رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يرى نفسه أهم من طه حسين.. ماذا قدّم فراس السواح من أعمال؟

فراس السواح
فراس السواح

أثار الكاتب والمفكر السوري فراس السواح، في الساعات الماضية جدلًا واسعا، عقب إدلائه بتصريح في أحد المؤتمرات الصحفية، ذكر فيه أنه أهم من عميد الأدب العربي الكاتب والمفكر الكبير طه حسين، الأمر الذي أثار سخرية العديد من الأدباء والمثقفين من هذا التصريح، متسائلين ماذا قدم فراس السواح ليكون أهم من عميد الأدب العربي؟.

ونرصد في هذا التقرير أبرز أعمال فراس السواح، وتأثيره، وماذا قدم ليتجرأ ويدلي بهذا التصريح حتى إذا كان على سبيل المداعبة كما ذكر.

من هو فراس السواح؟

فراس السواح، كاتب سوري في المثيولوجيا وتاريخ الأديان منذ 1976، ولد في مدينة حمص في سوريا عام 1941، لعائلة حموية أزهرية، كان والده أحمد نورس السواح معلمًا وصحفيًا، وله 3 إخوة، سحبان ووائل وبشار وأختٌ متزوجة، وقد حصل فراس على البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة دمشق، تخرج فى كلية الاقتصاد، عمل منذ عام 2012 في جامعة بكين للدراسات الأجنبية أستاذًا لتدريس الحضارة العربية وتاريخ الأديان في الشرق الأدنى، نشر 26 كتابًا عن الأساطير، والتاريخ، وتاريخ الأديان، وسجن مرتين في فترة الوحدة مع مصر ومرة ثالثة في 1978 بتهمة التعاطف مع الشيوعيين.

مؤلفات فراس السواح 

نشر فراس السواح، أبحاثه الأولى في الآداب اللبنانية عام 1960، وفي عام 1976 أصدر كتابه التأسيسي والرصين "مغامرة العقل الأولى"، وأصدر عام 1985 كتابه الشهير "لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة". ومنذ عام 1986 تفرغ لدراسة التاريخ والأركيولوجيا والميثولوجيا وتاريخ الأديان بشكلٍ مستقل، فصدر له الكثير من الكتب، مثل: "كنوز الأعماق: قراءة في مَلْحمة جلجامش"، و"تاريخ أورشليم"، و"مدخل إلى نصوص الشرق القديم"، و"موسوعة تاريخ الأديان"، و"الوجه الآخَر للمسيح"، و"الإنجيل برواية القرآن"، و"طريق إخوان الصفاء"، و"ألغاز الإنجيل"، و"القصص القرآني ومتوازياته التوراتية"، وأصدَر في بكين بالتعاوُن مع الدكتور "تشاو تشنج كو" كتابًا باللغتَين الصينية والعربية عن الحكيم الصيني "لاو تسو"، كما ساهَمَ بكتابَين باللغة الإنجليزية صدرا في بريطانيا، هما: "أورشليم بين التوراة والتاريخ"، و"جدليات إسرائيل القديمة وبناء الدولة في فلسطين".

أفكار فراس السواح 
اتسمت كتاباته بالمنهجية العلمية الصارمة والنظرة الموسوعية العميقة، فيطرح المعاني لا الأحكام ويستخرج المعنى من بطون الحوادث سواء كانت فكرا أم ظواهر، ذلك ما سمح له بأن يكتسب قدرة رفيعة على توضيح وتفسير معنى الأسطورة ودلالة الأديان، بعيدا عن مطبات "الحكم" على الدين والأسطورة والبحث هل هما واقعيان أم باطلان كما تفعل الفلسفة أو بعض العلوم.

استعان السواح بمنهج صارم يعتمد على آليتين، الأولى هي قيامه بتقصي طبيعة موضوع البحث وتقديمها وفقا لما تبدت له ظواهرها، من غير تقييمها وإصدار الأحكام عليها، أما الآلية الثانية التي استعان بها فهي طريقة عرض الفكرة، فنصف جهده الذهني ينصب على الفكرة، بينما باقي المجهود ينصب على أسلوب توصيلها إلى القارئ.

ترتكز كتابات السواح وأبحاثه حول محورين رئيسيين، الأول هو الميثولوجيا وتاريخ الأديان، والثاني هو التاريخ. في مجال الميثولوجيا وتاريخ الأديان، كتب السواح دراسات قيمة لا تزال من أهم المراجع في هذا المضمار، أما في مجال التاريخ يركز السواح في كتاباته حول تاريخ فلسطين القديم الذي خاض في بحثه عن حقائق الادعاءات المتعلقة بشعب إسرائيل مشوارًا فكريا طويلًا، تولد اهتمامه به في سياق بحثه العام عن تاريخ الدين.

عمل السواح وفق منهجية علمية بعيدة عن السمة الإعلامية السياسية التي ميزت الخطاب التاريخي العربي حتى الآن، بتأثير وجود "إسرائيل ثالثة" في فلسطين اليوم، لا علاقة لها بإسرائيل التوراتية أو إسرائيل التاريخية، حيث كرس السواح في كتاباته البحثية حيزا كبيرا لإشكالية أثرت على حياتنا وعلى منطقتنا العربية وحتى مسيرتنا الدينية والثقافية – وهي التاريخ اليهودي، انطلاقا من كتابيه "ارام دمشق" و"اسرائيل وتاريخ أورشليم" والذي يطرح في بدايتها الأسئلة وأولها هل نحن أمام وقائع أم أُخيوله؟.