رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انعدام الحياة.. أزمة نفاد الوقود في غزة إلى أين؟

غزة
غزة

في غزة تتعدد أسباب الوفاة بسبب انعدام مقومات الحياة الأساسية التي يحتاجها الإنسان، وسط قصف عشوائي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، وحين يصلون إلى المشافي يجدونها خارج الخدمة نتيجة قصفها أو نفاد الوقود.
وتعد أزمة نفاد الوقود في قطاع غزة هي الأعمق في الوقت الحالي بسبب تأثيرها على مناحي الحياة داخل القطاع، لا سيما أن الاحتلال الإسرائيلي بات يستهدف محطات الكهرباء إما بالقصف أو تعمد نفاد الوقود.

عرقلة وصول الوقود

كان آخر توابع أزمة الوقود في غزة، إعلان الأمم المتحدة أن هناك مستشفيات جديدة خرجت عن الخدمة نتيجة نفاد الوقود بها، إذ قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، إن القوافل الإنسانية لم تتمكن من إيصال الوقود إلى المستشفيات في قطاع غزة بسبب العقبات الإسرائيلية ما أدى إلى نفاد الوقود بها.
وأكد المكتب، أن العراقيل الإسرائيلية تمنع تسليم الإمدادات الحيوية والمعدات والوقود للمولدات الاحتياطية بمستشفيات قطاع غزة.
وسبق توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة به؛ بسبب نفاد الوقود، في وقت حذرت به الصحة الفلسطينية من أن مخزون الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في مستشفيات قطاع غزة أوشك على النفاد.
ولم تكن أزمة الوقود في قطاع غزة وليدة اللحظة، ولكنها بدأت منذ حرب السابع من أكتوبر وما زالت تؤثر على مناحي حياة الأهالي كافة.

كارثة نفاد الوقود

هاني جودة، مؤسس شبكة مناصرة لاجئي فلسطين الإنسانية، يؤكد أن الوقود يؤثر على أهالي القطاع بشدة، فيمنع عنهم الإنترنت وبالتالي خدمات التواصل ووسائل الاتصال وسط الأوضاع الكارثية مع استمرار العدوان والحصار على القطاع.
يوضح لـ«الدستور» أن أحد آثار نفاد الوقود في غزة، وجود جثث أسفل الأنقاض والبيوت المدمرة ولا تستطيع  قوى الدفاع المدني من انتشالها بسبب عطل غالبية  الآلات والمركبات نتيجة نفاد الوقود.

يضيف: «كما أن آلاف الأطنان من النفايات على اختلافها تنتشر في مناطق قطاع غزة وخصوصًا وشمالها ولا يصل إليها عمال النظافة بسبب نفاد الوقود للمركبات، فضلًا عن أن آلاف الجرحى لا يجدون مستشفيات وأدوات طبية بسبب نفاد الوقود منها».
يستطرد: «كما لا يوجد أي مخبز يعمل في شمال القطاع ومدينة غزة نتيجة انتهاء الوقود من المخابز، ما خلق طوابير وضغط على المخابز التي ما تزال تعمل، ويضطر بالأونروا إلى إعطاء رغيف خبز واحد على كل نازح في مراكز الايواء طوال اليوم وذلك لا يسد جوعهم».
بحسب وكالة الأونروا فإن انقطاع الوقود أدى إلى توقف ضخ الماء من 76 بئرًا، إلى جانب توقف محطتي تحلية المياه التابعة للأونروا، فضلًا عن توقف 15 مضخة للصرف الصحي.

إيمان: «أزمة الخبز نتيجة نفاد الوقود»

تتحدث إيمان إسماعيل، فلسطينية، تقطن في مخيم النصيرات، عن تلك المعاناة، قائلة: «بعدما نزحنا بأيام قليلة استهدفوا المخبز الوحيد الذي يخدم المخيم بالقصف، وبعد أيام من إعادة تشغيله تعطل من جديد».
ذهبت إيمان في ذلك اليوم لشراء الخبز لأبنائها الثلاثة، إلا أنها وجدت المخبز متعطل وحين سألت قالوا لها بسبب نفاد الوقود، وأنهم في انتظار دخول شحنات من المساعدات محملة بالوقود.
تضيف: «ظل هذا الوضع لمدة قاربت الثلاثة أيام ولا يوجد طحين كي نصنع منه الخبز وفي نفس الوقت المخابز لا تعمل بسبب نفاد الوقود، والطعام لا يكفي كم الأعداد الهائلة من النازحين».
يذكر أن الأونروا أعلنت منذ فترة أن حكومة الحرب الإسرائيلية وافقت على السماح بدخول 140 ألف لتر من الوقود كل يومين إلى غزة بعد طلب من واشنطن، سيُسمح بدخول 20 ألف لتر إضافية كل يومين لتشغيل مولدات شركة الاتصالات إلا أنها لم تلتزم بذلك.