رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يلغي الذكاء الاصطناعي وظيفة المُبرمج؟ خبير تكنولوجي يجيب

مركز البيانات والحوسبة
مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية  

خلال افتتاحه أمس الأحد مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية  أ "P1" لفت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أهمية الاتجاه إلى ضرورة الالتحاق بالتعليم الرقمي نظرًا لمتطلبات العصر الحالي وتطوراته التكنولوجية الهائلة، وذلك بدلًا من الاستمرار في الالتحاق بالتعليم التقليدي، داعيًا الأسر المصرية أن تدخل أبنائها كليات في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي يمكنها أن تدّر على أبنائهم آلاف الدولارات، ويأتي من بين هذه الوظائف وظيفة المُبرمج.

وتابع الرئيس السيسي في حديثه أن مصر في بداية دخولها لهذا المجال لم تجد سوى العشرات فقط المؤهلين لدراسة البرمجة، معبرًا عن خيبة أمله في ذلك، ومؤكدًا استعداد الدولة لإنفاق من 30 إلى 60 ألف دولار للفرد الواحد لتعليمه فنون البرمجة حتى تستفيد البلاد منه، وأن هذا المجال قادر على مساعدة مصر في تجاوز أي أوضاع اقتصادية صعبة.

وأمام اهتمام الرئيس بضرورة إلحاق الأسر المصرية بكليات البرمجة خرجت بعض الأصوات التي تقول أن الذكاء الاصطناعي سيلغي من شأنه أن يلغي وظيفة المُبرمج أمام التطور الكبير فيه فلا داعي من تعلمها.

خبير تكنولوجي: الذكاء الاصطناعي دافع وراء تعلم البرمجة

ردًا على هذا قال المحاضر المتخصص في مكافحة جرائم أمن المعلومات والأمن السيبراني الدكتور محمد حمزة في حديثه "للدستور" أن الذكاء الاصطناعي يمثل محاكاة الآلة للعقل البشري، وذلك في ثلاث أشياء هم التفكير والتوقع ورد الفعل، موضحًا أنه لابد في البداية أن تحصل الآلة على كميات ضخمة من المعلومات ثم تقوم بعملية تحليل كاملة لهذه البيانات كي تتخذ رد الفعل أو التوقع.

وتابع حمزة أن الذكاء الاصطناعي قد أنشئ بهدف مساعدة الانسان في إنجاز مهامه سريعًا وبدقه، وبالفعل تم ذلك إلا أن لهذا الذكاء العديد من الأضرار إذ أنه مسئول عن اختفاء عشرات الوظائف، كما أنه من المتوقع أن يلغي ملايين من الوظائف الأخرى، وذلك منذ أن حدثت الكارثة الحقيقية وهي بعد أن كان الذكاء الاصطناعي في البداية ينتظر أوامر الانسان للتصرف، أصبح يقوم بالفعل أوتوماتيكيًا دون الحاجة إلى تدخل الإنسان نهائيًا.

وأكد حمزة على أن ذلك من شأنه أن يهدد أمن وحياة الإنسان إذا تم تفاعل الأجهزة الرقمية والتكنولوجية مع بعضها البعض، ولم يفهم الإنسان اللغة الرقمية لهذا التفاعل موضحًا أن ذلك ما حدث بالفعل مع أحد الأشخاص عندما تفاعلت روبوتات كان يملكها مع بعضها البعض فأنتجت لغة ثالثة بينهما لم يفهمها مما أدى إلى مسح كافة البيانات والمعلومات الخاصة بشركته ما اضطره في النهاية إلى تحطيم هذه الروبوتات بالكامل وتكسيرها ليوقف مفعولها.

   إلا أنه وفي الوقت نفسه أكد حمزة على أنه وعلى الرغم من التطور الهائل في الذكاء الاصطناعي فإنه لا يمكن القول إلا أنه من الضرورة القصوى تعلم لغة البرمجيات أوّلية للتعامل مع تطور هذا الذكاء، والسيطرة عليه، بل ويجب التطور في تعلم هذه البرمجة لمواكبة كذلك تطور هذا الذكاء الاصطناعي مشيرًا إلى أنه بذلك يمكن التعامل معه والحد من مخاطره لذا يجب عدم القول إن الذكاء الاصطناعي سيلغي البرمجة بل هو الدافع الحقيقي وراء تعلمها.