رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة إنسانية غير مسبوقة فى غزة.. مفاجآت صادمة فى عدد ضحايا الحرب

غزة
غزة

كشفت السلطات الصحية في قطاع غزة عن عدم قدرتها على حصر جميع ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة بعد الآن، مؤكدة أن المستشفيات وخدمات الطوارئ والاتصالات تعمل بالكاد، وأصبحت مهمة انتشال الضحايا من أسفل الأنقاض والمباني المنهار مهمة شبه مستحيلة ولم تصبح من الأولويات في ظل استمرار الحرب الوحشية.

تفاقم الكوارث الإنسانية فى غزة.. حصر الضحايا لم يعد ممكنًا

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأن الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة خلفت خسائر فادحة في أرواح المدنيين وفي البنية التحتية للقطاع، حيث تقول السلطات إن أكثر من 34 ألف فلسطيني استشهدوا أغلبيتهم من النساء والأطفال أي ما يقرب من 1.5% من إجمالي عدد السكان قبل الحرب.

وتابعت أن شكوك الأمم المتحدة والمسئولين الأمريكيين والإسرائيليين بشأن أعداد الشهداء الفلسطينيين أصبحت أكيدة اليوم بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحرب الوحشية، وسط توقعات بأن يكون عدد الشهداء أكثر من ذلك بعد التوقف عن حصر عدد الضحايا بشكل دقيق.

وقال مدحت عباس، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: "في البداية كانت لدينا أنظمة، وكانت لدينا مستشفيات"، مضيفًا: "تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال الأشخاص الذين كانوا عالقين تحت الأنقاض، ثم انهار النظام برمته".

وأوضح عباس أنه لتقدير عدد الشهداء، تعتمد الوزارة الآن بشكل كبير على مصادر أخرى للمعلومات مثل شهادات أقارب الضحايا ومقاطع فيديو لآثار الغارات وتقارير المؤسسات الإعلامية.

وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن ظهور الصورة الحقيقية للخسائر البشرية في الحرب سوف تستغرق وقتًا طويلًا، حيث تشير التقديرات إلى أن الآلاف ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض وفي قبور لا تحمل علامات مميزة، وفقًا للسلطات الصحية المحلية والشهود والأمم المتحدة.

وأضافت أنه من شأن العملية التي تلوح في الأفق في مدينة رفح الجنوبية، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني، أن تؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى.

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، عن إحصاء السلطات الصحية للقتلى في القطاع: "نعتقد أنه لسوء الحظ، يمكن الاعتماد عليه، لن أتفاجأ إذا كان هذا في النهاية أقل من الإحصائيات الحقيقية".

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه في الأسابيع الأولى من الحرب، اعتمدت السلطات الصحية الفلسطينية في حصر عدد الشهداء إلى حد كبير على البيانات التي جمعتها المستشفيات وشاركتها إلكترونيًا، ومنذ ذلك الحين، أدى حجم الدمار والنزوح إلى جعل الأمر أكثر صعوبة.

ويقول مصطفى حمدان، 38 عامًا، من سكان مدينة غزة، والذي فقد خمسة من أفراد عائلته في الحرب، ولم يتم تسجيل أي منهم رسميًا على أنه ميت: "أنا على علم بالنموذج الذي قدمته وزارة الصحة، لكن ليس لديّ اتصال مناسب بالإنترنت لإضافة أفراد عائلتي".

وكانت مهمة "حمدان" منذ بداية الحرب هي انتشال الضحايا من تحت الأنقاض في أعقاب الضربات،  وفي ديسمبر، شارك في مهمة لإنقاذ ضحايا غارة جوية، وعندما وصل إلى هناك، أدرك أنه منزل عائلته، اشتعلت النيران في المبنى، لكن لم يكن هناك ماء لإخماده، استشهد والد حمدان وشقيقاه وزوجة أخيه.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أنه لا يوجد ما يكفي من الآلات الثقيلة لإزالة الأنقاض، ولا يوجد ما يكفي من الوقود لتشغيل الآلات المتوافرة، غالبًا ما يضطر عمال الإنقاذ إلى استخدام أيديهم أو الأدوات الأساسية مثل الفئوس والمجارف لإخراج الناس.

وتابعت أن "حمدان" وزملاءه سحبوا عشرات الجثث التي لم يتمكنوا من التعرف عليها من تحت الأنقاض، وقال: "لقد اخترنا دفن هؤلاء الأشخاص بعد التقاط صور لوجوههم حتى يتم التعرف عليهم بعد الحرب".