رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصيت ولا الغنى

خطبة الجمعة المجمعة هذا الأسبوع فى المسجد الجديد بالتجمع الأول- حى البنفسج كانت عن العمل والعمال.. خطبة جميلة ومختصرة، وحققت الهدف منها بل ونالت إعجاب المصلين.. المسجد على أعلى مستوى من التصميم المعمارى والتشطيبات والنظافة الداخلية والموكيت والرخام وحتى كراسى كبار السن على النسق الإسلامى الشيك.
الشىء المؤسف الذى أزعجنى هو أسلوب التسول المفضوح الذى سمعناه.. فى نهاية الخطبة وجدت الخطيب المحترم يخبرنا بأن وزارة الأوقاف "أغنى وزارات مصر" رفضت توفير أجهزة التكييف للمسجد، باعتبار أن سكان التجمع من علية القوم "رغم أنى أرى معظم رواد المسجد من الفقراء والمسنين أصحاب المعاشات والعمال والحراس"، وعلى كل هؤلاء التبرع لشراء ١٠ تكييفات سعر التكييف ١٣٠ ألف جنيه، أى المطلوب مليون و٣٠٠ ألف جنيه فورًا، لأن حرارة الجو جاوزت ٣٥ درجة، والأشهر المقبلة ستتجاوز درجة حرارة الجو الـ٤٠ درجة وربما أكثر، وفرصة انتشار الأمراض واردة جدًا.
ما زال البعض يرى بمنظار الصورة النمطية، وأن الوضعين الاقتصادى والاجتماعى مرتبطان بالمنطقة السكنية للفرد.. رغم أنك تجد فى المناطق الشعبية تجار جملة مليونيرات متمسكين بالعيش فى مسقط رأسهم، وعلى الصعيد الآخر تجد مواطنًا وضع تحويشة عمره فى سكن متوسط بمنطقة راقية مثل التجمع أو الرحاب أو مدينتى أو أكتوبر أو الشيخ زايد، ولا يزال يعانى من دفع أقساط هذا السكن ويعيش فى مستوى محدود الدخل أو أقل قليلًا،
المثل المصرى القديم "الصيت ولا الغنى" ينطبق على هؤلاء.. فرفقًا بهم يا معالى وزير الأوقاف.