رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى النكبة.. لماذا رفضت فلسطين محاولات التفاوض قبل يونيو 1967؟

فلسطين
فلسطين

لم تكن النكبة وحدها هي بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنما سبق هذا التاريخ سنوات من المفاوضات في ظل حكم الانتداب البريطاني والذي حاول الوصول إلى نوع من أنواع الاتفاق الودي بين الطرفين بداية من أواخر ثلاثينيات القرن الماضي وحتى النكبة وما بعدها، هذه الاتفاقات باءت جميعها بالفشل فلم يقبل الفلسطينيون التخلي عن حبة رمل من أراضيهم، وإسرائيل صمتت على الاحتلال. 

وتلعب التوازنات الدولية والإقليمية وموازين القوى في العالم، دورًا فعال ومؤثر في مخرجاتها وبنودها، كحل أمثل لهذه الصراعات بعد السلام خيارًا استراتيجيا يستند إلى مخططات.

وبنظرة على التاريخ والصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمكن تكوين رؤية واقعية حول الفرص الضائعة للسلام في تاريخ الصراع:

 

مفاوضات ما قبل 1967

في ثلاثينات القرن الماضي جاءت أولى المفاوضات تحت حكم الانتداب البريطاني، كانت فلسطين وقتها يمثلها مفتي القدس، محمد أمين الحسيني، الذي جرى مباحثات مع وزير خارجية هتلر، فلسطين في وقتها وباعتبارها تحت الحكم البريطاني، جعلها تميل إلى كفة دول المحور وفي مقدمتها ألمانيا.

 

في 7 فبراير 1939 عقد مؤتمر المائدة المستديرة في لندن، وتمت دعوة الفلسطينيون واليهود للتباحث حول كيفية حكم فلسطين، وقوام المشروع بني على إلغاء مشروع "بيل" على اعتبار أنه مشروع غير عملي، ولكن رفض مفتي القدس محمد أمين الحسيني الحضور أو الحوار، معتبرًا أن لا حق لليهود في فلسطين حتى يتشاركوا فيها، وأن هذا اتفاق باطل.

 

خاصة وأنه منح إسرائيل الحق في ثلثي الأرض، في حين أن الفلسطينيين كانوا ومازلوا يشكلون القاعدة الأكبر، فاليهود حتى أوائل القرن الماضي لم يكونوا يشكلوا أكثر من 2% من قوام السكان.

 

فلسطين: التصعيد الإسرائيلى فى رفح خطأ كبير.. والإدارة الأمريكية تتحمل المسئولية

 

صدور الكتاب الأبيض

بعد رفض فلسطين الحضور ومن ثم فشل المؤتمر، أصدرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض، وهو الوثيقة التي أصدرتها الحكومة البريطانية بشكل رسمي في 27 مايو 1939.

 

هذا الكتاب أرسى لعدد من القواعد العامة وهي إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تشمل كل فلسطين الانتدابية غربي نهر الأردن، ويتمثل فيها جميع سكانها من عرب ويهود على قاعدة التمثيل النسبي وهو ما تم رفضه أيضًا.

 

خطة تقسيم الأراضي إلى دولة فلسطينية وأخرى عبرية

وصلنا إلى نوفمبر 1947 عندما أصدرت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة قرارها رقم 181 والذي نص على تقسيم الأراضي هناك إلى دولة عربية تبلغ مساحتها 42.3 ودولة يهودية بمساحة 57.7 أما القدس وبيت لحم وضعوهما تحت الإدارة الدولية، وهو ما تم رفضه أيضًا.

 

إسرائيل تقبل القرار

بالطبع وافقت إسرائيل على القسمة التي تمنحهم أكثر من نصف الأرض التي لا يستحوقنها، وأصبحت فلسطين الرافضة للمفاوضات، والظاهر أمام الجميع أن اليهود يقبلون ما يرفضه العرب، وحتى هذه الموافقة لم تكن جماعية من قبل اليهود ذاتهم فالبعض منهم أن بإمكانهم الوصول إلى حق أكبر من ذلك، أرادوا القدس وقتها.

 

كما أن الأراضي المخصصة لهم، والتي كانت أكبر قليلًا من تلك المخصصة للفلسطينيين، كانت في الواقع تتكون من حوالي 40 بالمائة من صحراء النقب.

 

الحرب العربية الإسرائيلية في 1948

خلال هذه الحرب ومن بعدها، حصلت إسرائيل على أكبر مما اتفقوا عليه في قرار التقسيم، وبالقوة تمكنوا من الاستيلاء على مساحة أكبر والأهم والأخطر أنها ضمت القدس الغربية.

 

استعدادات مكثفة لتنظيم المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين

 

حرب الأيام الستة

بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 عرضت إسرائيل إعادة الضفة الغربية وغزة اللاتي احتلتهما في هذا التاريخ مقابل الموافقة العلنية من فلسطين على استيلاء إسرائيل لباقي الأرض لكن فلسطين رفضت هذا القرار أيضًا.