رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الثلاثاء السادس للفصح

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الثلاثاء السادس للفصح، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنّ الرُّوح القدس، البارقليط، المعزّي، هو الذي يبعثه الآب والابن، كالنَسمة، في النفوس المستقيمة. فبِه تقدّسنا واستحققنا أن نكون قديسين. إنّ النَّفَس البشري هو حياة الأجساد؛ فيما النَّفَس الإلهي هو حياة الأرواح. النَّفَس البشري يجعلنا مرهفي الإحساس؛ والنَّفَس الإلهي يجعلنا قدّيسين. هذا الرُّوح هو قدّوس، لأنّه بدونه، لا يمكن لأي روح، سماوية كانت أم بشرية، أن تتقدّس.

قال الرّب يسوع: "لكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي"، ويعني بها " بمجدي"، أو "ليظهر مجدي"؛ وأيضًا لأن له نفس اسم الابن: هو الله. "سوف يمجدني" لأنه يجعلكم روحيين، يُفهمكم كيف أن الابن هو مساوٍ للآب وليس إنسان فقط كما ترونه، أو لأنه يريحكم من مخاوفكم ويجعلكم تعلنون مجده في العالم كلّه. هكذا، مجدي هو خلاص العالم.

"هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء" فالنبي يوئيل قال: "يَا بَنِي صِهْيَوْنَ، ابْتَهِجُوا وَافْرَحُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ، لأَنَّهُ يُعْطِيكُمُ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ عَلَى حَقِّهِ..." الذي يعلّمكم كل ما يخصّ الخلاص.

بما أن الرّب يسوع  المسيح، قاتِل الموت، حلّ بيننا ولبس جسدًا من ذريّة آدم وعُلّق على الصليب وذاق الموت، فهم الموت أن الرب يسوع نازل عنده، فأقفل الموت المضطرّب أبوابه. غير أن الرّب يسوع هشّم هذه الأبواب ودخل عالم الموت وباشر ينتشل من قبضته الأرواح التي أمسكها. والأموات إذ رأوا النور في الظلمة رفعوا رؤوسهم خارج سجنهم ونظروا عظمة المسيح الملك ... أما الموت إذ شهد الظلام يتشتت والصالحون ينبثقون، تيقّن أن الرّب يسوع سوف ينتشل جميع مساجينه من قبضته مع انتهاء الدهر. 

لقد علّمهم بذلك أنّ الموت ليس إلاّ مجرّد عبور، كما أنّ نور الشمس لا ينطفئ أبدًا، إنّما يختفي لوقت قليل كي يظهر مجدّدًا قريبًا... لقد تحدّثَ هنا عن زمن هذه الحياة الكاملة، وعن ذاك الذي كان سيَسبقُ صليبَه كما عن ذاك الذي كان سيَتبعُه، لأنّ الكثيرين آمنوا به بعد آلامه: "لِئلاّ يُدرِكَكم الظلام"...