام الداعمة للقضية عام 1948 بعنوان "فتاة من فلسطين" وحتى مليحة الذي عرض ضمن الماراثون الرمضاني في 2024، وشارك فيه أبطال من فلسطين وجميع الدول العربية.

فتاة من فلسطين

هذا الفيلم كان أول الأفلام الذي حُفر في ذاكرة السينما، ويؤكد على أهمية القضية ودفاع المصريين المستمر عنها من البداية، وحتى أبد الآبدين، العمل الفني أُنتج عام 1948، وشارك في بطولته عدد كبير من نجوم الفن على رأسهم الفنان الراحل محمود ذوالفقار، وحسن فايق، وسعاد محمد، وزينب صدقي، وصلاح نظمي، وعدد كبير من نجوم الفن، والفيلم كان من إخراج محمود ذوالفقار، ومن تأليف يوسف جوهر، وعزيزة أمير.

ودارت أحداث فيلم "فتاة من فلسطين"، حوّل طيار مصري، كان يدافع عن الأرض الفلسطينية ضد المحتل المغتصب، وتصاب طائرته بقذيفة من قوات العدو، ويقع في قرية فلسطينية بعد إصابته في قدمه، وتستضيفه فتاة فلسطينية اسمها سلمي، في منزلها الذي يكون مقرًا للفدائيين، ويقع بين سلمي والطيار المصري محمود ذوالفقار قصة حب، بالإضافة إلى عرض مشاهد مما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية.

أرض الأبطال

وبعد مرور 5 سنوات على أول فيلم فلسطيني بنجوم مصريين، طرح فيلم جديد حمل اسم "أرض الأبطال" عام 1953، وكان من بطولة نخبة من ألمع نجوم الزمن الماضي، وهم قمر وكوكا وجمال فارس ولولا صدقي، ودارت أحداثه حول حرب فلسطين (النكبة)، إلا أنه قبل الدخول الصريح فيما حدث وقت النكبة، يظهر أن هناك رجل أعمال ثريًا جدًا، يتعرف على حبيبة ابنه، ويتزوج منها، ويصاب ابنه بصدمة بسبب قرار والده.

يقرر الشاب أن يتطوّع ضمن صفوف الجيش المصري، ويشترك في الحرب، وأثناء تواجده في مدينة غزة يتعرف على فتاة فلسطينية، وتقع بينهما قصة حب، ويقرر الثنائي أن يكللها بالنجاح.

وأثناء تواجد الشاب في المهمة الرسمية مع قوات جيشه، يتورّط الأب في صفقة الأسلحة الفاسدة التي يرسلها للقوات في الحرب، ويستخدمها نجله، وتتسبب فقدان بصره، وتتصاعد أحداث العمل الفني أرض الأبطال.

"الله معنا"

لم يمر وقت طويل على عرض فيلم "أرض الأبطال"، بالتحديد عامين فقط، ليكون لسيدة الشاشة العربية نصيب الأسد من الأفلام التي دعمت القضية الفلسطينية، في عام 1955 شاركت الفنانة فاتن حمامة في بطولة فيلم "الله معنا"، وشاركها البطولة مجموعة من كِبار الفنانين على رأسهم الفنان عماد حمدي، وماجدة، ومحمود المليجي.

دارت أحداث فيلم "الله معنا"، حول حرب فلسطين 1948، الذي يشارك بطل الفنان عماد حمدي فيها، ويودّع خطيبته، إلا أنه أثناء هذه الحرب يتعرض للإصابة وتُبتر ذراعه، بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة، ويصاب عدد كبير من أفراد الجيش ويتشوهون، فيثور رجال الجيش بسبب هذا، ويكتشفون أن هناك رجال أعمال من بينهم والد نادية وراء هذه الصفقة.

تحرير فلسطين

عام 1957 أنتج الفيلم، وكان من بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف، والعمل الفني ركز على دور الفدائيين من أجل تحرير فلسطين ضد العدو الصهيوني وإبراز الصعوبات التي يواجهونها.

ناجى العلي

في بداية التسعينيات، بالتحديد 1992، خاض الفنان الراحل نور الشريف، تجربة سينمائية جديدة من خلال فيلم "ناجي العلي"، الذي جسد قصة الفنان الفلسطيني ناجي العلي، وحياته قبل اغتياله، ونزوحه مع عائلته إلى لبنان وانتقاله للعمل في الكويت، إلى أن عاد لدولة لبنان وقت الحرب الأهلية اللبنانية، والفيلم لاقي إشادات واسعة حينها، وتفاعل الجمهور معه بشكل كبير، وهذا يوضح دائمًا دعم الشعب المصري والفن للقضية الفلسطينية وأهلها.

أصحاب ولا بيزنس

وبعد مرور 9 أعوام، عادت السينما المصرية من جديد للحديث عن القضية الفلسطينية، والمغتصب الصهيوني من خلال فيلم "أصحاب ولا بيزنس"، من بطولة الفنان مصطفى قمر، والفنان هاني سلامة، ودارت أحداثه حول المقاومة وشجاعتها، في الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر، وعدم تركهم لأرضهم ليغتصبوها.

"السفارة في العمارة"

"السفارة في العمارة"، عرض في عام 2005، ولعب بطولته الزعيم عادل إمام، وعلى الرغم من الكوميديا التي سيطرت على العمل الفني، إلا أنه أيضًا تطرق إلى القضية الفلسطينية، وقتل قوات جيش الاحتلال للأطفال والمدنيين بوحشية، ورفض المصريين في الشارع المصري دائمًا لإسرائيل، والانتهاكات التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، ورفض وجود السفير الإسرائيلي أيضًا على الأراضي المصرية.

فيلم "السفارة في العمارة" من الأفلام السينمائية الهامة منذ عرضها وإلى الآن تحظي باهتمام الجمهور، الصِغار قبل الكِبار، ويؤكد على رفض المصريين للاحتلال ودعمهم المستمر للفلطسينيين والقضية الفلسطينية.

همام في أمستردام وصعيدى في الجامعة الأمريكية

كان الفنان محمد هنيدي من الفنانين الداعمين للقضية الفلسطينية من خلال فيلمي همام في أمستردام والذي أظهر الصراع العربي الإسرائيلي من خلال الحوارات والسيناريو الذي دار بين همام (محمد هنيدي)، والفنان أيمن الشيوي.

وفي فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، ظهر هنيدي وهو يحرق علم إسرائيل أثناء تواجده في إحدى المظاهرات بالجامعة الأمريكية، والذي يعبر عن الغضب الشديد الذي يحمله الشعب المصري في صدره لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

مسلسل "مليحة"

في الماراثون الرمضاني الماضي 2024، أنتجت مصر مسلسلًا جديدًا يتحدث عن القضية الفلسطينية، وما يمر به الشعب الفلسطيني من عدوان سافر على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر بقوة منذ حوالي 7 أشهر، بدايًة من مطلع شهر أكتوبر من العام الماضي، ولاقى مسلسل "مليحة" ردود أفعال إيجابية للغاية خلال فترة عرضه.